إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 31 يناير 2015

2484 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس من صفحة 343- 412 استيلاء صلاح الدين على حلب وقلعة حارم:


2484

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

من صفحة 343- 412


استيلاء صلاح الدين على حلب وقلعة حارم:

كان الملك الصالح إسمعيل بن نور الدين العادل صاحب حلب، لم يبق له من الشام غيرها، وهو يدافع صلاح الدين عنها فتوفي منتصف سنة سبع وسبعين، وعهد لابن عمه عز الدين صاحب الموصل وسار عز الدين صاحب الموصل مع نائبه مجاهد الدين قايمان إليها فملكها. طلبها منه أخوه عماد الدين صاحب سنجار على أن يأخذ عنها سنجار فأجابه إلى ذلك، وأخذ عز الدين سنجار، وعاد إلى الموصل. وسار عماد الدين إلى حلب فملكها، وعظم ذلك على صلاح الدين، وخشي أن يسير منها إلى دمشق. وكان بمصر فسار إلى الشام، وسار منها إلى الجزيرة، وملك ما ملك منها وحاصر الموصل، ثم حاصر آمد وملكها. ثم سار إلى أعمال حلب كما ذكرناه فملك تل خالد وعنتاب. ثم سار إلى حلب وحاصرها في محرّم سنة تسع وسبعين، ونزل الميدان الأخضر أياما. ثم انتقل إلى جبل جوشق وأظهر البقاء عليها وهو يغاديها القتال



 ويراوحها، وطلب عماد الدين جنده في العطاء، وضايقوه في تسليم حلب لصلاح الدين. وأرسل إليه في ذلك الأمر طومان الباروقي، وكان يميل إلى صلاح الدين فشارطه على سنجار ونصيبين والرقة والخابور، وينزل له عن حلب. وتحالفوا على ذلك وخرج عنها عماد الدين ثامن عشر صفر من السنة إلى هذه البلاد. ودخل صلاح الدين حلب بعد أن شرط على عماد الدين أن يعسكر معه متى عاد. ولما خرج عماد الدين إلى صلاح الدين صنع له دعوة احتفل فيها وانصرف، وكان فيمن هلك في حصار حلب تاج الملوك نور الدين أخو صلاح الدين الأصغر، أصابته جراحة فمات منها بعد الصلح، وقبل أن يدخل صلاح الدين البلد. ولما ملك صلاح الدين حلب سار إلى قلعة حارم، وبها الأمير طرخك من موالي نور الدين العادل، وكان عليها إبنه الملك الصالح فحاصره صلاح الدين ووعده، وتردّدت الرسل بينهم وهو يمتنع، وقد أرسل إلى الإفرنج يدعوهم للانجاد، وسمع بذلك الجند الذين معه فوثبوا به وحبسوه. واستأمنوا إلى صلاح الدين فملك الحصن، وولىّ عليه بعض خواصه. وقطع تل خالد الباروقي صاحب تل باشر. وأمّا قلعة إعزاز فأنّ عماد الدين اسمعيل كان خربها فأ قطعها صلاح الدين سليمان بن جسار وأقام بحلب إلى أن قضى جميع أشغالها وأقطع أعمالها، وسار إلى دمشق والله تعالى أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق