إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 31 يناير 2015

2490 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس من صفحة 343- 412 اتفاق القمص صاب طرابلس مع صلاح الدين ومنابذة البرنس صاحب الكرك له وحصاره إياه والاغارة على عكا:


2490

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

من صفحة 343- 412


اتفاق القمص صاب طرابلس مع صلاح الدين ومنابذة البرنس صاحب الكرك له وحصاره إياه والاغارة على عكا:

كان القمص صاحب طرابلس، وهو ريمند بن ريمند بن صنجيل تزوّج بالقومصة صاحبة طبرية، وانتقل إليها فأقام عندها، ومات ملك الإفرنج بالشام وكان مجذوما كما مرّ، وأوصى بالملك لابن أخيه صغيرا فكفله هذا القمص، وقام بتدبير ملكه لعظمه فبهم، وطمع أن تكون كفالته ذريعة إلى الملك. ثم مات الصغير فانتقل الملك إلى أبيه، ويئس القمص عندها مما كان يحدّث به نفسه. ثم أن الملكة تزوجت ابن غتم من الإفرنج القادمين من المغرب، وتوّجته وأحضرت البطرك والقسوس والرهبان والاستبارية والداوية واليارونية، وأشهدتهم خروجها له عن الملك. ثم طولب القمص بالجباية أيام كفالته الصبيّ فأنف وغضب، وجاهر بالشقاق لهم. وراسل صلاح الدين وسار إلى ولايته وخلف له على مصره من أهل ملته. وأطلق له صلاح الدين جماعة من زعماء النصارى كانوا أسارى عنده فازداد غبطة بمظاهرته. وكان ذلك ذريعة لفتح بلادهم وارتجاع القدس منهم. وبث صلاح الدين السرايا من ناحية طبرية في سائر بلاد الإفرنج فاكتسحوها وعادوا غانمين، وذلك كله سنة إثنتين وثمانين.وكان البرنس أرناط صاحب الكرك من أعظم الإفرنج مكرا وأشدّهم ضررا. وكان صلا الدين قد سلط الغارة والحصار على بلده حتى سأل في الصلح فصالحه فصلحت السابلة بين الآمّين.ثم مرّت في هذه السنة قافلة كثيرة التجار والجند فغدر بهم وأسر وأخذ ما معهم، وبعث إليه صلاح الدين فأصر على غدرته فنذر أنه يقتله إن ظفر به، واستنفر الناس للجهاد من سائر الأعمال من الموصل والجزيرة وإربل ومصر والشام. وخرج من دمشق في محرّم سنة ثلاث وثمانين وانتهى إلى رأس الماء. وبلغه أنّ البرنس أرناط صاحب الكرك يريد أن يتعرض للحاج من الشام، وكان معهم ابن أخيه محمد بن لاجين وغيره فترك من العساكر مع إبنه الأفضل علي، وسار إلى بصرى.



 وسمع البرنس بمسيره فأحجم عن الخروج، ووصل الحاج سالمين.وسار صلاح الدين إلى الكرك، وبث السرايا في أعمالها وأعمال الشويك فاكتسحوهما. والبرنس محصور بالكرك، وقد عجز الإفرنج عن إمداده لمكان العساكر مع الأفضل بن صلاح الدين. ثم بعث صلاح الدين إلى إبنه الأفضل فأمره بإرسال بعث إلى عكا ليكتسحوا نواحيها، فبعث مظفر الدين كوكبري صاحب حران والرها وقايماز النجمي وداروم الياروقي، وساروا في آخر صفر فصبحوا صفورية وبها جمع من الفداوية والاستبارية فبرزوا إليهم. وكانت بينهم حروب شديدة تولى الله النصر فيها للمسلمين، وانهزم الإفرنج، وقتل مقدمهم، وامتلأت أيدي المسلمين من الغنائم وانقلبوا ظافرين. ومرّا بطبرية، وبها القمص فلم يهجهم لما تقدم بينه وبين صلاح الدين من الولاية، وعظم هذا الفتح وسار البشير به في البلاد، والله تعالى أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق