2534
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
استيلاء العادل على مصر
ولما رحل الأفضل والظاهر إلى بلادهم تجهز العادل إلى مصر، وأغراه موالي صلاح الدين بذلك، واستحلفوه على أن يكون ابن العزيز ملكاً وهو كافله. وبلغت الأخبار بذلك إلى الأفضل وهو في بلبيس فسار منها، ولقيهم فإنهزم لسبع خلون من ربيع الآخر سنة ست وتسعين. ودخل القاهرة ليلاً، وحضر الصلاة على القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني، توفي تلك الليلة. وسار العادل لحصار القاهرة، وتخاذل أصحاب الأفضل منه فأرسل إلى عمه في الصلح وتسليم الديار المصرية له على أن يعوضه دمشق أو بلاد الجزيرة وهي: حران والرها وسروج فلم يجبه، وعوضه ميافارقين وجبال نور، وتحالفوا على ذلك. وخرج الأفضل من القاهرة ثامن عشر ربيع واجتمع بالعادل، وسار إلى بلده صرخد ودخل العادل القاهرة من يومه، ولما
وصل الأفضل صرخد بعث من يتسلم البلاد التي عوضه العادل، وكان بها إبنه نجم الدين أيوب فامتنع من تسليم ميافارقين، وسلم ما عداها. وردّد الأفضل رسله في ذلك إلى العادل فزعم أن إبنه عصاه فعلم الأفضل أنه أمره، واستفحل العادل في مصر، وقطع خطبة المنصور بن العزيز، وخطب لنفسه واعترض الجند ومحصهم بالمحو والإثبات فاستوحشوا لذلك. وبعث العادل فخر الدين جهاركس مقدم موالي صلاح الدين في عسكر إلى بانياس ليحاصرها، ويملكها لنفسه ففصل من مصر للشام في جماعة الموالي الصلاحية وكان بها الأمير بشارة من أمراء الترك، إرتاب العادل بطاعته فبعث العساكر إليه مع جهاركس، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق