[ 474 ]
تاريخ الطبري ج 3
في تعبيته التي كان تعبي بها إلى الشأم وخرج معه من نشط من الكوفيين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل وهو يرجو أن يدركهم فيحول بينهم وبين الخروج فلقيه عبدالله بن سلام فأخذ بعنانه وقال يا أمير المؤمنين لا تخرج منها فوالله لئن خرجت منها لا ترجع إليها ولا يعود إليها سلطان المسلمين أبدا فسبوه فقال دعوا الرجل فنعم الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وسار حتى انتهى إلى الربذة فبلغه ممرهم فأقام حين فاتوه يأتمر بالربذة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن خالد بن مهران البجلي عن مروان بن عبدالرحمن الحميسى عن طارق ابن شهاب قال خرجنا من الكوفة معتمرين حين أتانا قتل عثمان رضى الله عنه فلما انتهينا إلى الربذة وذلك في وجه الصبح إذا الرفاق وإذا بعضهم يتلو بعضا فقلت ما هذا فقالوا أمير المؤمنين فقلت ما له قالوا غلبه طلحة والزبير فخرج يعترض لهما ليردهما فبلغه أنهما قد فاتاه فهو يريد أن يخرج في آثارهما فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون آتى عليا فأقاتل معه هذين الرجلين وأم المؤمنين أو أخالفه إن هذا لشديد فخرجت فأتيته فأقيمت الصلاة بغلس فتقدم فصلى فلما انصرف أتاه ابنه الحسن فقال قد أمرتك فعصيتني فتقتل غدا بمصبعة لا ناصر لك فقال علي إنك لا تزال تحن حنين الجارية وما الذي أمرتني فعصيتك قال أمرتك يوم أحيط بعثمان رضى الله عنه أن تخرج من المدينة فيقتل ولست بها ثم أمرتك يوم قتل ألا تبايع حتى يأتيك وفود أهل الامصار والعرب وبيعة كل مصر ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا فان كان الفساد كان على يدى غيرك فعصيتني في ذلك كله قال أي بني أما قولك لو خرجت من المدينة حين أحيط بعثمان فوالله لقد أحيط بنا كما أحيط به وأما قولك لا تبايع حتى يأتي بيعة الامصار فإن الامر أمر أهل المدينة وكرهنا أن يضيع هذا الامر وأما قولك حين خرج طلحة والزبير فان ذلك كان وهنا على أهل الاسلام ووالله ما زلت مقهورا مذ وليت منقوصا لا أصل إلى شئ مما ينبغي وأما قولك اجلس في بيتك فكيف لي بما قد لزمني أو من تريدني أتريد أن أكون مثل الضبع التي يحاط بها
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
--------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق