[ 461 ]
تاريخ الطبري ج 3
والحق بمالك بينبع وأغلق بابك عليك فإن العرب تجول جولة وتضطرب ولا تجد غيرك فإنك والله لثن نهضت مع هؤلاء ليحملنك الناس دم عثمان غدا فأبى علي فقال لابن عباس سر إلى الشأم فقد وليتكها فقال ابن عباس ما هذا برأى معاوية رجل من بني أمية وهو ابن عم عثمان وعامله على الشأم ولست آمن أن يضرب عنقي لعثمان أو أدنى ما هو صانع أن يحبسني فيتحكم علي فقال له علي ولم قال لقرابة ما بيني وبينك وإن كل ما حمل عليك حمل علي ولكن اكتب إلى معاوية فمنه وعده فأبى علي وقال والله لا كان هذا أبدا * قال محمد وحدثني هشام بن سعد عن أبي هلال قال قال ابن عباس قدمت المدينة من مكة بعد قتل عثمان رضى الله عنه بخمسة أيام فجئت عليا أدخل عليه فقيل لي عنده المغيرة بن شعبة فجلست بالباب ساعة فخرج المغيرة فسلم علي فقال متى قدمت فقلت الساعة فدخلت على علي فسلمت عليه فقال لي لقيت الزبير وطلحة قال قلت لقيتهما بالنواصف قال من معهما قلت أبو سعيد بن الحارث بن هشام في فئة من قريش فقال علي أما إنهم لن يدعوا أن يخرجوا يقولون نطلب بدم عثمان والله نعلم أنهم قتلة عثمان قال ابن عباس يا أمير المؤمنين أخبرني عن شأن المغيرة ولم خلا بك قال جاءني بعد مقتل عثمان بيومين فقال لي أخلني ففعلت فقال إن النصح رخيص وأنت بقية الناس وإني لك ناصح وإني أشير عليك برد عمال عثمان عامك هذا فاكتب إليهم بإثباتهم على أعمالهم فإذا بايعوا لك واطمأن الامر لك عزلت من أحببت وأقررت من أحببت فقلت والله لا أدهن في ديني ولا أعطى الدني في أمري قال فان كنت قد أبيت علي فانزع من شئت واترك معاوية فان لمعاوية جرأة وهو في أهل الشأم يسمع منه ولك حجة في إثباته كان عمر بن الخطاب قد ولاه الشأم كلها فقلت لا والله لا أستعمل معاوية يومين أبدا فخرج من عندي على ما أشار به ثم عاد فقال لي إني أشرت عليك بما أشرت به فأبيت علي ثم نظرت في الامر فإذا أنت مصيب لا ينبغي لك أن تأخذ أمرك بخدعة ولا يكون في أمرك دلسة قال فقال ابن عباس فقلت لعلي أما أول ما أشار به عليك فقد نصحك وأما الآخر فغشك وأنا أشير عليك بأن تثبت معاوية
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
--------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق