إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3396 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد السابع من صفحة 503 تاريخ ابن خلدون وبعده فصل آخر يطلب فيه كتبا من مصر يقول فيه:


3396

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
   
المجلد السابع

من صفحة 503

تاريخ ابن خلدون


وبعده فصل آخر يطلب فيه كتبا من مصر يقول فيه:

والمرغوب من سيدي أن يبعث لي ما أمكن من كلام فضلاء الوقت وأشياخهم على الفاتحة، إذ لا يمكن بعث تفسير كامل؛ لأني أثبت في تفسيرها ما أرجو النفع به عند الله. وقد أعلمتكم أن عندي التفسير أوصله إلى المغرب عثمان النجاني من تأليف الطيبي، والسفر الأول من تفسير أبي حيان، وملخص إعرابه، وكتاب المغني لابن هشام وسمعت عن بدأة تفسير للإمام بهاء الدين بن عقيل، ووصلت إلي بدأة من كلام أكمل الذين الأثيري رضي الله عن جميعهم. ولكن لم يصل إلا للبسملة، وذكر أبو حيان في صدر تفسيره أن شيخه سليمان النقيب، أو أبو سليمان. لا أدري الآن، صنف كتاباً في البيان في سفرين، جعله مقدمة في كتاب تفسيرة الكبير، فإن أمكن سيدي توجيهه لا بأس. انتهى.

وفي الكتاب فصول أخرى في أغراض متعددة لا حاجة إلى ذكرها هنا. ثم ختم الكتاب بالسلام، وكتب اسمه: محمد بن يوسف بن زَمْرَك الصّريحي، وتاريخه 



العشرون من محرم تسع وثمانين وسبعمائة. وكتب إلي قاضي الجماعة بغرناطة؛ أبو الحسن علي بن الحسن البنّي:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسول الله. يا سيدي وواحدي وُدُّاً وحبًّا، ونجي الروح بعداً وقرباً. أبقاكم الله، وثوب سيادتكم سابغ، وقمرُ سعادتكم- كلما افلت الأقمار- بازغ، أسلم بأتم السلام عليكم، وأقرر بعض ما لدي من الأشواق إليكم، من حضرة غرناطة- مهّدها الله-، عن ذكر لكم يتضوع طيبُه، وشكر لا يذوي- وإن طال الزمان- طيبه وقد كان بلغ ما جرى من تأخيركم عن الولاية التي تقلدتم أمرها، وتحملتم أمرها، فتمثلّت بما قاله شيخنا أبو الحسن ابن الجياب، عند انفصال صاحبه الشريف أبي القاسم عن خطة القضاء:

              لا مرحبا بالناشز الفارك           إذ جهلت رفعة مقدارك                                                                  لو أنها قد أوتيت رشدها         ما برحت تعشو إلى نارك

ثم تعرّفت كيفية انفصالكم، وأنه كان عن رغبة من السلطان المؤيد هنا لكم، فرددت- وقد توهمت مشاهدتكم- هذه الأبيات:

             لك الله يا بدر السماحة والبشر      لقد حزت في الأحكام منزلة الفخر



             ولكنك استعفيت عنها تورعا        وتلك سبيل الصالحين كما تدري



             جريت على نهج السلامة في الذي       تخيرته أبشر بأمنك في الحشر

             

              وحقق بأن العلم ولاك خطة             من العز لا تنفك عنها مدى العمر

              تزيد على مرّ الجديدين جدة          وتسري النجوم الزاهرات ولا تسري

              ومن لاحظ الأحوال وازن بينها        ولم ير للدنيا الدنية من خطر 

              وأمسى لأنواع الولايات نابذا              فغير نكير أن تواجه بالنكر

              فيهنيك يهنيك الذي أنت أهله            من الزهد فيها والتوقي من الوزر

              ولا تكترث من حاسديك فإنهم     حصى والحصى لا يرتقي مرتقى البدر

               ومن عامل الأقوام بالته مخلصا       له منهم نال الجزيل من الأجر

               بقيت لربع الفضل تحمي ذماره  وخار لك الرحمن في كل ما تجري



إيه سيدي رضي الله عنكم وأرضاكم، وأطنبتم في كتابكم في الثناء على السلطان الذي أنعم بالإعفاء، والمساعدة على الانفصال عن خطة القضاء، واستوهبتم الدعاء له من هنا من الأولياء، ولله دركم في التنبيه على الإرشاد إلى ذلكم، فالدعاء له من الواجب، إذ فيه استقامة الأمور، وصلاح الخاصة والجمهور، وعند ذلك ارتفعت أصوات العلماء والصلحاء بهذا القطر له ولكم بجميل الدعاء. أجاب الله فيكم أحسنه وأجمله، وبلغ كل واحد منكم ما قصده وأمله. وأنتم أيضاً من أنتم من أهل العلم والجلالة، والفضل والأصالة، وقد بلغتم بهذه البلاد الغاية من التنويه، والحظ الشريف النبيه؛ لكن أراد الله سبحانه أن يكون لمحاسنكم في تلك البلاد المعظمة ظهور، وتحدث بعد الأمور أمور؛ وبكل اعتبارٍ ، فالزَّمان بكم – حَيثُ كنتُم – مباه ، والمحامدُ مجموعةٌ لكم جمعَ تثناه . ولما وقَف على مَكتوبكم إِليّ مَولانا السلطان أبو عَبدِ الله ، أطال الثناءَ على مقاصدكم ، وتحقَّقَ صحيحَ ودادكم ، وجَميل اعتقادِكم ، وعَمَّر مَجْلِسَه يومئذ بالثَّناءِ عليكم ، والشكر لما لديكم . 

ثم ختم الكتابَ بالسَّلام من كاتِبه عليّ بن عبد الله بن الحَسن مؤرخاً بصَفرِ تسعين وسبعمائة. وفي طيِّه مُدْرَجَة بخطه ، وقَد قصَّر فيها عَن الإجادة نَصُّها : 

سيدي رضي الله عنكم وأرضاكم ، وأظفَر يمناكم بذَوائب مُناكم . أعتذر لكم عن الكِتاب المدْرَج به هذا  بِغَيْر خطّي ، فإني في الوَقْت بِحالٍ مَرَض من عَينيَّ ، ولكم العافية الوَاقية، فيَسَعُني سَمْحُكم  وربما أن لديكم تشوفّ لما نَزَل في هذه المدة بالمغْرب من الهرْج أماطه الله ، وأمَّن جَميعَ بلاد المسلمين . 

والموجب أن الحصَّة الموجهة لتلك البِلادِ في خِدمةِ أميرهم الوَاثق ، ظهر له ولوزيره ومن ساعده على



 رأيه إِمساكُها رهينة، وجعْلُهم في القيود إلى أن يقعَ الخروجُ لهم عن مدينة سَبتة . وكان القائد على هذه الحصَّة العِلج المسمى مهنَّد، وصاحبُه الفتى المدعو نَصر الله . وكثر التَّردّد في القضية ، إلى أن أبرز القَدَرُ توجيهَ السلطان أبي العباسِ -تولاَّه الله - صحبةَ فَرَج بن رِضْوان بحصَّة ثانية، وكان ما كان ، حسبما تلقيتم من الركبان ، هذا ما وسِع الوَقْت من الكلام . ثم دعا، وخَتَم الكتاب. 

وإِنما كتبتُ هذه الأخبار وإن كانت خارجة عن غَرض هذا التَّعريف بالمؤلِّف ، لأن فيها تَحقيقاً لهذه الواقِعات ، وهي مذكورة في أماكنها من الكِتاب ، فربَّما يحتاج الناظر إلى تحقِيقها من هذا الموضع . 

وبعدَ قَضاءِ الفريضة، رجعتُ إلى القاهرة محفُوفاً بستر الله ولُطفه ولقيتُ السلطان ، فتلقَّاني - أيَّده الله - بِمَعهودِ مَبَرَّته وعِنايته . وكانت فتنَةُ النَاصِري بعدها سَنَة إحدى وتسعين وسبعمائة. ولحقَت السلطانَ النكبة التي مَحصَهُ الله فيها وأقالَه ، وجَعَلَ إلى الخْير فيها عاقبتَه ومآلَه ؛ ثم أعاده إلى كرسيّه للنظر في مصالح عباده ؛ فطوَّقه القِلادة التي ألبَسه كما كانت ؛ فأعاد لي ما كان أجراهُ من نِعمته ، ولزمتُ كِسْر البيتِ ممتًعأ بالعافية، لابساً بُرْد العُزْلة، عاكفاً على قراءَة العلم وتدريسِه ، لهذا العهد فاتح سبع وتسعين .



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق