إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 يوليو 2015

34 لماذا انحرفَ العالمُ كلُّه؟ انحراف الغرب: ثالثا - ثقافةٌ تنحرفُ عن الطريق 3 - إثباتُ الأديانِ بالعلم: 3- تحجيم المنطق:



34


لماذا انحرفَ العالمُ كلُّه؟

انحراف الغرب:

ثالثا - ثقافةٌ تنحرفُ عن الطريق

3 - إثباتُ الأديانِ بالعلم:

3- تحجيم المنطق:

إذا كان العلمُ الذي يبني قواعدَه على أسسٍ تجريبيّةٍ ما زالَ قاصرا، وما زال لم يكتمل.. وإذا كان العقل أسيرا لحجم معارفه، فما بالُنا إذن بالمنطق، الذي يعتبر بصمة فرديّة خاصة (إذ يعتقد كلّ إنسان على ظهر هذه الأرض أنّ منطقه هو الأصوب والأحكم)، بخلاف أنّ منطق الإنسان يتأثّر بمشاعره وعواطفه ونمط تجاربه وخبراته المبنيّة على حدود مجتمعه ونوع مشاهداته.

الحقيقة أنّنا أسرى أطر معقّدة وكثيرة، تحاول كلّ منها أن تبعدنا عن الحقيقة:

-   أسرى ميراثنا البيئيّ (وما يبقيه في نفوسنا من ذاكرة بصريّة وخبرات تراكميّة، واقترانات شرطيّة تحدّد أذواقنا، ومفاهيم متداولة تحدّد عقائدنا).

-       أسرى شخصياتنا (بقدراتها الفطريّة كالذكاء والقوّة، وبقدراتها المكتسبة كالمعرفة والسلوك).

-   أسرى نوعنا ذكورا وإناثا (وما يحدّده لنا هذا من واجبات ومسئوليّات وطرق مختلفة في الشعور والتعامل مع الأشياء والمواقف).

-       أسرى إنسانيّتنا (وما تفرضه علينا من عواطف وغرائز).

-   أسرى عمرنا (الذي يطبعنا بطابعه: نتشكّل وننقاد في الطفولة، ونتحمّس ونتهوّر ونتمرّد في الشباب، ونضعف ونصير أكثر حذرا وتأنّيا في شيخوختنا، في حين تملأنا خبرة السنين، ونتمنّى أن لو عدنا شبابا من جديد، لنمتك القوّة ومعنا الحكمة!).

وللأسف: كلّ هذه نقاط ضعف فينا، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يحاولون السيطرة علينا عن طريقها، والكثير من الأفكار التي تحاول أن تغزونا من خلالها!!

ولنأخذ مثالا من مجتمعاتنا الحالية:

إنّ أيّ مهتمّ بالأدب والثقافة يقع فريسة لمئات المبدعين العلمانيين، في كلّ المجالات.. وهذا يبثّ شكوكا كثيرة في نفسه، تجعله ينفصل عن تراثه وتاريخه ودينه.. بل وفطرته!!

بالإضافة إلى أنّ التعليم والأفلام والمسلسلات والقصص والروايات مليئة بالشعارات واللعب على العواطف والمشاعر..

والتكرار يُكسب الخيالات مظهرا إحصائيّا!

والحكايات المحبوكة دراميّا تملأ النفس بمئات الانطباعات والاقترانات الشرطيّة..

والمواقف التمثيليّة تشكل ذاكرة بصريّة تؤثّر في مقاييس الذوق والجمال وتقييم الفرد للأشياء..

ولكي نخرج من كلّ هذا نحتاج لفترة للتفكير والنقاش والمراجعة والاستزادة من المعرفة من مصادر مختلفة.. فالمعرفة هي طريقنا الرئيسيّ للحرّيّة.

والآن، لنعد إلى علاقة المنطق بالأديان.. ولنأخذ هذا المثال المعبّر:

إنّ ما كانَ يبدو لكافرٍ من 1400 سنةٍ منطقيّا، حينما قدمَ إلى النبيّ (ص) وفركَ بعضَ العظامِ بينَ أصابعِه ساخرا من قدرةِ اللهِ على إحيائها من جديد، يبدو الآن منتهى السذاجةِ والجهل، فنحنُ نعرفُ أنّ خليّةً واحدةً من هذه الرفاتِ تحتوي معلوماتٍ كاملةً عن تركيب الكائن الحيّ، تكفي لاستعادتِه بالكامل!

فهل أنتَ واثقٌ إذن أن ما تتفيهقُ به في ثقةٍ معتبرًا إيّاه قمّةَ المنطقِ والذكاءِ والحكمةِ والثقافة، لن يكونَ ضربًا من الجهلِ بعد 100، 200، أو حتّى 1000 سنةٍ من الآن[1]؟!!!.. هذا بالطبعِ إن لم يكن قد ثبتَ خطؤه بالفعلِ من مئاتِ السنينِ ولكنّ سيادتَكَ أساسًا لا تعرف!!!



[1] لا تتسرّعً وتعتقد أنّني أطالبُ بنفيِ العلمِ والعقلِ والمنطق.. إنّني فقط أطالبُ بتحجيمها.. ولن أقولَ لك ما يقولُه كثيرٌ من رجالِ الدينِ بضرورةِ تقديمِ النقلِ على العقل.. ولكنّي أحذّركُ جدّا من الوقوعِ في مطبِّ تقديمِ العقلِ على النقل، أو كارثةِ الاعتمادِ على العقلِ وحدَه.. كلُّ ما أطالبُكَ به هو أن تستخدمَ العقلَ والنقلَ ككفتيِ الميزان، فلا تقحم عقلكَ في غيبيّاتٍ لا مجالَ له فيها، كما لا تقصِه تمامًا عندَ التعاملِ مع الدين، فبخلافِ أنّ العقلَ أساسُ التكليف، فهو ضروريٌّ لاستيعابِ الشريعةِ للحصولِ على القدرِ الأكبرِ من الاستفادةِ من أحكامِها، ومجابهةِ كلِّ من يشكّكونَ فيها.




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق