2402
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
وفاة نور الدين محمود وولاية إبنه إسمعيل الصالح:
ثم توفي نور الدين محمود بن الاتابك زنكي حادي عشر شوال سنة تسع وستين وخمسمائة لسبع عشرة سنة من ولايته، وكان قد شرع في التجهز لأخذ مصر من صلاح الدين بن أيوب ، واستنفر سيف الدين ابن أخيه في العساكر مورياً بغزو الإفرنج. وكان قد إتسع ملكه وخطب له بالحرمين الشريفين وباليمن لما ملكها سيف الدولة بن أيوب. وكان معتنياً بمصالح المسلمين مواظباً على الصلاة والجهاد، وكان عارفاً بمذهب أبي حنيفة ومتحرياً للعدل ومتجافياً عن أخذ المكوس في جميع أعماله، وهو الذي حصن قلاع الشام وبنى الأسوار على مدنها مثل: دمشق وحمص وحماة وشيزر وبعلبك وحلب، وبنى مدارس كثيرة للحنفية والشافعية وبنى الجامع النوري بالموصل، والمارستانات والخانات في الطريق، والجواسق للصوفية في البلاد. واستكثر من الأوقاف عليها. يقال بلغ ريع أوقافه في كل شهر تسعة آلاف دينار صوري. وكان يكرم العلماء وأهل الدين ويعظمهم ويتمثل لهم قائماً، ويؤنسهم في المجالسة، ولا يرد لهم قولاً، وكان متواضعاً مهيباً وقوراً. ولما توفي إجتمع الأمراء والمقدمون وأهل الدولة بدمشق، وبايعوا ابنه الملك الصالح إسمعيل وهو ابن إحدى عشرة سنة. وحلفوا له وأطاعه الناس بالشام وصلاح الدين بمصر، وخطب له هنالك وضرب السكة باسمه، وقام بكفالته وتدبير دولته الأمير شمس الدين محمد بن عبد الملك بن المقدم، وأشار عليه القاضي كمال الدين الشهرزوري بأن يرجعوا في جميع أمورهم إلى صلاح الدين لئلا ينبذ طاعتهم فأعرضوا عن ذلك، والله تعالى ولي التوفيق.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق