إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 يناير 2015

2403 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 استيلاء سيف الدين غازي على بلاد الجزيرة:


2403

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


استيلاء سيف الدين غازي على بلاد الجزيرة:

قد كنا قدمنا أن نور الدين استولى على بلاد الجزيرة، وأقر سيف الدين ابن أخيه قطب الدين على الموصل، واحتمل معه فخر الدين عبد المسيح الذي ولى سيف الدين واستبد عليه بأمره. وولى على قلعة الموصل سعد الدين كمستكين. ولما استنفرهم نور الدين بين يدي موته سار إليه سيف الدين غازي وكمستكين الخادم في العساكر، وبلغهم في طريقهم خبر وفاته. وكان كمستكين في المقدمة فهرب إلى حلب، واستولى سيف الدين على مخلفة وسواده، وعاد إلى نصيبين فملكها، وبعث العساكر إلى الخابور فاستولى عليها وعلى أقطاعها. ثم سار إلى حران، وبها قايماز الحراني مولى نور الدين فحاصرها أياماً، ثم استنزله على أن يقطعه حران. فلما نزل قبض عليه وملكها. ثم سار إلى الرها وبها خادم لنور الدين فتسلمها وعوضه عنها قلعة الزعفراني من جزيرة ابن عمر، وانتزعها منه بعد ذلك. ثم سار إلى الرقة وسروج فملكها، واستوعب بلاد الجزيرة سوى قلعة جعبر لإمتناعها، وسوى رأس عين كانت لقطب الدين صاحب ماردين، وهو ابن خاله. وكان شمس الدين علي بن الداية بحلب، وهو من أكبر أمراء نور الدين، ومعه العساكر، ولم يقدر على مدافعة سيف الدين فخر الدين عبد المسيح. وكان نور الدين تركه قبل موته بسيواس مع ذي النون بن الدانشمند. فلما مات نور الدين رجع إلى صاحبه سيف الدين غازي، وهو الذي كان ملكه فوجده بالجزيرةوقد ملكها فأشار عليه بالعبور إلى الشام. وعارضه آخر من أكبر الأمراء في ذلك فرجع سيف الدين إلى قوله، وعاد إلى الموصل وأرشد صلاح الدين إلى الملك الصالح وأهل دولته يعاتبهم حيث لم يستدعوه لمدافعة سيف الدين عن الجزيرة، ويتهدد ابن المقدم وأهل الدولة على إنفرادهم بأمر الملك الصالح دونه، وعلى قعودهم عن مدافعة سيف الدين غازي. ثم أرسل شمس الدين بن الداية إلى الملك الصالح يستدعيه من دمشق إلى حلب ليدافع شمس الدين ابن عمه قطب الدين عن الجزيرة فمنعه أمراؤه عن ذلك، مخافة أن يستولي عليه ابن الداية، والله سبحانه وتعالى أعلم بغيبه.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق