585
كيف انحرف العالم ؟
انحراف العلاقة بين الرجل والمرأة:
ثامنا - الزواج وتعدد الزوجات والعنوسة والطلاق والخلع
9 تعدّدُ الزوجاتِ والخُلع:
9 لماذا تفزعين من أن يتزوج عليك زوجك؟:
3- زواجه عليّ يعني أنّه لم يعد يحبّني:
حسنا.. سأوضّح ذلك بمثال تفهمه المرأة جيّدا:
إنّ نفس هذا الشعور ينتاب الطفل الأكبر عندما يأتيه أخ أصغر..
يشعر أنّه لم يعد بؤرة الاهتمام، ويشعر أن قلب أبويه لم يعد يتسع له مع هذا القادم الجديد.
ويشعر أنّ أيّام الحبّ والتدليل قد زالت، وسرقها شخص آخر!
فهل هذا حقيقيّ؟؟
طبعا لا:
كلّ ابن يحتلّ في قلب أمّه نفس المساحة: مساحة القلب كلّه..
ولو مات طفل للأمّ فكأنّما مات كلّ الأطفال..
ولا يغني ابن عن غياب ابن آخر أبدا..
هذا وضع يتساوى فيه الجزء بالكلّ.
وأعتقد أنّ النساء تفهم كلامي جيّدا.
فهل إنجاب الأمّ طفلا آخر يعدّ عدم اكتراث بغيرة الابن الأكبر وبمشاعره؟
بالطبع لا.
هل إنجاب طفل آخر يقلل من حبّ أبويه له؟
بالطبع لا.
كيف يتأكّد الطفل من هذا؟
بمرور الوقت يكتشف أنّه لم يخسر شيئا من عطف وحنان وحب ورعاية أبويه.. بل اكتسب أخا جميلا.
في هذه الفترة هلّ تمرّ الأمور بسلام؟
في كثير من الحالات لا.. بل يتصرّف الطفل بحدّة وغضب وقد يحاول إيذاء شقيقه الصغير.. ويفعل كلّ شيء للفت أنظار والديه... وفي حالات قد ينزوي وينطوي على نفسه.
هل يجب أن نسّلم للطفل بهذه المشاعر؟
إطلاقا.. بقليل من الحنان ـ دون أن يتجاوز الحدّ ـ سيعود كلّ شيء على ما يرام.
لماذا أشبّه المرأة بالطفل هنا؟
لأنّ كلا منّا بداخله شخصيّة طفوليّة مهما كان عمره.. هذه الشخصيّة تنازع شخصيّته البالغة وشخصيته الوالديّة.
كما أنّ هذا المثال مطابق تماما لفكرة الحبّ الأنانيّ.. الذي يتصوّر أنّ القلب ملك لإنسان واحد فقط.. مع أنّ هذا القلب يحتوى مئات الأنواع من الحبّ تجاه البشر والأشياء والقيم.. (للأفلام والمسلسلات والأغاني دور قاتل في شحن النساء بأفكار القلب الذي يحبّ مرّة ولا يحبّ مرتين.. والوفاء لامرأة واحدة.. واعتبار الزواج الثاني خيانة للمرأة... إلخ)
إنّ القاعدة العامّة هي أنّنا نستطيع أنّ نحبّ أكثر من أخ، وأكثر من ابن، وأكثر من صديق، وأكثر من زوجة!.. دون أيّ تداخل أو تنازع!
إنّنا لا نوزّع صينيّة كنافة هنا، حتّى نقلق بخصوص العدد!!
الحبّ رحيب وفياض.. والقلب عالم مستقلّ له قواعده الخاصة.
والشاذ في هذا هو حبّ المرأة لرجلها.. وهذا ما يجعلها لا تفهم موضوع تعدّد زوجات الرجل، قياسا على مشاعرها الخاصّة:
فالمرأة لا تنتمي إلا لرجل واحد فقط.. وهو بالنسبة لها يصبح العالم كلّه.. ولو فكّرت في غيره، لكانت خيانة!
إنّ هذه حالة خاصّة في الحياة.
ولكنّها حالة خاصّة حتميّة إجباريّة: فالمرأة هي الحاضنة.. هي الرحم.. هي الوعاء.
ولا يمكن بحال أن يتعدّد أزواجها، لأنّ ذلك خلط للأنساب وتدمير للأبوّة: من منهم سيكون والد من تلدُهم من الأطفال؟
ولو كانت الحياة قد قبلت هذه الصورة، لكان معنى هذا أن دور الذكور سينحصر في تلقيح الإناث، ليستمتع الذكر ويرحل بعيدا، بينما تواصل الأنثى تحمّل أعباء صغارها بمفردها، لأنّها هي الوحيدة التي تثق أنّهم أبناؤها!!.. وهذا ليس ظلما للأنثى فحسب، بل هو أيضا ظلم لأبنائها ذكورا وإناثا!
لهذا كان حتما أن تنتمي الأنثى لذكر واحد فقط..
وفي الحيوانات يستمرّ ذلك من موسم التزاوج إلى الذي يليه..
أمّا في الإنسان فيستمرّ مدى الحياة، حتّى إنّ كثيرا من النساء تعافُ الزواج بعد موت زوجها.. (وإن كنت لا أنصحها بذلك، خاصة إذا كان أطفالها صغارا، حتّى تجنّبهم الشعور باليتم وافتقاد الأب).
ولكن.... ليس الرجل كذلك أبدا:
إنّه ينجذب بفطرته للمرأة.
ولا تكفيه أبدا امرأة واحدة.. إلا إذا أجبرته ظروف الواقع على هذا!
كمّا أنّه لا ينتمي للمرأة مثلما تنتمي هي إليه.. إنّه يحتويها:
فإذا اعتبرنا المرأة جوهرة غالية نحتاج لحمايتها من الخدش، فإنّ الرجل يعدّ بمثابة العلبة الحصينة التي تحتويها.
الجوهرة تحويها وتحميها علبة واحدة!
والعلبة تحوي وتحمي عدّة جواهر (أربعة في الإسلام كحدّ أقصى، حتّى لا تكتظّ العلبة!)
وانتبهي لهذا:
الرجل بدون امرأة، كالعلبة الفارغة.. ربما تكون قويّة أو منيعة.. ولكنّها جوفاء من الداخل، ينقصها شيء..
والمرأة بدون رجل، كالجوهرة الهشّة.. غالية جذّابة.. ولكنّها معرّضة للأخطار.
خلاصة القول:
إنّ الرجل يستطيع احتواء زوجاته كما تحتوي الأمّ أبناءها وكما تحتوي العلبة جواهرها.
من التي تتكلّم إذن عن عدم حبّ زوجها لها؟
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق