2394
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
رحلة زين الدين نائب الموصل إلى أربل واستبداد قطب الدين بملكه:
قد كان تقدم لنا أن نصير الدين جقري كان نائب الاتابك زنكي بالموصل، وقتل ألبارسلان ابن السلطان محمود آخر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة طمعاً في الملك لغيبة الاتابك فرجع من غيبته في حصار البيرة وقدم مكانه زين الدين علي بن كمستكين بقلعة الموصل فلم يزل بها بقية أيام الاتابك، وأيام ابنه غازي، وابنه الآخر قطب الدين سنة ثمان وخمسين على وزيرهم جمال الدين محمد بن علي بن منصور الأصبهاني فاعتقله، وهلك لسنة من الاعتقال. وحمل إلى المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم فدفن بها في رباط هناك أعده لذلك. وكانت وفاته أيام سيف الدين غازي بن قطب الدين فولى مكانه جلال الدين أبا الحسن ابنه. وكان زين الدين علي بن كمستكين ويعرف بكجك قد استبد في دولة قطب الدين واستقل بحكم الدولة. وصارت بيده أكثر البلاد إقطاعاً مثل: اربل وشهرزور والقلاع التي في تلك البلاد الهكارية. منها: العمادية وغيرها، والحميدية وتكريت وسنجار. وقد كان نقل أهله وولده وذخائره إلى اربل، وأقام بمحل نيابته من قلعة الموصل فأصابه الكبر، وطرقه العمى والصمم فعزم على مفارقة الموصل إلى كسر بيته بأربل، فسلم جميع البلاد التي بيده إلى قطب الدين ما عدا اربل. وسار إليها سنة أربع وستين، وأقام قطب الدين مكانه فخر الدين عبد المسيح خصياً من موالي جده الاتابك زنكي، وحكمه في دولته فنزل بالقلعة وعمرها، وكان الخراب قد لحقها بإهمال زين الدين أمر البناء، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق