2578
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 413-
خلع الاشرف بن أطسز واستبداد أيبك وأمراء الترك بمصر
قد تقدم لنا آنفاً بيعة أمراء التركمان بمصر للأشرف موسى بن يوسف أطسز بن الكامل، وأنهم خطبوا له وأجلسوه علىالتخت بعد أن نصبوا للملك أيبك، وكان طموحاً إلى الاستبداد. وكان أقطاي الجامدار من أمراء البحرية يدافعه عن ذلك، ويغض من عنانه منافسة وغيرة فأرصد له أيبك ثلاثة من المماليك اغتالوه في بعض سكك القصر وقتلوه سنة اثنتين وخمسين. وكانت جماعة البحرية ملتفة عليه فانفضوا ولحقوا بالناصر في دمشق، واستبد أيبك بمصر، وخلع الأشرف وقطع الخطبة له فكان آخر أمراء بني أيوب بمصر، وخطب أيبك لنفسه. ثم تزوج شجرة الدر أم خليل الملكة قبله فلما وصل البحرية إلى الناصر بدمشق أطمعوه في ملك مصر واستحثوه فتجهز وسار إلى غزة، وبرز أيبك بعساكره إلى العباسية فنزل بها.
وانتقض عليه فتوهموا بالثورة به فإرتاب بهم ولحقوا بالناصر. ثم ترددت الرسل بين الناصر وأيبك فاصطلحوا على أن يكون التخم بينهم العريش. وبعث الناصر
إلى المستعصم مع وزيره كمال الدين بن العديم في طلب الخلعة. وكان أيبك قد بعث بالهدية والطاعة إلى المستعصم فمطل المستعصم الناصر بالخلعة حتى بعثها إليه سنة خمس وخمسين. ثم قتل المعز أيبك قتلته شجرة الدر غيلة في الحمام سنة خمس وخمسين غيرة من خطبته بنت لؤلؤ صاحب الموصل فنصبوا مكانه ابنه علياً ولقبوه المنصور، وثاروا به من شجرة الدر كما نذكره في أخبارهم إن شاء الله تعالى.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق