3383
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد السابع
من صفحة 503
تاريخ ابن خلدون
الكتابة عن السلطان أبي سالم في السر والانشاء:
ولما أجاز السلطان أبو سالم من الأندلُس لطلب مُلكه، ونزَل بجبل الصَّفيحة من بلاد غُماره. وكان الخطيب ابن مرزوق بفاس، فبثَّ دعوته سراً، واستعان بي على أمره، بما كان بيني وبين أشياخ بني مرين من المحبَّة والائتلاف؛ فحملتُ الكثير منهم على ذلك، وأجابوني إليه، وأنا يومئذ أكتب عن القائم بأمر بني مرين منصور بن سليمان بن منصور بن عبد الواحد بن يعقوب بن عبد الحق، وقد نصبوه للملك، وحاصروا الوزير الحسن بن عُمر، وسلطانه السَّعيد ابن أبي عِنَان، بالبلد الجديد. فقصدني ابنُ مرزوق في ذلك، وأوصل إليَّ كتاب السلطان أبي سالم. بالحضّ على ذلك، وإجمال الوعد فيه. وألقى عليَّ حمله؛ فنهَضت به، وتقدّمتُ إلى شيوخ بني مرين، وأمراء الدولة بالتحريض على ذلك، حتى أجابوا، وبعث ابنُ مرزوق إلى الحسن بن عُمَر، يدعو إلى طاعة السلطان أبي سالم، وقد ضجر من الحصار؛ فبادر إلى الإجابة. واتفق رأي بَني مرين على الانفضاض عن منصور بن سُليمان، والدخول إلى البلد الجديد؛ فلما تمّ عقدُهم على ذلك نزعتُ إلى السلطان أبي سالم في طائفة من وجوه أهل الدولة، كان منهم محمد بن عثمان بن الكاس، المستبدّ بعد ذلك بمُلك المغرب على سلطانه، وكان ذلك النُّزوع مبدأ حظّه، وفاتحة رياسته، بسِعايتي له عند السلطان. فلما قدمِتُ على السلطان بالصَّفِيحة، بما عندي من أخبار الدولة، وما أجمعوا عليه من خَلْع منصور بن سليمان، وبالموعد الذي ضربوه لذلك، واستحثثته. فارتحل، ولقِيَنا البشيرُ بإجفال منصور بن سليمان، وفراره إلى نواح بادِس، ودخول بني مرين إلى البلد الجديد، وإظهار الحسن بن عُمر دَعوةَ السلطان أبي سالم. ثم لقِيَتنا، بالقصر الكبير، قبائلُ السلطان، وعساكرُه، على راياتهم، ووزيرُ منصور بن سليمان، وهو مسعود بن رَحُّو بن مَاسَايْ؛ فتلقّاه السلطان
بالكرامة كما يجب له، واستوزره نائباً للحسن بن يوسف بن عليّ بن محمد الورتاجني السابق إلى وزارته، لقِيَه بسبتة، وقد غرّ به منصور بن سليمان إلى الأندلس، فاستوزره واستكفاه.
ولما اجتمعت العساكر عنده بالقصر، صَعِد إلى فاس. ولقيه الحسن بن عمر بظاهرها؛ فأعطاه طاعته، ودخل إلى دار ملكه وأنا في ركابه، لخمس عشرة ليلة من نزوعى إليه، منتصف شعبان سنة ستين وسبعمائة؛ فرعى لي السابقة، واستعملني في كتابة سرّه، والترسيل عنه، والإنشاء لمخاطباته، وكان أكثرها يصدر عني بالكلام المرسل، أن يشاركني أحد ممن ينتحل الكتابة في الاسجاع، لضعف انتحالها، وخفاء المعاني منها على أكثر الناس، بخلاف غير المرسل، فانفردت به يومئذ، وكان مستغرباً عند من هم أهل الصناعة.
ثم أخذت نفسي بالشعر، وانثال عليّ منه بحور، توسطت بين الإجادة والقصور، وكان مما أنشدته إيّاه، ليلة المولد النبوي من سنة اثنتين وستين وسبعمائة:
#أسرفن في هجري وفي تعذيبـــــي وأطلن موقف عبرتي ونحيبي
#وأبين يوم البين وقفة ساعـــــــة لوداع مشغوف الفؤاد كئيب
#لله عهد الظاعنين وغـــــــادروا قلبي رهين صبابة ووجيب
#غربت ركائبهم ودمعي سافــــــح فشرقت بعدهم بماء غروب
#يا ناقعا بالعتب غلة شوقهـــــــم رحماك في عذلي وفي تأنيبي
#يستعذب الصب الملام وإننــــــي ماء الملام لدي غير شروب
#ما هاجني طرب ولا اعتاد الجــــوى لو لا تذكر منزل وحبيب
#أصبوا إلى أطلالٍ كانت مطلعـــــاً للبدر منهم أو كناس ربيب
#عبثت بها أيدي البلى وتـــــرددت في عطفها للدهر أي خطوب
#تبلى معاهدها وإن عهودهـــــــا ليجدها وصفي وحسن نسيبي
#واذا الديار تعرضت لمتيــــــــم هزته ذكراها إلى التشبيب
#إيه عن الصبر الجميل فإنـــــــه ألوى بدين فؤادي المنهوب
#لم أنسها والدهر يثني صرفــــــه ويغض طرفي حاسد ورقيب
#والدار مونقة محاسنها بمـــــــا لبست من الأيام كلى قشيب
#يا سائق الأظعان يعتسف الفـــــلا ويواصل الأسآد بالتأويب
#متهافتاً عن رحل كل مذلـــــــل نشوان من أين ومس لغوب
#تتجاذب النفحات فضل ردائــــــه في ملتقاها من صبا وجنوب
#إن هام من ظمإ الصبابة ضحبـــــه نهلوا بمورد دمعه المسكوب
# أو تعترض مسراهم سدف الدجــــى صدعوا الدجى بغرامه المشبوب
#في كل شعب منية من دونهــــــا هجر الأماني أو لقاء شعوب
#هلا عطفت صدورهن إلى التـــــي فيها لبانة أعين وقلوب
#فتؤم من أكناف يثرب مأمنـــــــاً يكفيك ما تخشاه من تثريب
#حيث النبوة آيها مجلـــــــــوة تتلو من الآثار كل غريب
#سر عجيب لم يحجبه الثـــــــرى ما كان سر الله بالمحجوب
ومنها بعد تعديد معجزاته صلى الله عليه وسلم، والإطناب في مدحه:
#إني دعوتك واثقاً بإجابتــــــي يا خير مدعو وخير مجيب
#قصرت في مدحي فإن يك طيبـــاً فبما لذكرك من أريج الطيب
#ماذا عسى يبغي المطيل وقد حــوى في مدحك القرآن كل مطيب
#يا هل تبلغني الليالـــــــي زورةً تدني إليّ الفوز بالمرغوب
#أمحو خطيئاتي بإخلاصي بهــــــا وأحط أوزاري وإصر ذنوبي
#في فتية هجروا المنى وتعـــــودوا إنضاء كل نجيبة ونجيب
#يطوي صحائف ليلهم نوق الفـــــلا ما شئت من خببٍ ومن تقريب
#إن رنم الحادي بذكــــــرك رددوا أنفاس مشتاق إليك طروب
#أو غرد الركب الخلي بطيبــــــة حنوا لمغناها حنين النيب
#ورثوا اعتساف البيد عن آبائهـــــم إرث الخلافة في بني يعقوب
#الظاعنون الخيل وهي عوابـــــس يغشى مثار النقع كل سبيب
#والواهبين المقربات صوافنــــــاً من كل خوار العنان لعوب
#والمانعين الجار حتى عرضــــــه في منتددى الاعداء غير معيب
#تخشى بوادرهم ويرجى حلمهـــــم والعز شيمة مرتجىً ومهيب
ومنها في ذكر إجازته البحر، واستيلائه على ملكه:
#سائل به طامي العباب وقد ســــرى تزجيه ريح العزم ذات هبوب
#تهديه سهب أسنة وعزائــــــــم يصدعن ليلى الحادث المرهوب
#حتى انجلت ظلم الضلال بسعيـــــه وسطا الهدى بفريقها المغلوب
#يابن الألى شادوا الخلافة بالتقـــــى واستأثروك بتاجها المغصوب
#جمعوا الحفظ الدين أفي مناقــــــبٍ كرموا بها في مشهد ومغيب
#لله مجدك طارفاً أو تالـــــــــداً فلقد شهدنا منهن كل عجيب
#كم رهبة أو رغبة بك والعلـــــــى تقتاد بالترغيب والترهيب
#لا زلت مسروراً بأشرف دولــــــة يبدو الهدى من أفقها المرقوب
#تحمي المعالي غاديا أو رائحــــــاً وحديد سعدك ضامن المطلوب
ومن قصيدة خاطبته بها عند وصول هدية ملك السودان إليه، وفيها الحيوان الغريب المسمى بالزرافة:
#قدحت يد الأشواق من زنــــــدي وهفت بقلبي زفرة الوجد
#ونبذت سلواني على ثقـــــــــة بالقرب فاستبدلت بالبعد
#ولرب وصل كنت آملـــــــــه فاعتضت منه بمؤلمٍ الصد
#لا عهد عند الصبر اطلبــــــــه إن الغرام أضاع من عهدي
#يلحى العدول فما أعنفـــــــــه وأقول ضل فأبتغي رشدي|
#وأعارض النفحات أسألهــــــــا برد الجوى فتزيد في الوقد
#يهدى الغرام إلى مسالكهــــــــا لتعللي بضعيف ما تهدي
#يا سائق الأظعان معتسفــــــــاً طي الفلاة لطية الوجد\
#أرح الركاب ففي الصبا نبـــــــأً يغني عن المستنة الجرد
#وسل الربوع برامة خبــــــــراً عن ساكني نجد وعن نجد
#مالي تلام على الهوى خلقـــــــي وهي التي تأبى سوى الحمد
#لأبيت إلا الرشد مذ وضحــــــت بالمستعين معالم الرشد
#نعم الخليفة في هدى وتقـــــــى وبناء عز شامخ الطود
#نجل السراة الغر شأنهـــــــــم كسب العلى بمواهب الوجد
ومنها في ذكر خلوصي إليه، وما ارتكبته فيه:
#لله مني إذ تأوبنـــــــــي ذكراه وهو بشاهق فرد
#شهم يفل بواتراً قضبـــــــاً وجموع أقيالٍ أولي أيد
#أوريت زند العزم في طلبــــي وقضيت حق المجد من قصدي
#ووردت عن ظمأ مناهلــــــه فرويت من عز ومن رفد
#هي جنة المأوى لمن كلفـــــت آماله بمطالب المجد
#لو لم أغل بورد كوثرهــــــا ما قلت هذي جنة الخلد
#من مبلغ قومي ودونهـــــــم قذف النوى وتنوفة البعد
#أني أنفت على رجائهـــــــم وملكت عز جميعهم وحدي
#ورقيمة الأعطاف حاليـــــــة موشية بوشائح البرد
#وحشية الأنساب ما أنســــــت في موحش البيداء بالقود
#تسمو بجيد بالغ صعـــــــداً شرف الصروح بغير ما جهد
#طالت رءوس الشامخات بــــه ولربما قصرت عن الوهد
#قطعت إليك تنائفاً وصلـــــت إسآدها بالنص والوخد
#تخدي على استصعابها ذلــــلاً وتبيت طوع القن والقد
#بسعودك اللأتي ضمن لنـــــا طول الحياة بعيشه رغد
#جاءتك في وفد الأحابــــش لا يرجون غيرك مكرم الوفد
#وافوك أنضاء تقلبهـــــــم أندي السرى بالغور والنجد
#كالطيف يستقري مضاجعــــه أو كالحسام يسل من غمد
#يثنون بالحسنى التي سبقــــت من غير إنكار ولا جحد
#ويرون لحظك من ونادتهــــم نخراً على الاتراك والهند
#يامستعيناً جل في شـــــرف عن رتبة المنصور والمهدي
#جازاك ربك عن خليقتـــــه خير الجزاء فنعم ما يسدي
#وبقيت للدنيا وساكنهــــــا في عزةٍ أبداً وفي سعد
وأنشدته في سائر أيامه غير هاتين القصيدتين كثيراً، لم يحضرني الآن شيء منه.
ثم غلب ابن مرزوق على هواه، وانفرد بمخالطته، وكبح الشكائم عن قربه؛ فانقبضت، وقصرت الخطو، مع البقاء على ما كنت فيه من كتابة سره، وإنشاء مخاطباته ومراسمه.
ثم ولأني آخر الدولة "خطة المظالم "، فوفيتها حقها، ودفعت للكثير مما أرجو وثوابه. ولم يزل ابن مرزوق آخذاً في سعايته بي وبأمثالي من أهل الدولة، غيرة ومنافسة، لى أن انتقض الأمر على السلطان بسببه. وثار الوزير عمر بن عبد الله بدار المفك؛ فصار ليه الناس، ونبذوا السلطان وبيعته، وكان في ذلك هلاكه، على من ذكرناه في أخبارهم.
ولما مقام الوزير ضر بالأمر، أقرني على ما كنت عليه، ووفر إقطاعي، وزاد في جرايتي؛ وكنت أسمو، بطغيان الشباب، إلى أرفع مما كنت فيه، وأدل في ذلك بسابقة مودة معه،
منذ أيام السلطان أبي عنان، وصحابة استحكم عقدها بيني وبينه، وبين الأمير أبي عبد الله صاحب بجاية، فكان ثالث آثافينا، ومصقلة فكاهتنا. واشتدت غيرة سلطان لذلك كما مرّ، وسطا بنا، وتغافل عن غفر بن عبد الله لمكان أبيه من ثغر بجاية؛
ثم حملني الإدلال عليه أيام سلطانه، وما ارتكبه في حي من القصور بي عما أسمو إليه، إلى أن هجرته، وقعدت عن دار السلطان، مغاضباً له؛ فتنكل لي، وأقطعني جانباً من الأعراض؛ فطلبت الرحلة إلى بلدي بإفريقية. وكان بنو عبد الواد قد راجعوا ملكهم بتلمسان، والمغرب الأوسط، فمنعني من ذلك، أن يغتبط أبو حمّو صاحب تلمسان بمكاني، فأقيم عنده. ولج في المنع من ذلك، وأبيت أنا إلا الرحلة؛ واستجرت في ذلك برديفه وصديقا، الوزير مسعود بن رحو بن ماساي، ودخلت عليه يوم الفطر، سنة ثلاث وستين وسبعمائة. فأنشدته:
#هنيئاً لصوم لاعداه قبـــــول وبشرى بعيد أنت فيه منيل
#وهنئتها من عزة وسعـــــادة تتابع أعوام بها وفصول
#سقى الله دهراً أنص إنسان عينه ولا مس ربعاً في حمال محول
#فعصرك ما بين الليالي مواسـم لها غرر وضاحة وحجول
#وجانبك المأمول للجود مشـرع يحوم عليه عالم وجهول
#عساك، وإن ضن الزمان منولي فرسم الأماني من سواك محيل
#أجرني فليس الدهر لي بمسالـم إذا لم يكن لي في ذراك مقيل
#وأوليتني الحسنى بما أنا آمــل فمثلك يؤلى راجياً وينيل
#ووالله ما رمت الترحل عن قلى ولا سخطةً للعيش فهو جزيل
#ولا رغبةً عن هذه الدار إنهــا لظل على هذا الأنام ظليل
#ولكن نأى بالشعب عني حبائـب شجاهن خطب للفراق طويل
#يهيج بهن الوجد أني نـــازح وأن فؤادي حيث هن حلول|
#عزيزعليهن الذي قد لقيتـــه وأن اغترابي في البلاد يطول
#توارت بأنبائي البقاع كأننـــي تخطفت أو غالت ركابي غول
#ذكرتك يا مغنى الأحبة والهـوى فطارت لقلبي أنة وعويل
#وحببت عن سوق رباك كأنمـــــــا يمثل لي نؤي بها وطلول
#أحبابنا والعهد بيني وبينكـــــــــم كريم وما عهد الكريم يحول
#إذا أنا لم ترض الحمّول مدامعــــــي فلا قربتني للقاء حمّول
#إلام مقامي حيث لم ترد العـــــــلا مرادي ولم تعط القياد ذلول
# أجاذب فضل العمر يوماً وليلـــــةً وساء صباح بينها وأصيل
# ويذهب بي ما بين يأس ومطمــــع زمان بنيل المعلوات بخيل
# تعللني عنه أمان خــــــــوادع ويؤنسني ليان منه مطول
# أما لليالي لا ترد خطوبهـــــــا ففي كبدي من وقعهن فلول
# يروعني من صرفها كل حــــادث تكاد له صم البلاد تزول
# أداري على الرغم العدى لا لريبـــة يصانع واشٍ خوفها وعذول
# وأغدو بأشجاني عليلاً كأنمــــــا تجود بنفسي زفرة وغليل
# وإنى وإن أصبحت في دار غربـــة تحيل الليالي سلوتي وتديل
# وصدتني الأيام عن خير منـــــزل عهدت به أن لا يضام نزيل
# لأعلم أن الخير والشر ينتهــــــي مداه وأن الله سوف يديل
# وأني عزيز بابن ماساي مكثــــــر وإن هان أنصار وبان خليل
فأعانني الوزير مسعود عليه، حتى أذن لي في الانطلاق على شريطة العدول عن تلمسان، في أي مذهب أردت، فاخترت الأندلس، وصرفت ولدي وأمهم إلى أخوالهم، أولاد القائد محمد بن الحكيم بقسنطينة، فاتح أربع وستين وسبعمائة. وجعلت أنا طريقي على الأندلس، وكان سلطانها أبو عبد الله المخلوع، حين وفد على السلطان أبي سالم بفاس، وأقام عنده، حصلت لي معه سابقة وصلة ووسيلة خدمة، من جهة وزيره أبي عبد الله لن الخطيب، وما كان بيني وبينه من الصحابة، فكنت أقوم بخدمته، وأعتمل في قضاء حاجاته في الدولة. ولما أجاز، باستدعاء الطاغية لاسترجاع ملكه، حين فسد ما بين الطاغية وبين الرئيس المتوثب عليه بالأندلس من قرابته، خلفته فيما
ترك من عياله وولده بفاس، خير خلف؛ في قضاء حاجاتهم، وإدرار أرزاقهم، من المتولين لها، والاستخدام لهم. ثم فسد ما بين الطاغية وبينه، قبل ظفره بملكه، برجوعه عما اشترطه له؛ من التجافي عن حصون المسلمين التي تملكها بأجلابه؛ ففارفي إلى بلد المسلمين، ونزلى بأسجة. وكتب إلى عمر بن عبد الله يطلب مصراً ينزله، من أمصار الأندلس الغربية، التي كانت ركابا لملوك المغرب في جهادهم. وخاطبني أنا في ذلك، فكنت له نعم الوسيلة عند عمر، حتى تم قصده من ذلك. وتجافى عن رندة وأعمالها؛ فنزلها وتملكها، وكانت دار هجرته، وركاب فتحه؛ وملك منها الأندلس أواسط ثلاث وستين وسبعمائة، واستوحشت
أنا من عمر، إثر ذلك كما مرّ. وارتحلت إليه، معولاً على سوابقي عنده، فغرب في المكافأة كما نذكر إن شاء الله تعالى.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق