33
لماذا انحرفَ العالمُ كلُّه؟
انحراف الغرب:
ثالثا - ثقافةٌ تنحرفُ عن الطريق
3 - إثباتُ الأديانِ بالعلم:
2- تحجيم العلم:
اغترّ العلماءُ بالعلم في القرنين الماضيين بطريقةٍ لا تدّلُّ إلا على الجهل، فالقاعدة التي تتأكّد لدينا في كلّ لحظة، هي أنّ ما نعرفه بالفعل، قطرةٌ صغيرةٌ في محيط ما لا نعرفه.
ثمّ فلنتساءل:
وهل قدّم العلمُ بالفعلِ إجاباتٍ شافية؟
إنّ العلمَ إلى الآنِ لم يكتشف أينَ نهايةُ الكون، وعلماء الفلك يؤكّدونَ أنّ موقعنا في طرف المجرّةِ لا يتيح لنا إلا رؤية جزء صغير من الكونِ من هذه الزاوية (أبعد ما نعرفه من الكون حوالي 30 مليار سنة ضوئيّة... فقط!!).
ولم يقل لنا العلمُ ما هي المادّة، فعلوم الذرّة أزالت الفروقَ بينَ المادّة والطاقة.. فإذا كنّا نرى ونلمس المادّة ولم نفهمها، فهل تتوقّع أن يخبركَ العلم ما هي الطاقة؟.. ما هو الضوء.. ما هي الحرارة.. ما هو المجال المغناطيسيّ.. إلخ....؟؟؟
إنّ هذا العلم القاصر، لم يستطع أن يفسّر الحقائق.. إنّ دورَه ينحصر فقط في وصف الظواهر وتقنينها، بحيث يمكن التنبّؤ بسلوكها، وبالتالي استخدامها لخدمة البشر.
فهل تتوقّع من علم كهذا أن يفسّر لك أمورا غيبيّةً أساسا من نوعيّة: ما هي الروح؟.. من نحن؟.. كيف نفكّر؟.. لماذا لنا إرادة؟.. أين كنّا قبلَ أن نأتي، وأين سنذهبُ بعدَ أن نموت؟
ثمّ إنّ حواسنا عاجزة:
فنحن لا تدرك الكثير من الحقائق.. ليس فقط على مستوى الموجات الكهرومغناطيسيّة، والأجسام المجهرية، بل ولا تدرك حتّى دوران الأرض حول نفسها.. فوجودنا داخلها أعمانا عن الشعور بهذه الحقيقة البسيطة!
ولكن ليت الأمر يقتصر على ذلك..
بل إنّنا لا نرى الكون فعلا على حقيقته.. إنّنا نرى حلقات مختلفة من ماضيه:
فنحن نرى الشمس منذ 8 دقائق.. (يستغرق ضوء الشمس حوالي 8 دقائق للوصول إلينا)!
ونرى ألفا قنطورس منذ حوالي أربع سنوات (الوقت الذي يستغرقه ضوء هذا النجم ليصل إلى الأرض)!
ونرى نجوما أخرى منذ ملايين السنين ولا نعرف شيئا عن حاضرها الآن (وربّما تكون قد انفجرت منذ أمد ونحن لا ندري)!!!
المذهل أنّ هذا ليس قاصرا على حواسنا فقط.. بل ينطبق حتّى على أجهزتنا العلميّة، التي غرّت العلماء يوما ما، وأغرتهم بأنّهم فهموا كلّ شيء، مما دفع فلسفات ومذاهب القرن التاسع عشر للإلحاد وتسفيه قيم وتراث المجتمعات!!
باختصار:
إنّنا أسرى للظواهر الفيزيائية.. ومهما كان ذكاء عقولنا، فإنّ الذكاء لا يمكن أن ينفصل عن المعرفة التي يعمل عليها.
لهذا فإنّنا لا نستطيع أن نتخذ عقولنا مرجعا مستقلا.. ما دمنا لا نستطيع أن نتخذ حواسنا مرجعا.. كما أنّ أجهزتنا أثبتت أنها هي الأخرى أسيرة مجالات عملها، وبالتالي فهي لا تصلح أن تكون مرجعا لشيء أكبر مما صنعت لأدائه!
أليس من الحكمة إذن أن نضع هذا العلم في حجمه الحقيقيّ، فنقيّمه على أساس الدين، بحيث يتوافقُ مع الأخلاقِ والقيم، بدلا من أن نتّخذه ـ على قصوره ـ أداةً لتقييم الله سبحانه وتعالى!!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق