507
حسْن المُحاضرة في تاريخ مصْر والقاهرَة
ذكر من كان بمصر من الصلحاء والزهاد والصوفية
الإيرادات -وذكر الإشكال الذي وقع في نفسي- ثم شرع يجيب عنه حتى انجلى، فسألته عن شيء آخر، قال: لا، قم مع السلامة، والقصد قد حصل. ولد سنة ست وثمانين وستمائة، وتوفي في رمضان سنة تسع وأربعين وسبعمائة، رأيت بخط الشيخ كمال الدين الشمني قال: سمعت شيخنا الحافظ أبا الفضل العراقي يقول: لم أر قط جنازة الشيخ عبد الله المنوفي، وذلك أنه صادف اليوم الذي خرج فيه أهل مصر ليدعوا ربهم لما كثر الفناء. قال العراقي: وكان الناس إنما خرجوا في الحقيقة لأجل جنازة الشيخ. قال: ثم رأيت بعد ذلك في مناقب الشيخ التي جمعها تلميذه الشيخ خليل، قال: لما حصل الفناء، وأراد الناس أن يخرجوا ليدعوا ربهم جئت إلى الشيخ، وطلبت منه الحضور مع الناس، فقال لي: نعم، أنا أكون معهم في ذلك اليوم؛ ولكن لا أظهر؛ فكان ذلك يوم موته، ففهمت أنه أشار إلى خفائه عنهم بالكفن.
66- مسلم السلمي. كان مقيما بجامع الفيلة، وكان صالحا عابدا، له كرامات. رئي سبعا فصار عنده كالهر يدور في البيوت، فلما مات الشيخ أخذه السباعون، فتوحش عندهم في الغابة وعجزوا عنه. مات سنة أربع وستين وسبعمائة.
67- سيدي يوسف العجمي العارف المسلك جمال الدين أبو المحاسن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر الكوراني. إمام المسلكين في عصره، وله رسالة في التصوف. مات سنة ثمان وستين وسبعمائة، وقبره مشهور بالقرافة.
68- يحيى بن علي ين يحيى الصنافيري المجذوب. صاحب كرامات ومكاشفات وأحوال خارقة، وكان الغالب عليه السكرة. مات في شعبان سنة اثنتين وسبعمائة.
69- صالح بن نجم المصري. كان على قدم عظيم من العبادة والزهد والورع، وللناس فيه اعتقاد كبير بمنية السيرج في رمضان سنة ثمان وسبعمائة.
70- نهار المغربي السكندري المجذوب. صاحب كرامات وأحوال. مات في جمادى الأولى سنة ثمانين وسبعمائة.
71- الشيخ عبد الله الجيرتي الزيلعي. أحد الصلحاء المعتقدين. مات في المحرم سنة ثمانين وسبعمائة، وقبره مشهور بالقرافة.
72- حسن بن عبد الله ابن الفرات. أحد المشايخ المعتقدين. قال الحافظ ابن حجر: كان أبي يعتقده. قال: وذكر لي شمس الدين الأسيوطي أنه غضب عليه، فرمى بسهم في الهواء، فقال: أصابه، فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات. مات الشيخ حسن في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.
73- إسماعيل بن يوسف الإنبابي. صاحب الزاوية بإنبابة. نشأ إلى طريقة حسنة، واشتغل بالعلم، ثم انقطع بزاويته. مات في شعبان سنة تسعين وسبعمائة (1) .
74- حسن بن عبد الله الحبار. صحب ياقوت العرشي، وتزوج بابنته، وجلس للوعظ، وانتفع به الناس. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
75- ابن المليق قاضي القضاة ناصر الدين أبو المعالي محمد بن عبد الدائم بن محمد بن سلامة المصري الشاذلي. ولد سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، واشتغل وحصل، وتصوف وتزهد، وتكلم على الناس دهرا، ثم ولي قضاء الشافعية فباشره بعفة ونزاهة. مات سنة سبع وتسعين وسبعمائة (2) .
76- الزهوري أحمد بن أحمد بن عبد الله العجمي نزيل القاهرة. كان صاحب مكاشفات، وللناس فيه اعتقاد كثير، وكان برقوق يجله ويجلسه معه في مجلسه العام على المقعد الذي هو عليه، وكان هو يسب برقوقا بحضرة الأمراء، وربما بصق في وجهه ولا يتأثر. مات سنة إحدى وثمانمائة.
77- خلف بن حسين بن عبد الله الطوخي. أحمد المعتقدين بمصر. كان كثير الثلاوة، ملازما لداره والخلق يهرعون إليه، وشفاعاته مقبولة عند السلطان فمن دونه.
_________
(1) الدرر الكامنة 1: 384.
(2) الدرر الكامنة 3: 494.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق