إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3395 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد السابع من صفحة 503 تاريخ ابن خلدون تحية الإسلام آصل في الفخر نسباً، وأوْصَلُ بالشرع سبباً، فالأولى أن أحييك بما حيا الله في كتابه رسله وأنبياءه، وحيت به ملائكته في جواره أولياءه فأقول:


3395

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
   
المجلد السابع

من صفحة 503

تاريخ ابن خلدون


تحية الإسلام آصل في الفخر نسباً، وأوْصَلُ بالشرع سبباً، فالأولى أن أحييك بما حيا الله في كتابه رسله وأنبياءه، وحيت به ملائكته في جواره أولياءه فأقول:

سلام عليكم يُرْسِلُ من رحمات الله غماماً، ويفتق من الطُّرُوس عن أزهار المحامد كماماً، ويستصحب من البركات ما يكون على الذي أحسن من ذلك تماما؛ وأجدد السؤال عن الحال الحالية بالعلم والذين، المستمدة من أنوارها سرج المهتدين. زادهاً الله صلاحاً، وعرفها نجاحاً يتبع فلاحاً؛ وأقرر ما عندي من تعظيم أرتقي كل آونة شرفه، واعتقاد جميل يرفع عن وجه البدر كلفه، وثناء انشر بيد الترك صحفه؛ وعلى ذلك أيها السيد المالك، فقد تشعبت علي في مخاطبتك المسالك؛ إن أخذتُ في تقرير فخرك العميم، ونسبك الصميم، فو الله ما ادري بأي ثنية للفخر يرفع العلم، وفي أى بحر من ثنائك يسبح القلم، الأمر جَلَل، "والشمس تكبر عن حلي وعن حلل "، وإن أخذت في شكاة الفراق، والاستعداء على الأشواق، اتسع المجال، وحصرت الروية والارتجال، فالأولى أن اترك عذبة اللسان تلعب بها رياح الأشواق، وأسلة اليراع تخضب مفارق الطُّروس بصبيغ الحبر المُرَاق؛ وغيرك من تركض في مخاطبته جياد اليراع، في مجال الرقاع، مستولية على أمد الإبدإع والاختراع؛ فإنما هو بثُّ يُبْكى، وفراق يُشْكى، فيعلم الله مرضي على أن أشافه 



عن أنبائك ثغور البروق البواسم، وأن أحملك الرسائل حتى مع سفراء النواسم، وأن اجتلي غرر ذلك الجبين في مُحَيّا الشارق، ولمح البارق.

ولقد وجهت لك جملة من الكتب والقصائد، ولا كالقصيدة الفريدة في تأبين الجواهر التي استأثر بهن البحر؛ قدس الله أرواحهم، وأعظم أجرك فيهم؛ فإنها أنافت على مائة وخمسين بيتاً، ولا أدري هل بلغكم ذلك أم غاله الضياع، وغدر وصوله بعد المسافة؛ والذي يطرق لي سوء الظن بذلك، ما صدر في مقابله منكم. فإني على علم من كرم قصدكم، وحسن عهدكم. ومن حين استغرنباكم بذلك بالأفق الشرقي، لم يصلني منكم كتاب، مع علمي بضياع إثنين منها بهذا الأفق الغربي. انتهى.

وفي الكتاب إشارة إلى أنه بعث قصيدة في مدح الملك الظاهر صاحب مصر، ويطلب مني رفعها إلى السلطان، وعرضها عليه بحسب الإمكان؛ وهي على روي الهمزة، ومطلعها:

        أمدامع منهلة أم لؤلؤ          لما استهل العارض المتلألىء

وبعثها في طيّ الكتاب، واعتذر بأنه استناب في نسخها، فكتبت همزة رويها ألفاً، قال وحقها أن تكتب بالواو، لأنها تبدل بالواو، وتسهل بين الهمزة والواو، وحرف الإطلاق أيضاً يسوقها واواً. هذا مقتضى الصناعة، وإن قال بعض الشيوخ تكتب ألفاً على كل حال، على لغة من لا يسهل، لكنه ليس بشيء.

وأذن لي في نسخ القصيدة المذكورة بالخط المشرقى لتسهل قراءتها عليهم ففعلت ذلك، ورفعت النسخة والأصل للسلطان، وقرأها كاتب سّره عليه، ولم يرجع إلي منهما شيء، ولم أستجز أن أنسخها قبل رفعها إلى السلطان، فضاعت من يدي.

وكان في الكتاب فصل عرّفني فيه بشأن الوزير مسعود بن رحّو المستبد بأمر المغرب لذلك العهد، وما جاء به من الانتقاض عليهم، والكفران لصنيعهم، يقول فيه: كان مسعود بن رخو الذي أقام بالأندلس عشرين عاماً يتَبَثَّك النعيم؛ ويقود الدنيا، ويتحيّز العيش والجاه، قد أجيز صحبة وُلدَ أبي عثمان، كما تعرفتم من نسخة كتاب أنشأئه 



بجبل الفتح لأهل الحضرة، فاستولى على المملكة، وحصل على الدنيا، وانفرد برياسة دار المغرب، لضعف السلطان رحمه الله؛ ولم يكن إلا أن كفرت الحقوق، وحُنْظِلَت نخلته السحوق؛ وشف على سواد جلدته العقوق؛ وداخل من بسبتة، فانتقضت طاعة أهلها، وظنوا أن القصبة لا تثبت لهم؛ وكان قائدها الشيخ البهمة، فل الحصار وحلي القتال، ومحش الحرب، أبو زكريا بن شعيب، فثبت للصدمة، ونوّر للأندلس فبادره المدد من الجبل، ومن مالقة. وتوالت الأمداد، وخاف أهل البلد، وراجع شرفاؤه، ودخلوا القصبة. واستغاث أهل البلد بمن جاورهم وجاءهم المدد أيضاً. ثم دخل الصالحون في رغبة هذا المقام، ورفع القتال. وفي أثناء ذلك غدروا ثانية، فاستدعى الحال إجازة السلطان المخلوع أبي العباس لتبادر القصبة به، ويتوجه منها إلى المغرب، لرغبة (بني) مرين وغيرهم فيه، وهو ولد السلطان المرحوم أبي سالم الذي قلدكم رياسة داره، وأوجب لكم المزية على أوليائه وأنصاره انتهى.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق