إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3392 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد السابع من صفحة 503 تاريخ ابن خلدون الفيئة إلي السلطان أبي العباس بتونس والمقام بها:


3392

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
   
المجلد السابع

من صفحة 503

تاريخ ابن خلدون


الفيئة إلي السلطان أبي العباس بتونس والمقام بها:

ولما نزلت بقلعة ابن سلامة بين أحياء أولاد عريف، وسكنت منها بقصر أب بكر بن عريف الذي اختطه بها، وكان من أحفل المساكن وأوثقها. ثم طال مقامي هنالك، وأنا مستوحش من دولة المغرب وتلمسان، وعاكف على تأليف هذا الكتاب، وقد فرغت من مقدمته إلى أخبار العرب والبربر وزناتة، وتشوفت إلى مطالعة الكتب والدواوين التي لا توجد إلا بالأمصار، بعد أن أمليت الكثير من حفظي، واردت التنقيح والتصحيح؛ ثم طرقني مرض أوفى بي على، الثنية، لولا ما تدارك من لطف الله؛ فحدث عندي ميل إلى مراجعة السلطان أبي العباس، والرحلة إلى تونس، حيث قرار آبائي، ومساكنهم، وآثارهم، وقبورهم؛ فبادرت إلى خطاب السلطان بالفيئة إلى طاعته، والمراجعة، وانتظرت، فما كان غير بعيد، وإذا بخطابه وعهوده بالأمان، والاستحثاث للقدوم؛ فكان الخفوف للرحلة؛ فطعنت عن أولاد عريف مع عرب الأخضر من بادية رياح، كانوا هنالك ينتجعون الميرة بمنداس. وارتحلنا في رجب سنة ثمانين وسبعمائة، وسلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب. ثم صعدت إلى التل مع حاشية يعقوب بن علي وجدتهم بفرفار، الضيعة التي اختطها بالزاب، فرحلتهم معي إلى أن نزلنا عليه بضاحية قسنطينة، ومعه صاحبها الأمير إبراهيم أن السلطان أبي العباس بمخيمه، وفي عسكره؛ فحضرت عنده، وقسم لي من بره، وكرامته فوق الرضى. وأذن لي في الدخول إلى قسنطينة، واقامة أهلي في كفالة إحسانه، بينما أصل إلى حضرة أبيه. وبعث يعقوب بن علي معي ابن أخيه أبي دينار في جماعة من قومه،



 وسرت إلى السلطان أبي العباس، وهو يومئذ قد خرج من تونس في العساكر إلى بلاد الجريد، لاستنزال شيوخها عن كراسي الفتنة التي كانوا عليها، فوافيته بظاهر سوسة، فحيا وفادتي، وبز مقدمي، وبالغ في تأنيسي، وشاورني في مهمات أموره؛ ثم ردني إلى تونس، وأوعز إلى نائبه بها مولاه فارح بتهيئة المنزل، والكفاية في الجراية، والعلوفة، وجزيل الإحسان؛ فرجعت إلى  تونس في شعبان من السنة، وآويت إلى ظلٍ ظليل من عناية السلطان وحرمته، وبعثت عن الأهل والولد، وجمعت شملهم في مرعى تلك النعمة، وألقيت عصا التسيار؛ وطالت غيبة السلطان إلى أن افتتح أمصار الجريد، وذهب فلهم في النواحي، ولحق زعيمهم يحيى بن يملول ببسكرة، ونزل على صهره ابن مزني، وقسم السلطان بلاد الجريد بين ولده، فأنزل ابنه محمداً المنتصر بتوزر، وجعل نفطة، ونفزاوة من أعماله، وأنزل ابنه أبا بكر بقفصة، وعاد إلى تونس مظفراً، مزهراً، فأقبل علي، واستدناني لمجالسته، والنجي في خلوته، فغمق بطانته بذلك، وأفاضوا في السعايات عند السلطان فلم تنجح؛ وكانوا يعكفون على إمام الجامع، وشيخ الفتيا، محمد بن عرفة، وكانت في قلبه نكتة من الغيرة من لدن اجتماعنا في المربى بمجالس الشيوخ، فكثيراً ما كان يظهر شفوفي عليه، وإن كان أسن مني، فاسودت تلك النكتة في قلبه، ولم تفارقه. ولما قدمت تونس انثال علي طلبه العلم من أصحابه وسواهم؛ يطلبون الإفادة والاستغال، واسعفتهم بذلك، فعظم عليه. وكان يسم التنفير إلى الكثير منهم فلم يقبلوا، واشتدت غيرته، ووافق ذلك اجتماع البطانة إليه، فاتفقوا على شأنهم في التأنيب علي، والسعاية بي، والسلطان خلال ذلك معرض عنهم في ذلك، وقد كلفني بالإكباب على تأليف هذا الكتاب لتشوفه إلى المعارف والأخبار، وأقتناء الفضائل، فأكملت منه أخبار البربر، وزناته. وكتبت من أخبار الدولتين وما قبل الإسلام ما وصل إلي منها، وأكملت منه نسخة رفعتها إلى خزانته، وكان مما يغرون به السلطان علي، قعودي عن امتداحه، فإني كنت قد أهملت الشعر وانتحاله جملة، وتفرغت للعلم فقط، فكانوا يقولون له إنما ترك ذلك استهانة بسلطانك، لكثرة امتداحه للملوك قبلك، وتنسمت ذلك عنهم من جهة بعض الصديق من بطانتهم؛ فلما رفعت له الكتاب، وتوجته باسمه، أنشدت في



 ذلك اليوم، هذه الق صيدة أمتدحه، وأذكر سيره وفتوحاته، وأعتذر عن انتحال الشعر، وأستعطفه بهدية الكتاب إليه؛ وهي هذه:

#هل غير بابك للغريب مؤمل               أوعن جنابك للأماني معدل

#هي همة بعثت إليك على النوى         عزما كما شحذا الحسام الصيقل

 #متبؤأ الدنيا ومنتجع المنى                 والغيث حيث العارض المتهلل

#حيث القصور الزاهرات منيفة           تعنى بها زهر النجوم وتحفل

#حيث الخيام البيض يرفع للعلا            والمكرمات طرافها المتهدل

#حيث الحمى للعزفي ساحاته        ظل أفاءته الوشيج الذبل

#حيث الكرام ينوب عن نار القرى        عرف الكباء بحيهم والمندل

#حيث المحرماح يكاديورق عودها         مما تعل من الدماء وتنهل

#حيث الجياد املن شجعان الوغى        مما أطالوا في المنار واوغلوا

#حيث الوجوه الغرقنعها الحيا              والبشرفي صفحاتها يتهلل

#حيث الملوك الصيد والنفر الألى           عز الجوار لديهم والمنزل

#من شيعة المهدي بل من شيعة             التوحيد به الكتاب مفصل

#بل شيعة الرحمن ألقى حبهم               في خلقه فسموا بذاك وفضلوا

#شادوا على التقوى مباني عزهم           لله ما شادوا بذاك وأثلوا

#قوم ابوحفصٍ أب لهم وما          ادراك! والفاروق جد اول

#نسب كما اطردت انابيب القنا           واتى على تقويمهن معدل

#سام على هام الزمان كأنه          للفخرتاج بالبدورمكلل فضل

#فضل الأنام حديثهم وقد يمهم            ولأنت إن فضلوا اعزوافضل

#وبنوا على قلل النجوم ووطدوا            وبناؤك العالي أشذ واطول

*  * *

ولقد اقول لخائض بحر الفلا

 ماضٍ على غول الذجى لايتقي 

متقلب فوق الرحال كأنه

 يبغي منال الفوز من طرق الغنى

 ارح الركاب فقد ظفرت بواهبٍ 

لله من خلق كريمٍ في الندى

 هذا امير المؤمنين إمامنا 

هذا ابوالعئاس خيرخليفة

 مستنصر بالله في قهر العداً

 سبق الملوك إلى العلا متمهلاً

       والليل مزبد الجوانب أليل

 تيها وذابله ذبال مشعل

 طيف بأطراف المهاد موكل

 ويرود مخصبها الذي لا يمجل

 يعطي عطاء المنعمين فيجزل

 كالروض حياه ندقي مخضوضل 

في الدين والذنيا إليه الموئل 

شهدت له الشيم التي لا تجهل

 وعلى إعانة ربه متوكل

 لله منك السابق المتمهل


فلا أنت اعلى المالكين وإن غدوا

 قايس قديماً منكم بقديمهم

 دانوا لقومكم بأقوم طاعةٍ 

سائل تلمساناً بها وزناتةً 

واسال باندلس مدائن ملكها

 واسال بذا مراً كشاً وقصورها

       يتسابقون إلى العلاء وأكمل

 فالامر فيه واضح لا يجهل

 هي عروة الدين التي لا تفصل 

ومرين قبلهم كما قد ينقل 

تخبرك حين استياشوا واستوهلوا

 ولقد تجيب رشومها من يسأل

يا أيها الملك الذي في نعته ملاء القلوب وفوق ما يتمثل

لله منك مؤيد، عزماته تمضي كمايمضي القضاءالمرسل

 جئت الزمان بحيث أعضل خطبة فافترعنه وهوأكلح أعصل

والشمل من ابنائه فتضدع وحمى خلافته مضاع مهمل

 والخلق قد صرفوا إليك قلوبهم ورجوا صلاح الحال منك واملوا

فعجلته لما انتدبت لأمره بالبأس والعزم الذي لا يمهل

ذئلت منه جامحا ًلاينثني سهلت وعراً كاد لايتسهل 

وألنت من سوس العتاة وذدتهم عن ذلك الخرك الذي قد حللوا

 كانت بصولة صولة ولقومة  يعدو ذويب بهاوتسطوالمعقل

 ومهلهل تسدي وتلحم في التي ما أحكموهافهي بعد مهلهل 



المراد بصولة هنا صولة بن خالد بن حمزه أمير أولاد أبي الليل. وذؤيب: هو ابن

عمه أحمد بن حمزة. والمعقل فريق من العرب من احلافهم. ومهلهل: هم بنو مهلهل ابن قاسم أنظارهم وأقتالهم. ثم رجعت إلى وصف العرب وأحيائهم:



#عجب الأنام لشأنهم بادون قد            قذفت بحيهم المطيئ الذلل

 #رفعوا القباب على العماد وعندها        الجرد السلاهب والرماح العسل

 #في كل ظامي الترب متقد الحصى        تهدي للجته الظماءفتنهل 

#جن شرابهم السراب ورزقهم             رمح يروح به الكمي ومنصل

 #حيئ حلول بالعراء ودونهم               قذف النوى إن يظعنوا اويقلبوا

 #كانوا يروعون الملوك بما بدوا            وغدت ترفه بالنعيم وتخضل

#فبدوت لا تلوي على دعةٍ ولا

#اطورا يصافحك الهجير وتارة 

#وإذا تعاطي ضمراً يوم الوغى

#مخشوشناً في العزمعتملاً له

#تفري حشى البيداء لايسري بها

#وتجر أذيال الكتائب فوقها

#ترميهم منها بكل مدجج

#وبكل اشمر غصنه متاؤد

#حتى تفرق ذلك الجمع الألى

#ثم استملتهم بانعمك التي

#ونزعت من أهل الجريد غواية

#خربت من بنيانها ما شيدوا

#ونظمت من أمصاره وثغوره

#فسددت مطلع النفاق وأنت لا

#بشكيمة مرهوبةٍ وسياسةٍ

#عذب الزمان لها ولذ مذاقه

#فضوى الأنام لعز أروع مالكٍ 

#وتطابقت فيك القلوب على الرضى 

#يامالكاً و!سع الزمان وأهله

#فالأرض لا ئخشى بها غول ولا

#والسفر يجتابون كل تنوفة

#سبحان منن بعلاك قد أحيا المنى

#سبحان من بهداك أوضح للورى

#فكأنما الدنيا عروس تجتلى

#وكأن مطبقة البلاد بعدله 

#وكأن أنوار الكواكب ضوعفت

       تأوي إلى ظلل القصور تهدل 

فيه بخفاق البنود تظلل

 كأس النجيع فبالصهيل تعلل

 في مثل هذا يحسن المستعمل

 ركب ولا يهوي إليه جحفل

 تختال في السمر الطوال وترفل

 شاكي السلاح إذا استعار الأعزل

 وبكل أبيض شطه متهدل 

عصفت بهم ريح الجلاد فزلولوا 

خضعوا لعزك بعدها وتذللوا

 كانت بهم أبدا تجد وتهزل

 وقطعت من أسبابها ما اصلوا

 للملك عقدا بالفتوح يفضل

 تنبو ظباك ولا العزيمة تنكل

 تجري كما يجري فرات سلسل

 من بعدماقدمرمنه الحنظل 

سهل الخليقة، ماجد متفضل

 سيان منها الطفل والمتكهل

 دعة وامنا فوق ما قد أملوا

 يعدو بساحتها الهزبر المشبل

 سرب القطا ما راعهن الأجدل

 وأعاد حلي الجيد وهو معطل 

قصد السبيل فابصر المتافل

 فتميس في حلل الجمال وترفل 

عادت فسيحاً ليس فيه مجهل 

من نور غرته التي هي اجمل


       #وكأنما رفع الحجاب لناظرٍ       فرأى الحقيقة في الذي يتخيل

ومنها في العذر عن مدحه:

#مولاي غاضت فكرتي وتبلدت 

#تسمو إلى درك الحقائق همتي

 #وأجد ليلي في امتراء قريحتي

 #فابيت يعتلج الكلام بخاطري 

#من بعدحول انتقيه ولم يكن

 #فاصونه عن أهله متوارياً

 #وهي البضاعة في القمول نفاقها

 #وبنات فكري إن أتتك كليلة

 #فلها الفخار إذا منحت قبولها

 مني الطباع فكل شي  مشكل

 فأصذ عن إدراكهن وأعزل

 وتعود غوراً بينما تسترسل 

والنظم يشرد والقوافي تجفل

 في الشعرلي قول يعاب ويمهل 

أن لا يضمهم وشعري محفل

 سيان فيها الفحل والمتطفل

 مرهاء تخطرفي القصوروتخطل

 وأنا على ذاك البليغ المقول

ومنها في ذكر الكتاب المؤلف لخزانته: 

#وإليك من سير الزمان وأهله

 #صحفا تترجم عن أحاديث الألى

 #تبدي التبابع والعمالق سرها

 #والقائمون بملة الإسلام من

 #لخصت كتب الأولين لجمعها

 #وألنت حوشي الكلام كأنما

 #أهديت منه إلى علاك جواهراً

 #وجعلمه لصوان ملكك مفخراً

 #والله ما أسرفت فيما قلته

 #ولأنت أرسخ في المعالي رتبة

 #فملاك كل فضيلة وحقيقة

 #والحق عندك في الأمور مقدم

 #والله اعطاك التي لا فوقها   عبراً يدين بفضلها من يعدل

 درجوا فتجمل عنهم وتفصل 

وثمود قبلهم وعاد الأول

 مضر و بربرهم إذا ما حصلوا

 وأتيت أولها بما قد أغفلوا

 شي اللغات بها لنطقي ذلل

 مكنونة وكواكباً لا تأفل

 يبأى الندي به ويزهو المحفل

 شيئاً ولا الاسراف مني يجمل

 من أن يموة عنده متطفل 

بيديك تعرف وضعها إن بدلوا

 أبداً فماذا يدعيه المبطل

 فاخكم بما ترضى فانت الأعدل

#أبقاك ربك للعباد تربهم             فالله يخلقهم ورعيك يكفل

وكنت لما انصرفت عنه من معسكره على سوسة إلى تونس، بلغني- وأنا مقيم بها- أنه أصابه في طريقه مرض، وعقبه إبلال، فخاطبته بهذه القصيدة:

#ضحكت وجوه الدهربعدعبوس          وتخللتنا رحمة من بوس

#وتوضحت غررالبشائر بعد ما            انبهمت فأطلعهاحداة العيس

#صدعوا بها ليل الهموم كأنما        صدعوا الظلام بجذوة المقبوس

#فكانهم بثوا حياة في الورى         نشرت لها الامال من مرموس

#قرت عيون الخلق منها بالتي        اضفت من النعماء خيرلبوس

#فكأن قومي نادمتهم قرقف         شربوا النعيم لها بغيركؤوس

#يتمايلون من المسرة والرضى        ويقابلون أهلة بشموس

#من راكب وافى يحيي راكباً        وجليس أنس قاده لجليس

#ومشفع لبه يؤنس عنده             أثرالهدى في المعهد المأنوس

#يعتد منهارحمة قدسية        فيبوء للرحمن بالتقديس

#طب بإخلاص الدعاء وإنه          يشفي من الداء العياء ويوسي

والمعنى به إمام الجامع الأعظم، جامع الزيتونة بتونس.

#يا ابن الخلائف والذين بنورهم           نهجت سبيل الحق بعد دروس

#والناصر الدين القويم بعزمة         طرد استقامتها بغيرعكوس

#هجرالمنى فيها ولذات المنى          في لذة التهجييروالتغليس

#حاط الرعية بالسياسة فانضوت           منه لإكرم مالك وسؤوس

#أسد يحامي عن حمى اشباله         حتى ضووا منه لأمنع خيس

#قسماً بموشي البطاح وقد غدت           تختال زهواً في ثياب عروس

#والماثلات من الحنايا جثماً          يخبرن عن طسم وفل جديس

#خوص مضفرة البطون كانها        أنضاء ركب في الفلاة حبيس

#وخز البلى منها الغوارب والذرى         فلفتن خزراً بالعيون الشوس

#لبقاك حرزالأنام وعصمة           وحياة أرواح لنا ونفوس

#ولأنت كافل ديننا بحماية           لولاك ضيع عهدها وتنوسي

#الله أعطاك التي لا فوقها                    وحباك حظا ليس بالموكوس

#تعنو القلوب إليك قبل وجوهنا           سيان من رأس ومن مرءوس

#فإذا أقصت فإن رعبك راجل             يحمي على الأعداء كل وطيس

#وإذا رحلت فللسعادة آية           تقتادها في موكب وخميس

#وإذا الأدلة في الكمال تطابقت            جاءت بمسموع لها ومقيس

#فانعم بملكك دولة عادية                   تشقي الأعادي بالعذاب البيس

     * * *



#وإليكها مني على خجل بها

#عذراك فقد طمس الشباب ونوره

#لولا عنايتك التي أوليتني

#والله ما أبقت ممارسة النوى

#أنحى الزمان علي في الأدب الذي

#فسطا على وفري وروع مأمني

#ورضاك رحمتي التي أعتدها  عذراء قد حليت بكل نفيس

وأضاء صبح الشيب عند طموس

ما كنت أعنى بعدها بطروس

مني سوى مرس أحم دريس

دارسته بمجامع ودروس

واجتث من دوح النشاط غروسي

تحيي منى نفسي وتذهب بوسي

ثم كثرت سعاية البطانة بكل نوع من أنواع السعايات، وابن عربة يزيد في إغرائهم

مى اجتمعوا إليه، إلى ان أغروا السلطان بسفري معه، ولقنوا النائب بتونس القائد



 فارح من موالي السلطان أن يتفادى من مقامي معه، خشية على أمره مني بزعمه، وتواطأوا على أن يشهد ابن عرفة بذلك للسلطان، فشهد به في غيبة مني، ونكر السلطان عليهم ذلك، ثم بعث إليّ وأمرني بالسفر معه، فسارعت إلى الامتثال، وقد شق ذلك علي، إلا أني لم أجد محيصاً [عنه] ، فخرجت معه، وانتهيت إلى تبسة، وسط وطن تلول أفريقية، وكان منحدراً في عساكره وتواليفه من العرب إلى توزر؛ لأن ابن يملول كان أجلب عليها سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، واستنقذها من يد إبنه، فسار السلطان إليه، وشرده عنها، وأعاد إليها ابنه وأولياءه. ولما نهض من تبسة، رخعني إلى تونس؛ فأقصت بضيعتي الرياحين من نواحيها لضم زروعي بها، إلى أن قفل السلطان ظافرا منصورا، فصحبته إلى تونس.ولما كان شهر شعبان من سنة أربع وثمانين وسبعمائة، أجمع السلطان الحركة إلى الزاب؛

بما كان صاحبه ابن مزنى قد آوى ابن يملول إليه، ومهد له في جواره؛ فخشيت أن يعود في شأني ما كان في السفرة قبلها. وكانت بالمرسى سفينة لتجار الإسكندرية قد شحنها التجار بأمتعهم وعروضهم، وهي مقلعة إلى الإسكندرية، فتطارحت على السلطان، وتوسلت إليه في تخلية سبيلي لقضاء فرضي، فأذن لي في ذلك، وخرجت إلى المرسى، والناس متسايلون على أثري من أعيان الدولة والبلد وطلبة العلم. فودعتهم، وركبت البحر منتصف شعبان من السنة، وقوضت عنهم بحيث كانت الخيرة من الله سبحانه، وتفرغت لتجديد ما كان عندي من آثار العلم، والله ولي الأمور سبحانه.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق