552
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
= حوادث سنة خمس وثمانين ومائتين
فيها قطع صالخ بن مدرك الطائي الطريق على الحاج بالأجفر في المحرم فحاربه حبي الكبير وهوأمير القافلة فلم يقوبه وبمن معه من الأعراب وظفر بالحج ومن معه بالقافلة فأخذوا ما كان فيها من الأموال والتجارات وأخذوا جماعة من النساء والجواري والمماليك فكانت قيمة ما أخذوه ألفي ألف دينار.
وفيها ولي عمروبن الليث ما وراء النهر وعزل إسماعيل بن أحمد.
وفيها كان بالكوفة ريح صفراء فبقيت إلى المغرب ثم اسودت فتضرع الناس ثم مطروا مطرًا شديدًا برعود هائلة وبروق متصلة ثم سقط بعد ساعة بقرية تعرف بأحمداباذ ونواحيها أحجار بيض وسود مختلة الألوان في أوساطها طبق وحمل منها إلى بغداد فرآه الناس.
وفيها سار فاتك مولى المعتضد إلى الموصل لينظر في أعمالها وأعمال الجزيرة والثغور الشامية والجزرية وإصلاحها مضافًا إلى ما كان يتقلده من البريد بها.
وفيها كان بالبصرة ريح صفراء ثم عادت خضراء ثم سوداء ثم تتابعت الأمطار بما لم يروا مثله ثم وقع برد كبار وزن البردة مائة وخمسون درهمًا فيما قيل.
وفيها ولى المعتضدمحمد بن أبي الساج أعمال أذربيجان وأرمينية وكان قد تغلب عليها وخالف وبعث إليه بخلع.
وفيها غزا راغب مولى الموفق في البحر فغمن مراكب كثيرة فضرب أعناق ثلاثة آلاف من الروم كانوا فيهأن وأحرق المراكب وفتح حصونًا كثيرة وعاد سالمًا ومن معه.
وفيها توفي أحمد بن عيسى بن الشيخ وقام بعده ابنه محمد بآمد وما يليها على سبيل التغلب فسار المعتضد إلى آمد بالعساكر ومعه ابنه أبومحمد علي المكتفي في ذي الحجة وجعل طريقه على الموصل فوصل آمد وحصرها إلى ربيع الآخر من سنة ست وثمانين ومائيتن ونصب عليها المجانيق فأرسل محمد بن أحمد بن عيسى يطلب الأمان لنفسه ولمن معه ولأهل البلد فأمنهم المعتضد فخرج إليه وسلم البلد فخلع عليه المعتضد وأكرمه وهدم سورها.
ثم بلغه أن محمد بن الشيخ يريد الهرب فقبض عليه وعلى آله.
وفيها وجه هارون بن خمارويه إلى المعتضد ليسأله أن يقاطعه على ما في يده ويد نوابه من مصر والشام ويسلم أعمال قنسرين إلى المعتضد ويحمل كل سنة أربع مائة ألف وخمسين ألف دينار وفأجابه إلى ذلك وسار من آمد واستخلف فيها ابنه المكتفي ووصل إلى قنسرين والعواصم فتسلمها من أصحاب هارون وكان ذلك سنة ست وثمانين ومائيتن.
وفيها غزا ابن الأخشيد بأهل طرسوس فتح اله على يديه وبلغ إسكندرون وحج بالناس محمد بن عبد الله بن داود الهاشمي.
وفيها توفي إبراهيم بن إسحاق الحربي ببغداد وهومن أعيان المحدثين وإسحاق بن إبراهيم الديري صاحب عبد الرزاق بصنعاء وهوآخر من روى عن عبد الرزاق.
الدبري بفتح الدال المهملة والباء الموحدة وبعدها راء.
وفيها توفي أبوالعباس محمد بن يزيد الأزدي اليماني الخوي المعروف بالمبرد وكان قد أخذ النحوعن أبي عثمان المازني.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق