2533
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
إفراح الكامل عن ماردين
قد كان تقدم لنا مسير العادل إلى ماردين، وسار معه صاحب الموصل وغيره من ملوك الجزيرة وديار بكر، وفي نفوسهم غصص من تغلب العادل على ماردين وغلبهم. فلما عاد العادل إلى
دمشق لمدافعة الأفضل وترك إبنه الكامل على حصار ماردين، واجتمع ملوك الجزيرة وديار بكر على مدافعته عنها. وسار نور الدين أرسلان شاه صاحب الموصل، وابن عمه قطب الدين محمد بن زنكي صاحب سنجار وابن عمه قطب الدين سنجر شاه بن غازي صاحب جزيرة ابن عمر، واجتمعوا كلهم ببدليس حتى قضوا عيد الفطر، وارتحلوا سادس شوّال وقاربوا جبل ماردين. وكان أهل ماردين قد اشتدّ عليهم الحصار، وبعث النظام برتقش صاحبها إلى الكامل بتسليم القلعة على شروط إشترطها إلى أجل ضربه. وأذن لهم الكامل في إدخال الأقوات في تلك المدة. ثم جاءه الخبر بوصول صاحب الموصل ومن معه فنزل القائم للقائهم، وترك عسكراً بالربض. وبعث قطب الدين صاحب سنجار إلى الكامل، ووعده بالإنهزام فلم يغن. ولما التقى الفريقان حمل صاحب الموصل عليهم مستميتاً فانهزم الكامل، وصعد إلى الربض فوجد أهل ماردين قد غلبوا عسكره الذين هنالك ونهبوا مخلفهم. فارتحل الكامل منتصف شوال مجفلاً، ولحق بميافارقين. وإنتهب أهل ماردين مخلفه. ونزل صاحبها فلقي صاحب الموصل. وعاد إلى قلعته. وإرتحل صاحب الموصل إلى رأس عين لقصد حلوان والرها وبلاد الجزيرة من بلاد العادل فلقيه هنالك رسول الظاهر صاحب حلب يطلبه في السكة والخطبة، فارتاب لذلك، وكان عازماً على نصرتهم فقعد عنهم، وعاد إلى الموصل. وأرسل إلى الأفضل والظاهر يعتذر بمرض طرقه وهما يومئذ على دمشق، ووصل الكامل من ميافارقين إلى حران فاستدعاه أبوه من دمشق وسار إليه في العساكر فأفرج عنه الأفضل والظاهر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق