إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 يوليو 2015

25 لماذا انحرفَ العالمُ كلُّه؟ انحراف الغرب: ثالثا - ثقافةٌ تنحرفُ عن الطريق 1 - نظريّاتٌ وفلسفاتٌ واكتشافاتٌ خطيرة: 5- الفرويديّة:



25


لماذا انحرفَ العالمُ كلُّه؟

انحراف الغرب:

ثالثا - ثقافةٌ تنحرفُ عن الطريق

1 - نظريّاتٌ وفلسفاتٌ واكتشافاتٌ خطيرة:

5-  الفرويديّة:

رغمَ أنَّ (فرويد) يعتبرُ أبا التحليلِ النفسيِّ، ودراستَه لهذا المجالِ قادتْ مَن بعدَه للترحالِ في غاباتِ النفسِ البشريّة، إلا إنَّ فرضيّاتِه كانتْ ذاتَ تأثيرٍ مدمّرٍ على العقائدِ والأديان، بل على نظرةِ الإنسانِ إلى نفسِه، فقدْ ردّت أفعالَ الإنسانِ وأحلامَه وآلامَه، إلى تجاربِ الطفولةِ والرغباتِ الدفينةِ في اللاشعور.. وليتَه اكتفى بهذا التبسيطِ المخلّ، فقد لخّصَ الحياةَ البشريّةَ كلَّها في غريزةِ الجنس، وفسّرَ كلَّ أفعالِ الطفولةِ والمراهقةِ والنضجِ على أساسِها، بل جعلَ التسامي عليها السببَ الرئيسيَّ لإبداعِ الفنانينَ والشعراءِ والأدباءِ والعباقرة.. ليسَ هذا فحسب، بل جعلَها الدافعَ لاختراعِ فكرةِ الدينِ والإله[1]!!!!

بالطبعِ لاقتْ مدرسةُ (فرويد) الكثيرَ من الانتقاداتِ من المدارسِ التي تلتْها، ولم يَعُدْ لها ذلكَ التأثيرُ المدمّرُ الذي أحدثتْه.. ولن أخوضَ هنا في الردِّ على كلامِ (فرويد)، ولكنّي سأذكرُ نقطةٍ ربّما غفِلَ عنها أثناءَ وضعِ فرضيّاتِه: لقدْ كانَ يجرى تحليلَه على المرضى النفسيّين، وما ينطبقُ على مثلِ هؤلاءِ بنفوسِهم المريضةِ المعقّدة، لا يمكنُ بأيِّ حالٍ من الأحوالِ تعميمُه هذا التعميمَ المخيفَ على ملايينِ الأسوياءِ من البشر، لدرجةِ اعتبارِه أساسًا لتفسيرِ الإبداعِ والفنِّ وحتّى الدين!.. إنَّ مثلَ هذا التعميمِ يرفضُه العلمُ نفسُه، فبعدَ كلِّ هذه السنواتِ من التحليلِ النفسيِّ وعلمِ النفسِ والاجتماعِ والطبِّ النفسيّ، صار جليًّا أنَّ مجاهلَ النفسِ البشريّةِ ما زالتْ حافلةً بمفاجأتِها، وأنَّ كلَّ فردٍ ـ مهما كانت أوجهُ تشابهِه مع الآخرينَ ـ متميّزٌ متفرّدٌ عن غيرِه، هذا بالإضافةِ لاختلافِ الظروفِ المحيطةِ باختلافِ الزمانِ والمكانِ والعاداتِ والعقائدِ!

ولكنّ ما يهمُّني مناقشتُه هنا هو: إذا كانَ (فرويد) قد أعطى تلك الأهمّيّةَ لمرحلةِ الطفولة، وللمؤثّراتِ التي يتعرّضُ لها الإنسانُ فيها، والتي تؤثّرُ تأثيرًا عميقًا على شخصيّتِه وسلوكِه وأهدافِه في الحياةِ فيما بعد، فلماذا لَمْ تأخذْ هذه النقطةُ الخطيرةُ حظَّها من الاهتمام حتّى الآن؟

لقد أثبتتِ الدراساتُ في الغربِ أنَّ تعرّضَ الأطفالِ لمشاهدِ العنفِ والقتلِ والتدميرِ في صغرِهم، تمنحُهم حصانةً ضدَّ الإحساسِ بمعاناةِ الآخرين، بل وتدفعُهم إلى العنفِ والإجرام.. كما أثبتتْ أيضًا أنَّ مشاهدَ الجنسِ تدفعُهم للانحرافِ والاغتصابِ والإدمانِ والجريمة.. وأثبَتتْ كذلك أنَّ القصصَ التي تُروى على الأطفالِ تؤثّرُ في شخصيّاتِهم.. صحيحٌ أنّه تأثيرٌ صغير، ولكنّه ملموسٌ ويتراكم.. فلماذا لا ينتبُه أحدٌ لخطورةٍ جهازٍ كالتلفاز؟.. وهل سيلومنُي أحدٌ لو ألقيتُ عليه باللومِ، واتّهمتُه بأنّه أكبرُ عواملِ انحرافِ المجتمعات[2]؟





[1] مرةً أخرى يتمُّ إقحامُ الدينِ داخلَ السياقِ بطريقةٍ مفتعلة!

[2] سنجيءُ لهذا بتفصيلٍ أكبرَ في حينِه



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق