2579
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 413-
مسير المغيث بن العادل صاحب الكرك
مع البحرية إلى مصر وإنهزامهم
كان البحرية منذ لحقوا بالناصر بعد مقتل أقطاي الجامدار مقيمين عنده، ثم ارتاب
بهم وطردهم آخر سنة خمس وخمسين فلحقوا بغزة وكاتبوا المغيث فتح الدين عمر بن العادل بالكرك وقد كنا ذكرنا إن بدرا الصوافي أخرجه من محبسه بالكرك بعد مقتل تورانشاه بمصر، وولاه الملك وقام بتدبير دولته. وبعث إليه الآن بيبرس البندقداري مقدم البحرية من غزة
يدعوه إلى الملك، وبلغ الخبر إلى الناصر بدمشق فجهز العساكر إلى غزة فقاتلوهم وإنهزموا إلى الكرك فتلقاهم المغيث وقسم فيهم الأموال واستحثوه لملك مصر فسار معهم، وبرزت عساكر مصر لقتالهم مع قطز مولى أيبك المعز ومواليه، فالتقى الفريقان بالعباسية فانهزم المغيث والبحرية إلى الكرك، ورجعت العساكر إلى مصر.وفي خلال ذلك أخرج الناصر داود بن المعظم من دمشق حاجا، ونادى في الموسم بتوسله إلى المستعصم في وديعته، وإنصرف مع الحاج إلى العراق فأكرهه المستعصم على براءته من وديعته فكتب وأشهد ولحق بالبرية. وبعث إلى الناصر يوسف يستعطفه فأذن له وسكن دمشق. ثم رجع مع رسول المستعصم الذي جاء معه إلى الناصر بالخلعة والتقليد فأقام بقرقيسيا حتى يستأذن له الرسول فلم يأذن له فأقام عنده بأحياء العرب في التيه فقربوا في تقلبهم من الكرك، فقبض عليه المغيث صاحب الكرك وحبسه، حتى إذا زحف التتر لبغداد بعث عنه المستعصم ليبعثه مع العساكر لمدافعتهم، وقد استولى التتر على بغداد فرجع ومات ببعض قرى دمشق بالطاعون سنة ست وخمسين إنتهى، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق