2395
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
حصار نور الدين قلعة الكرك:
ثم بعث صلاح الدين سنة خمس وستين إلى نور الدين محمود يطلب إنفاذ أبيه نجم الدين أيوب إليه فبعثه في عسكر، واجتمع إليه خلق من التجار ومن أصحاب صلاح الدين، وخشي عليهم نور الدين في طريقهم من الإفرنج فسارت العساكر إلى الكرك، وهو حصن إختطه من الإفرنج البرنس أرقاط وإختط له قلعة فحاصره نور الدين، وجمع له الإفرنج فرحل إلى مقدمتهم قبل أن يتلاحقوا فخاموا عن لقائه ونكصوا على أعقابهم. وسار في بلادهم فاكتسحها، وخرب ما مر به من القلاع، وإنتهى إلى بلاد المسلمين حتى نزل حوشب. وبعث
نجم الدين من هنالك إلى مصر فوصلها منتصف خمس وستين، وركب العاضد للقائه. ولما كان نور الدين بعشيرا سار للقاء شهاب الدين محمد بن إلياس بن أبي الغازي بن أرتق صاحب قلعة أكبره. فلما إنتهى إلى نواحي بعلبك لقي سرية من الإفرنج فقاتلهم وهزمهم واستلحمهم، وجاء بالأسرى ورؤس القتلى إلى نور الدين، وعرف الرؤس مقدم الإستبان صاحب حصن الأكراد، وكان شجىّ في قلوب المسلمين. وبلغه وهو بهذا المنزل خبر الزلازل التي عمت البلاد بالشام والموصل والجزيرة والعراق، وخربت أكثر البلاد بعمله فسار إليها وشغل في إصلاحها من واحدة إلى أخرى حتى أكملها بمبلغ جهده. واشتغل الإفرنج بعمارة بلادهم أيضاً خوفاً من غائلته، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق