23
لماذا انحرفَ العالمُ كلُّه؟
انحراف الغرب:
ثالثا - ثقافةٌ تنحرفُ عن الطريق
1 - نظريّاتٌ وفلسفاتٌ واكتشافاتٌ خطيرة:
2- النشوءُ والارتقاء:
زعزع كتابُ (أصلُ الأنواع) ونظريّةُ "النشوءُ والارتقاء"، التي أرسى دعائمَها (داروين)، ثقةَ العلماءِ بل والإنسانِ العاديِّ بالأديان.. فكلُّ الأديانِ السماويّة، تقولُ بأنَّ اللهَ سبحانَه وتعالى قد خلقَ (آدمَ) أبا البشرِ بيديه، قبلَ أن يهبطَ إلى الأرض.. ولكنَّ نظريّةَ "النشوءُ والارتقاء" تفترضُ أنَّ الأنواعَ كلَّها قد تطوّرت من أصلٍ واحد، من خليّةٍ حيّةٍ نشأت في يومٍ ما من ملايينِ السنينَ في ماءِ البحر، ودفعتْها الظروفُ المحيطةُ والطفراتُ الوراثيّةُ للتكيّفِ والتطوّر.. وهكذا يُفضي الاستنتاجُ إلى أنَّ الإنسانَ قد تطوّرَ من أقربِ الكائناتِ شبهًا به، القرودِ العليا!.. وهكذا انتزعَ (داروين) الإنسانَ من التفرّدِ الذي كان يشعرُ به، وجعلهُ في النهايةِ حفيدَ القرود!
ملاحظاتٌ على نظريّةِ (داروين):[1]
· إلى الآنِ لم يرصدِ العلمُ أو التاريخُ تطوّرَ قردٍ إلى إنسان، ولم يتطوّرِ الإنسانُ في الوقتِ نفسِه لينتجَ نوعًا جديدًا!.. فإذا كان لنا أن نستنتجَ شيئًا من التشابهِ بينَ أنواعِ المخلوقاتِ المختلفة، فهو أنَّ خالقَها ومبدعَها واحدٌ لا شريكَ له.
· لو سلّمْنا أنَّ التطوَّرَ هو فقط أصلُ الأنواع، فلماذا لا توجدُ من حولِنا الآلافُ من الكائناتِ المشوَّهَة أو العجيبة؟
ستجدُ مَنْ يقولُ لكَ إنَّ الصراعَ من أجلِ البقاءِ هو الذي يعملُ على القضاءِ على مثلِ هذا التّشوُّه.. ولكن: هل سيعجزُ كلبٌ بخرطومٍ قصيرٍ أن يعيش؟.. أم هل سيعجزُ عصفورٌ بقرنينِ أو بأربعةِ أرجلٍ أن يطير؟.. أو ماذا سيضيرُ الحِصانَ إن كانت له درقةٌ خشبيّة؟؟!!
إنَّ تسليمنا بفكرةِ التطوّرِ عبرَ ملايينِ السنينِ تقضي بأنَّ عددَ الأنواعِ الحاليّةِ ضئيلٌ جدًّا بالنسبةِ للتباديلِ والتوافيقِ التي يمكنُ الحصولُ عليها من مثلِ هذه الصدفِ العشوائيّةِ التي تحدثُ بلا هدف!
· إذا كانتِ الظروفُ البيئيّةُ هي دافعَ التطوّر، فمثلا طالتْ رقبةُ الزرافةِ في موسمٍ جفافٍ لتأكلَ أوراقَ الشجر ـ ولا أدري لماذا لم تَطُلْ باقي رقابِ الحيواناتِ التي كانت تعيشُ مع الزراف، ولا ماذا كانت تأكل! ـ إذا سلّمنا بمثلِ هذا الفرض، فعلينا أن نتوقّفَ لنتساءل: وأيُّ دافعٍ هو الذي أنتجَ الجمالَ الثريَّ والمتنوّعَ في معظمِ هذه المخلوقات؟
ولا يُمكنُ الإجابةُ عن ذلكَ بأنَّه يجذبُ الذكرَ للأنثى أو العكسِ في أثناءِ التزاوج، أو أنّه يساعدُ المخلوقَ على التّخفّي في البيئة (وهذا العاملُ عكسُ العاملِ الأوّلِ تمامًا!)، فإنَّ هذا لا يفسّرُ قُبحَ الغرابِ أبدًا، ذلكَ القبحَ الذي لا ينفى جمالَ باقي المخلوقات، ولكنّه ينفي دورَ الجمالِ المادّيّ!
· العَلاقةُ المعقّدةُ بينَ الكائناتِ الحيّةِ ـ والتي لاحظها (داروين) نفسُه ـ تؤكّدُ أنَّ بقاءَ نوعٍ من الكائناتِ مرتبطٌ ببقاءِ أنواعٍ أخرى غيرِه.. فمثلا.. شوهدَ في جزيرةٍ منعزلةٍ أنَّ انقراضَ نوعٍ من الطيورِ كانَ يلتهمُ الأرانبَ، أدّى إلى زيادةٍ هائلةٍ في أعدادِ الأرانبِ، مما جعلهَا تلتهمُ الأعشابَ كلَّها، فانقرضتِ الأرانبُ نفسُها!.. لقد أدّى انقراضُ المفترسِ إلى انقراضِ الفريسة!
إنَّ مثلَ هذا التوازنِ الدقيقِ يقضي بضرورةِ التكاملِ بينَ النباتِ وآكلاتِ العشبِ وآكلاتِ اللحومِ، والمتطفّلاتِ والمترمّماتِ، حتّى تكتملَ دورةُ الحياةِ والمادّةِ والطاقةِ في الطبيعة.. فكيفَ يمكنُ أن نفترضَ أن ملايينَ مهولةً من السنينِ قد مرّتْ قبل أن يوجدَ أحدُ أركانِ هذه الدورة، دونَ أن تنقرضَ باقي الأركان؟!
· إنَّ أوجهَ الخلافِ العديدةَ بينَ الإنسانِ وباقي المخلوقاتِ كفيلةٌ بجعلنا نتساءلُ حقًّا: هل يمكنُ أن يكونَ ناتجَ تطوّرٍ؟.. وإذا كانَ كذلكَ حقًّا، فلماذا هو المخلوقُ العاقلُ الوحيدُ على الأرض؟.. أليسَتْ هذه صدفةً أخرى بالنسبةِ لقانونِ الصدفة؟
· وإذا كان دافعُ التطوّرِ هو تكيّفَ الكائنِ الحيِّ مع الظروفِ البيئيّة، فلماذا لم يَنْبُتِ الفراءُ لأفرادِ قبائلِ الإسكيمو التي تعيشُ في القطبِ الشماليِّ من مئاتِ السنين؟.. ولماذا لم يتغيّرْ لونُ زنوجِ (أمريكا) رغمَ مرورِ مئاتِ السنينَ على وجودِهم فيها بعيدًا عنِ المناطقِ الاستوائيّة؟!!
· وهذا يدفعُنا إلى التساؤلِ: ألا يبدو الإنسانُ أضعفَ بنيةً واستعدادًا جسديًا للتكيّفِ مع ظروفِ البيئةِ بالمقارنةِ بالقرود؟
· وأيُّ تكيّفٍ هو ذلك الذي يجعلُ مخلوقًا كالإنسانِ، يختلفُ عن جميعِ المخلوقاتِ في طفولتِه، فيحتاجُ للرضاعةِ عامين، ويتعلّمُ المشيَ بعدَ عامٍ كامل، ويحتاجُ لفترةِ رعايةٍ طويلةٍ يتمُّ فيها تعليمُه أساسيّاتِ الحياةِ من نقطةِ الصفر، كالكلامِ والخبراتِ الأساسيّةِ وما ينفعُ وما يضرّ، ولا يستطيعُ الاستقلالَ عن والديه قبلَ سنواتٍ طويلةٍ قد تتجاوزُ الخمسَ عشرةَ سنة؟
· إنَّ منطقَ التطوّرِ يقولُ إنَّ تطوّرَ الإنسانِ من الحيوان، مع احتفاظِه بقدرةِ الحيواناتِ المدهشةِ على توارثِ المعارفِ والخبراتِ بالغريزة، وسرعةِ النموِّ والاعتمادِ على النفسِ، وحدّةِ الحواسِّ وقوّةِ البدن، بالإضافةِ إلى امتلاكِه لصفاتٍ جديدةٍ كالذكاءِ الخلاّقِ والنطقِ وانتصابِ القامةِ، سينتجُ مخلوقًا مذهلا كاملَ الأوصافِ، يصبحُ هو قمّةَ التطوّرِ بلا منازع.. فأينَ هو هذا المخلوق؟.. ولماذا تنازلَ عن كلِّ ميزاتِ الغريزةِ الحيوانيّةِ واستعاضَ عنها بالذكاءِ، الذي استلزمَ منه آلآفَ السنينَ ليطوّرَ أدواتِه ويسيطرَ على البيئة؟
· كذلك فإنَّ اكتشافَ (مندل) لقوانينِ الوراثة عامَ 1865، أكّدَ على (ثبوتِ الأنواع) وليسَ (تطوّرَ الأنواع) الذي قالَ به (داروين)، فصفاتُ الأبناءِ تأتي مناصفةً من الأبِ والأمّ، خاصّةً أنَّ الطفراتِ الوراثيّةَ ضارٌّة ومشوِّهة لأنّها ناتجة عن تحطّم شريط DNA، ومن رحمةِ الله أنّها نادرًا جدًّا ما تحدثُ وهي لا تُوَرَّثْ (الصفات الجسدية لا تورّث).. فكيفَ إذن تنتجُ الأنواعُ الجديدة؟!!!
· 30 عالما فرنسيًّا يؤكّدونَ: الإنسانُ ليسَ أصلُه قردًا[2]:
جاءَ في كتابٍ صدرَ حديثًا في (فرنسا) شاركَ في تأليفِه ثلاثونَ عالمًا برئاسةِ (إيف كوبنس)، أنَّ الإنسانَ لا ينحدرُ من سلالةِ القرودِ كما تقولُ نظريةُ (داروين) "النشوءُ والارتقاء"، واستندَ فيه مؤلّفوه إلى اكتشافاتٍ لجماجمَ من العصورِ الأولى من تاريخِ البشريّة، ثبتَ من خلالِها أنَّ الإنسانَ والقردَ لكلٍّ منهما سلالةٌ مختلفة، وأنَّ الجدَّ الأوّلَ للإنسانِ ظهرَ في (أفريقيا) منذُ حوالَيْ 4 ملايين عام!.. والكتابُ يُفنّدُ الصّورةَ التقليديّةَ للقردِ الذي يمشي على أربعٍ ثم يرتقي شيئًا فشيئًا حتّى يصبحَ إنسانًا يسيرُ على قدمين!
· ثمَّ فلْنفترضْ جدلا أنَّه من الممكنِ أن تتطوُّرَ الكائناتُ من بعضِها، فأيُّ تعارضٍ هناكَ أن يجعلَ اللهُ الإنسانَ استثناءً ـ ولكلِّ قاعدةٍ استثناءٌ ـ وأنّه سبحانَه قد خلقَ آدمَ بيديه تكريمًا له؟
· من العارِ على التعليمِ المصريِّ أنّه يدرّسُ نظريّةَ (داروين) في المرحلةِ الابتدائيّةِ على أنّها تاريخ، وليست مجرّدَ نظريّة، فهو يبدأُ تاريخَ (مصرَ) القديمةِ بأنَ الإنسانَ في العصرِ المطيرِ، كانَ يعيشُ في غاباتِ ما يُعرفُ بالصحراءِ الغربيّةِ حاليًّا، على الأشجارِ كالحيواناتِ، ولم يكنْ يتكلّم بل كان يصرخُ ويصيح، ولم يكنْ يرتدي الملابسَ، بل كانَ له فراء.. (قرد باختصار وإن لم يذكرِ المؤلفُ ذلك صراحةً)!!!.. ثمّ عرفَ المسكنَ والملبسَ واللغةَ والنارَ والرعي.. هذا قبلَ أن تقلَّ الأمطار، وتندثرَ الغابات، وتصبحَ الصحراءُ الغربيّةُ كما هي الآن، فهاجرَ الإنسانُ المصريُّ إلى وادي النيل!
غنيٌّ عن الذكرِ أنّه لا يوجدُ دليلٌ تاريخيٌّ على هذه الخزعبلات، وإنّه لاستخفافٌ شنيعٌ بعقولِ أبنائِنا أن ندرّسَ لهم نظريّةً واجهتْ العديدَ من أوجهِ النقدِ، باعتبارها تاريخًا!
عامّةً لم يكُن ذلك ليؤثّرَ في عقيدتي عندما درستُه، ففي الحصّةِ التالية، كنتُ أدرسُ في التربيةِ الدينيّةِ أنّ اللهَ سبحانه قد خلقَ (آدمَ) ـ عليه السلامُ ـ بيديه، وعلّمَه الأسماءَ كلّها[3].. ولكنَّ هذا لا يُلغي جريمةَ التعليمِ المصريِّ في تنشئةِ عقولٍ متناقضة، أو عقولٍ تقبلُ التناقضَ بدونِ تساؤل!
ولقد كنتُ وزملائي نحلُّ هذا التناقضَ، بالاعتقادِ بأنَّ (القردَ المصريَّ القديمَ صاحبَ الحضارةِ العريقة)، قد انتكسَ إلى هذه الصورةِ بعدَ طوفانِ (نوح) وتفرّقِ من معه في أرجاءِ الأرض، حيثُ انعزلَ بعضُهم في غاباتِ الصحراءِ الغربيّة، ونسُوا اللغةَ مع الزمن، وتدنّتْ إنسانيّتُهم ببعدِهم عن المدنيّة![4]
· وليستْ هذه هي الجريمةَ الوحيدةَ التي يستخدمُ فيها التعليمُ المصريُّ نظريّة (داروين) لاغتيالِ عقيدةِ أبنائنا، فهو يدرّس هذه النظريّةَ في منهجِ الأحياءِ في المرحلةِ الثانويّة، حيثُ يسوقُ كلَّ ما يدلّلُ على صحّتِها، دونَ حرفٍ واحدٍ عن نقدِها.. وإن كانت هذه الجريمةُ أقلَّ شناعةً من الجريمةِ الأولى، ففي هذه المرّةِ يُدرّسُ "النشوءُ والارتقاء" كنظريّةٍ وليس كتاريخ، ولطلبةٍ بالغينِ يُفترضُ فيهم القدرةُ على الفهم والتحليلِ والنقد.
· (داروين) محظورٌ في مدارسِ (أمريكا)!:[5]
تشهدُ الولاياتُ المتّحدةُ حملةً دينيّةً تهدفُ إلى إلغاءِِ تدريسِ نظريّةِ "النشوءِ والارتقاءِ"، وتأييدِ نهجِ الخلقِ الربّانيّ، القائلِ بأنَّ الكونَ وما يتّصلُ به من موجوداتٍ وظواهرَ ونظامٍ هو من خلقِ اللهِ وليس من خلقِ الطبيعةِ والمادّة.. وقد شهدَ عامُ 1999 تصويتَ مجلسِ (كانساس) للتعليمِ على قرارٍ بحظرِ تدريسِ نظريّةِ (داروين) في مدارسِها.. إلا أنَّ عددَ الأصواتِ لم يكُنْ كافيًا لاتّخاذِ القرار، فأخفقتْ سياستُهم المناوئةُ لـ (داروين).
ولكنْ ظلَّ أتباعُ نهجِ الخلقِ الربّانيِّ في علوٍّ، محرزينَ عددًا من الانتصاراتِ في أماكنَ أخرى، مثلِ ولايات (الينوي) و(أوهايو) و(ويسكونسين)، بغضِّ النظرِ عمّا تتمتّعُ به كلُّ ولايةٍ من تقاليدَ ليبراليّةٍ قويّة.. وحاليًّا تبحثُ (أوهايو) فكرةَ حظرِ تدريسِ نظريّةِ (داروين)، وحتّى (نيويورك) و(ماساشوسيتس) انقلبتا على نظريّتِه.. ويستخدمُ أتباعُ الخلقِ الربّانيِّ تكتيكاتٍ شديدةَ الفاعليّة، فهم يستهدفونَ البلداتِ الصغيرة، ويحصلونَ على تأييدِ منظّماتٍ محلّيّةٍ مهمّة، وفي مقدّمتِها مجلسُ التعليم، كما يقومونَ بشنِّ حملاتٍ للمطالبةِ بالمساواةِ في الوقتِ المخصّصِ لعرضِ وجهاتِ نظرِهم مثلِ أتباعِ نظريّةِ "النشوءِ والارتقاء"، وهو الأمرُ الذي يربكُ الناخبين، كما يستعينونَ في مواجهتِهم للداروينيّينَ ومن يعتقدونَ بعشوائيّةِ الكونِ، بتوجيهِ الأنظارِ إلى ما في الكونِ من تناسقٍ، وهم يرونَ أنَّ أيَّ مكانٍ تنظرُ إليه يمكنُكَ أن تلمسَ فيه آثارَ الخالق.. وهم يضربونَ أمثلةً لذلكَ بكلِّ شيءٍ، بما في ذلك الموز، الذي يُشيرونَ إلى سهولةِ تناولِه وإزالةِ قشورِه ومذاقِه اللذيذ، وتحوّلِ لونِ قشرتِه الخارجيّةِ إلى اللونِ الداكنِ بتراجعِ صلاحيّتِه للأكل![6]
· يقول د. محمد عباس:
لكن القضية الأكبر، التي أود أن أكتب عنها منذ أعوام طويلة، دون أن تتيح لي الحوادث أي فرصة، هي نظرية التطور لدارون، والمقالة معدة، لكن لا الوقت ولا الظرف يسمح، ولقد تعمدت فيها أن تكون كل مراجعي غربية، وعلى الأخص أمريكية، حيث يتناولها العلماء بقدر من السخرية لا يكاد يتصور، لكن هؤلاء، لا ينشر لهم أحد ، بل يطاردون في جامعاتهم ويحاصرون، تماما كما يطارد ويحاصر كل من ينكر الهولوكوست. ولقد بلغ الأمر أن علماء كبار قد لفقوا أدلة بالغة السذاجة لإثبات النظرية ( أحدهم وهو "جارلسن داوصن" أتى في عام 1912 بفك قرد وزرع فيه أسنانا بشرية ثم ركبه على جمجمة بشرية) وظلت الفرية عشرات الأعوام كأقوى دليل على وجود الحلقة الوسيطة الدالة على صحة نظرية دارون، بينما العشرات تلو العشرات من العلماء يصرخون أن الدليل دليل زور.. و أن تزويره غير متقن حتى ليمكن لأي مبتدئ أن يكشفه على الفور، وظلت الميديا الإعلامية في العالم كله تتجاهل ذلك، حتى اعترف العالم المزور بنفسه عام 1953، أن الجمجمة والفك والأسنان التي ركبها، يعود أقدمها إلى ألف عام فقط وليس إلى مئات الآلاف من الأعوام، كما اعترف العالم، بأنه إن كان قد زور كي يشتهر ويغتني، فإن 90% من العلماء يفعلون نفس الشيء.. ( فكرة الحلقة الوسيطة دليل من آلاف الأدلة التي تجعل من نظرية دارون تهريجا، فعلى سبيل المثال تدل الحفريات على أن الجراثيم التي كانت موجودة منذ مئات ملايين الأعوام ما زالت كما هي، دون أي تطور، ومن ناحية أخرى فلم تفلح كل الحفريات في العثور على زرافة واحدة قصيرة الرقبة، من تلك التي ادعي دارون أنها ماتت وعاشت ذوات الرقاب الأطول لتمكنها من التهام أوراق أعالي الأشجار.. دون أن يفسر لنا أيضا كيف عاشت الخراف.. والحمير!!) وكان أحد من تناولوا تلك القضية هو العالم الأمريكي: البروفيسور دوان ت كيتش، حيث اعتبر أن التطور ليس حقيقة علمية ولا حتى نظرية، وإنما مجموعة من التلفيقات الساذجة التي لا يقبلها أي عقل علمي.. نعم، يقول الرجل، إنها ليست نظرية، إنها عملية غسيل مخ قام بها الساسة كي يسوغوا التهام الأقوى للأضعف.. إن الرجل يصرخ أن نظرية التطور عقيدة لا يمكن تصديقها، وهي ليست علما على الإطلاق.. عقيدة وليس علما.. (دار الصحوة، حلوان: في نظرية التطور: هل تعرضت لغسيل الدماغ.. بروفيسور دوان ت. كيتش).
وتتناول (إليانور كلايمر) الأمر بسخرية لتقول:
"انظروا كيف تحولت الأسماك إلى برمائيات حسب تصور التطوريين: (وظهر الجفاف بالقرب من نهاية الزمن الباليوزي، واستطاعت الأسماك القديمة ـ بعد جفاف البرك والأنهار ـ أن تزحف على الأرض للوصول إلى ما تبقى من تلك البرك، وكان لهذه الأسماك التي استطاعت أن تتحرك على سطح الأرض أحفادا استطاعت هي نفسها أن تبقى خارج الماء لفترات أطول)".
وتواصل المؤلفة في سخرية: "ولا تسألوهم كيف استطاعت الأسماك أن تزحف على الأرض أو أن تتحرك على سطح الأرض.. إنها لا تستطيع هذا ولا ذاك، و إنما تستطيع فقط أن تتقافز في مكانها خارج الماء، بضع دقائق ثم تموت!!" (قصة الحلقة المفقودة.. إليانور كلايمر.. ترجمة د محمد رشاد الطوبي، مكتبة الأنجلو المصرية)
إن كان يمكن للتزوير الكامل الشامل أن ينجح هذا النجاح المذهل في مجال العلم التجريبي، فكيف به في علوم إنسانية غير خاضعة لوسائل البحث العلمية (مثل أسطورة الهولوكوست اليهودي!!)؟
وبرغم كل ذلك فما زالت نظرية التطور تحاط بحصانة شاملة وتدرّس في مدارسنا وجامعاتنا كحقيقة علمية غير قابلة للنقاش، إلا من ((الظلاميين المتحجرين الحمقى))، أو من ((السلفية الدينية والرجعية السياسية))، وكلها تعبيرات لا يقصد بها إلا الإسلام!!
· هارون يحيى:
إذا أردت مزيدا من النقد العلميّ الوافي لنظريّة داروين، فبإمكانك اللجوء لموقع الكاتب التركيّ (هارون يحيى):
www.harunyahya.com
وفيه ستجد عشرات المقالات والخطب ولقطات الفديو والأفلام العلميّة بالعربيّة والإنجليزيّة، تنتقد هذه النظريّة وتنسفها نسفا من جذورها، استنادا إلى أقوال علماء الغرب أنفسهم، وبالرجوع إلى اكتشافات الوراثة وDNA والميكروبيولوجي والجيولوجيا وغيرها من العلوم.. وهناك فيلم تسجيلي طويل (ناطق بالعربيّة) بعنوان "انهيار التطوّر" Collapse Of Evolution، يفند نظرية دارون من جذورها.. فلا تتردّد في تحميله رغم كبر حجمه.. فهو يستحق.. وقتا ممتعا[7].
[1] رغمَ أنَّ هذا ليسَ مقامَ القدحِ في نظريةِ (داروين)، إلا أنَّ الأمانةَ تُحتّمَ أن نذكرَ الردودَ على فرضيّاتِه، لأنَّ مجرّدَ ذكرِها منفردةً قد ينثرُ الشكوكَ في نفسِ قارئِها، وربّما لا يكُونُ على القدرِ الكافي من المعرفةِ والثقافة، وربّما تنقضي سنواتٌ قبلَ أن يقرأَ من ينتقدُ هذه النظريّة، فيعيشُ تُعذّبُه شكوكُه.. لهذا أنا أدعو دومًا أن يكونَ الرأيُ والرأيُ المضادُّ معًا في نفسِ الحيّزِ، وبهذا نضمنُ حريّةَ الرأيِ وتنوّعَ الفكر، في نفسِ الوقتِ الذي نضمنُ عدمَ حدوثِ نوعٍ من التضليلِ أو التعتيمِ أو التأثيرِ المنفردِ أو غسيلِ المخّ لعقولِ شبابِنا.
[2] جريدةِ (الأهرام)، 3/11/2001، صفحة 36.
[3] أرجو ألا يكونَ هذا الكلامُ سببًا في حذفِ قصّةِ خلقِ (آدم) من مناهجِ التربيةِ الدينية!!!!!
[4] أريدُ أن أؤكّدَ هنا على شيءٍ بسيط: أنَّ الحقَّ دائمًا ما يمحقُ الباطل!.. ولكنَّ هذا لا يُلغي أثرَ هذه الجريمة.. فإذا كانَ واضعو المناهجِ في التعليمِ المصريِّ مقتنعينَ بأنّهم حفنةٌ من القرودِ المتطوّرة، فليحتفظوا بقناعاتِهم هذه لأنفسِهم، فليسَ من حقِّهم أن يُلقوا بفضلاتِ أفكارِهم المتخلّفةِ في عقولِ أبنائِنا، ومن الأفضلِ لهم أن يبحثوا عن غابةٍ ليواصلوا فيها تطوّرَهم، وليبدأوا بالتناسلِ مع القرودِ لتحسينِ سلالتِهم، ويتركوا مهمّةَ وضعِ المناهجِ لأناسٍ أسوياءَ مؤمنينَ أنَّ اللهَ سبحانَه قد كرّمَهم على جميعِ المخلوقات، وخلقَهم في أحسنِ تقويم!
[5] الأهرام، 17 مارس 2002، صفحة 7، عن صحيفةِ الأوبزيرفر البريطانيّة.
[6] عامّةً وفّقَ اللهُ هؤلاءِ الأصدقاء، فلو نجحوا في إصلاحِ التعليمِ الأمريكيّ، فسيقلّدُهم على الفورِ (أصدقاؤنا القرودُ) المسئولونَ عن وضعِ مناهجِ التعليمِ المصريّ، وستنتهي مرحلةٌ غبيّةٌ من التخريف!!
[7] حمّلت معظم مواد الموقع لجهازي.. ولكنّ المشكلة أنّ المقالات مكتوبة كملفات PDF وعندما تكون هذه الملفات باللغة العربيّة، فإنّه يستحيل نسخ أيّ أجزاء منها.. لهذا لم استطع الاستدلال بالمعلومات القيمة التي وردت بها، فهذا يستدعي أن أقوم بإعادة كتابتها بنفسي من جديد، وهو ما لا أجد الوقت لأفعله!.. فعذرا.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق