405
زاد المعاد في هدي خير العباد ( ابن قيم الجوزية ) الجزء الثالث
فصل
فى غزوة الخندق
وكانت فى سنةِ خمسٍ مِن الهجرةِ فى شوَّال على أصحِّ القولين، إذ لا خِلاَفَ أن أُحُداً كانت فى شوَّال سنةَ ثلاثٍ، وواعدَ المشركُون رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فى العام المُقبلِ، وهو سنةُ أربع، ثم أخلفُوه لأجل جَدْبِ تلك السنةِ، فرجعُوا، فلما كانت سنة خمس، جاؤوا لِحربه، هذا قولُ أهلِ السِّيَرِ والمغازى.
وخالفهم موسى بنُ عقبة وقال: بل كانت سنةَ أربع، قال أبو محمد بن حزم: وهذا هو الصحيحُ الذى لا شَكَّ فيه، واحتج عليه بحديثِ ابنِ عُمَرَ فى (( الصحيحين )) أنه عُرِضَ على النبىِّ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُدٍ، وهو ابنُ أربع عشرةَ سنة، فلم يُجِزْهُ، ثم عُرِضَ عليه يومَ الخندقِ، وهو ابنُ خَمسَ عشرةَ سنة، فأجازه.
قال: فصحَّ أنه لم يكن بينهما إلا سنةٌ واحدة.
وأجيب عن هذا بجوابين، أحدهما: أن ابنَ عمر أخبرَ أن النبىَّ صلى الله عليه وسلم، ردَّهُ لما استصغَرَهُ عَنِ القِتال، وأجازه لـمَّا وصَلَ إلى السِّنِّ التى رآه فيها مطيقاً، وليس فى هذا ما ينفى تجاوُزَها بسنةٍ أو نحوها.
الثانى: أنه لعلَّه كان يومَ أُحُدٍ فى أوَّلِ الرابعة عشرة ويومَ الخندق فى آخرِ الخامسة عشرة.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق