[ 456 ]
تاريخ الطبري ج 3
ابسط يدك يا طلحة لابايعك فقال طلحة أنت أحق وأنت أمير المؤمنين فابسط يدك قال فبسط علي يده فبايعه (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا فقالوا لهم دونكم يا أهل المدينة فقد أجلناكم يومين فوالله لئن لم تفرغوا لنقتلن غدا عليا وطلحة والزبير وأناسا كثيرا فغشى الناس عليا فقالوا نبايعك فقد ترى ما نزل بالاسلام وما ابتلينا به من ذوى القربى فقال علي دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وله ألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول فقالوا ننشدك الله ألا ترى ما نرى ألا ترى الاسلام ألا ترى الفتنة ألا تخاف الله فقال قد أجبتكم لما أرى واعلموا إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم وإن تركتموني فإنما أنا كأحدكم إلا أني أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ثم افترقوا على ذلك واتعدوا الغد وتشاور الناس فيما بينهم وقالوا إن دخل طلحة والزبير فقد استقامت فبعث البصريون إلى الزبير بصريا وقالوا احذر لا تحابه وكان رسولهم حكيم بن جبلة العبدي في نفر فجاؤا به يحدونه بالسيف وإلى طلحة كوفيا وقالوا له احذر لا تحابه فبعثوا الاشتر في نفر فجاؤا به يحدونه بالسيف وأهل الكوفة وأهل البصرة شامتون بصاحبهم وأهل مصر فرحون بما اجتمع عليه أهل المدينة وقد خشع أهل الكوفة وأهل البصرة أن صاروا أتباعا لاهل مصر وحشوة فيهم وازدادوا بذلك على طلحة والزبير غيظا فلما أصبحوا من يوم الجمعة حضر الناس المسجد وجاء علي حتى صعد المنبر فقال يا أيها الناس عن ملا وإذن إن هذا أمركم ليس لاحد فيه حق إلا من أمرتم وقد افترقنا بالامس على أمر فإن شئتم قعدت لكم وإلا فلا أجد على أحد فقالوا نحن على ما فارقناك عليه بالامس وجاء القوم بطلحة فقالوا بايع فقال إني إنما أبايع كرها فبايع وكان به شلل أول الناس وفي الناس رجل يعتاف فنظر من بعيد فلما رأى طلحة أول من بايع قال إنا لله وإنا إليه راجعون أول يد بايعت أمير المؤمنين يد شلاء لا يتم هذا الامر ثم جئ بالزبير فقال مثل ذلك وبايع وفي الزبير اختلاف ثم جئ بقوم كانوا قد تخلفوا فقالوا نبايع على إقامة كتاب الله في القريب والبعيد والعزيز والذليل فبايعهم
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
--------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق