إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 فبراير 2015

[ 54 ] تاريخ الطبري ج 1


[ 54 ]

تاريخ الطبري ج 1



أمريهما فخالف بينهما فجعل أحدهما مضيئا مبصرا به والآخر ممحو الضوء * وإنما ذكرنا قدر ما ذكرنا من أمر الشمس والقمر في كتابنا هذا وإن كنا قد أعرضنا عن ذكر كثير من أمرهما وأخبارهما مع إعراضنا عن ذكر بدء خلق الله السموات والارض وصفة ذلك وسائر ما تركنا ذكره من جميع خلق الله في هذا الكتاب لان قصدنا في كتابنا هذا ذكر ما قدمنا الخبر عنه أنا ذاكروه فيه من ذكر الازمنة وتاريخ الملوك والانبياء والرسل على ما قد شرطنا في أول هذا الكتاب وكانت التأريخات والازمنة إنما توقت بالليالى والايام التى إنما هي مقادير ساعات جرى الشمس والقمر في أفلاكهما على ما قد ذكرنا في الاخبار التى رويناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ما كان قبل خلق الله عز ذكره إياهما من خلقه في غير أوقات ولا ساعات ولا ليل ولا نهار * وإذ كنا قد بينا مقدار مدة ما بين أول ابتداء الله عزوجل في إنشاء ما أراد إنشاءه من خلقه إلى حين فراغه من إنشاء جميعهم من سنى الدنيا ومدة زمانها بالشواهد التى استشهدناها من الآثار والاخبار وأتينا على القول في مدة ما بعد أن فرغ من خلق جميعه إلى فناء الجميع بالادلة التى دللنا بها على صحة ذلك من الاخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وغيرهم من علماء الامة وكان الغرض في كتابنا هذا ذكر ما قد بينا أنا ذاكروه من تاريخ الملوك الجبابرة العاصية ربها عزوجل والمطيعة ربها منهم وأزمان الرسل والانبياء وكنا قد أتينا على ذكر ما به تصح التأريخات وتعرف به الاوقات والساعات وذلك الشمس والقمر اللذان بإحداهما يدرك معرفة ساعات الليل وأوقاته وبالآخر يدرك علم ساعات النهار وأوقاته فلنقل الآن في أول من أعطاه الله ملكا وأنعم عليه فكفر نعمته وجحدر بوبيته وعتا على ربه واستكبر فسلبه الله نعمته وأخزاه وأذله ثم نتبعه ذكر من استن في ذلك سنته واقتفى فيه أثره فأحل الله به نقمته وجعله من شيعته وألحقه به في الخزى والذل ونذكر من كان بإزائه أو بعده من الملوك المطيعة ربها المحمودة آثارها أو من الرسل والانبياء إن شاء الله عزوجل. 


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 
-----------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق