2401
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
مسير صلاح الدين إلى الكرك ورجوعه:
ولما كانت الوحشة بين نور الدين وصلاح الدين كما قدمنا، واعتزم نور الدين على
عزله عن مصر، واستعطفه صلاح الدين كان فيما تقرر بينهما أنهما يجتمعان على الكرك، وأيهما سبق انتظر صاحبه فسار صلاح الدين من مصر في شوال سنة ثمان وستين، وسبق إلى الكرك وحاصره. وخرج نور الدين بعد أن بلغه مسير صلاح من مصر، وأزاح علل العساكر وانتهى إلى الرقيم على مرحلتين من الكرك فخافه صلاح الدين على نفسه، وخشي أن يعذله عند لقائه.
وكان استخلف أباه نجم الدين أيوب على مصر فبلغه أنه طرقه مرض شديد فوجد فيه عذر لنور الدين، وكرّ راجعاً إلى مصر. وبعث الفقيه عيسى بذلك العذر وان حفظة مصر أهمّ عليه. فلما وصل مصر وجد أباه قد توفي من سقطة سقطها عن مركوبه، هزه المرح فرماه، وحمل إلى بيته وقيذا ومات لأيام قريبة آخر ذي الحجة من السنة. ورجع نور الدين إلى دمشق، وكان قد بعث رسوله كمال الدين الشهرزوري القاضي ببلاده، وصاحب الوقوف والديوان لطلب التقليد للبلاد التي بيده مثل مصر والشام والجزيرة والموصل، والتي دخلت في طاعته كديار بكر وخلاط وبلاد الروم، وأن يعاد له ما كان لأبيه زنكي من الإقطاع بالعراق وهي: صريفين ودرب هرون ، وأن يسوغ قطعة أرض على شاطئ دجلة بظاهر الموصل يبني فيها مدرسة للشافعية فاسعف بذلك كله.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق