36
لماذا انحرفَ العالمُ كلُّه؟
انحراف الغرب:
ثالثا - ثقافةٌ تنحرفُ عن الطريق
3 - إثباتُ الأديانِ بالعلم:
5- إثباتُ البعث:
إنَّ أوّلَ عواملِ إنكارِ الأديانِ لدى الكفرةِ والملحدينَ في كلِّ الأزمان، هو استهجانُهم لفكرةِ البعث، فهم يتساءلونَ في سخرية: أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا، واختلطتْ رُفاتُنا بالأرضِ، ودخلتْ في تكوينِ النباتِ والتهمه الحيوانُ والإنسان.. هل بعدَ كلِّ ذلكَ، يمكنُ أن نُبعث؟!
وقد كنتُ إلى وقتٍ قريبٍ، أؤمنُ بالبعثِ إيمانًا غيبيًّا، تسليمًا بأنَّ الذي بدأَ أوّلَ خلقٍ يقدرُ أن يُعيدَه وهو عليه هيّن.. أمّا الآنَ فقد صرتُ أومنُ بالبعثِ إيمانًا يقينيًّا.. عينَ اليقين.. وذلكَ بعدَ استنساخِ النعجةِ (دوللي).
ها هو دليلٌ بَيّنٌ أنَّ الكائنَ الحيَّ بكلِّ تفاصيلِه، يمكنُ استرجاعُه من خليّةٍ واحدةٍ من خلاياه.
إنَّ كلَّ خليّةٍ في جسدِ الكائنِ الحيِّ تحوى سجلا كاملا لعواملِه الوراثيّة، وكلِّ صفاتِه الجسديّة.
والآنَ نحنُ نعرفُ معلوماتٍ عميقةً عن تكوينِ الأجنّةِ وانتقالِ الصفاتِ الوراثيّةِ من الآباءِ إلى الأبناء، وكيف تُكوّنُ الجيناتُ الموادَّ البروتينيّةَ بالجسم، وكيف يؤثّرُ جينٌ معيّنٌ في وظيفةِ عضوٍ معيّنٍ سلبًا أو إيجابًا.. ونستخدمُ الهندسةَ الوراثيّةَ لتحسينِ السلالاتِ وتلافي الأمراض.
إذن ففناء الجسد لم يعد يشكّل معضلة، فخليّة واحدة أكثر من كافية لاستعادته.. بل إنّ تخزين المعلومات الوراثية الكترونيّا صار مجرّد لعبة!
ومؤخرًا شرعتِ المعاملُ الحيويّةُ في محاولةِ استنساخِ الأجنّةِ البشريّة.. ورغمَ اعتراضِنا الأخلاقيِّ على مثلِ هذا الأمرِ غيرِ الإنسانيّ، إلا إنّه يُقرّبُ لأذهانِنا فكرةَ البعثِ حتّى لَتَكونُ يقينًا.. ولكن مع الفارق: فالاستنساخُ ليسَ بعثًا، فهو يُنتجُ نسخةً مطابقةً للأصلِ في الشكلِ والملامحِ، ولكنّها لا تملِكُ خبراتِه ولا أخلاقَه ولا شخصيّتَه ولا رُوحَه.. وبهذا المفهومِ يكونُ المُستنسَخُ إنسانًا جديدًا تمامًا.. أمّا في البعث، فإنَّ اللهَ سبحانَه يُعيدُ الإنسانَ نفسَه، بشحمِه ولحمِه وروحِه وقلبِه وذكرياتِه وشخصيّتِه.. فهل سيكونُ هذا عسيرًا عليه سبحانه؟
أمّا ما يفكّرُ العلماءُ فيه حاليًّا، فهو استنساخُ الموتى، عن طريقِ استخلاصِ جيناتِهم من رُفاتِهم!
ألا ترى معي، أنّه من العجيبِ أنّهم لا يؤمنون؟
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق