35
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
هذا وفي اول شوال سنة 622 توفي الخليفة الناصر لدين الله وكانت مدته نحو سبع واربعين سنة وكان مستقلا بالعراق صارفا همته للمحافظة عليه ولم يحارب الافرنج اصلا وفي مدته ظهر التتر وخرجوا من بلادهم الواقعة غرب بلاد الصين في سنة 617 هجرية تحت قيادة رئيسهم جنكيزخان فقصدوا اولا بلاد خوارزم وفتحوها وملكوا بخارى وسمرقند وغزنة بعد محاربات عنيفة ثم سارت فرقة إلى بلاد الروس الشمالية وملكوها وبقيت في ملكهم إلى اواخر القرن الخامس عشر للميلاد ويقال ان الخليفة الناصر هو الذي استدعاهم من بلادهم لمحاربة خوارزمشاه فجر بذلك على الاسلام اجمع من المصائب ما لم يطرأ عليه ابدا لانهم كانوا يقتلون المسلمين ويسبون نساءهم ويخربون الجوامع ويحرقون الكتب النفيسة ويرتكبون انواع المنكرات جهارا
وبعد موت الخليفة الناصر لدين الله بويع ابنه ابو النصر محمد ولقب الظاهر بأمر الله ولم تطل مدته فانه توفي في 14 رجب سنة 623 وبويع بعد موته ابنه ابو جعفر المنصور ولقب المستنصر بالله وفي خلافته اخذ امر الاسلام في الضعف بعد ان بلغ من القوة مبلغا عظيما حتى استخلصوا مدينة القدس من الافرنج وسبب هذا الضعف انقسام اولاد صلاح الدين الايوبي واخوته ومحاربتهم بعضهم بعضا طمعا في امتلاك مدينة او قرية غير ناظرين إلى الاجانب المحتلين بعض بلاد الشام يتربصون الفرص للانقضاض عليهم واسترجاع مدينة القدس ثانيا فلما توفي الملك المعظم ابن الملك العادل بن ايوب في ذي القعدة سنة 624 صاحب دمشق وخلفه ابنه الناصر داود اتحد الملك الكامل صاحب مصر واخوه الملك الاشرف على انتزاع دمشق من يد الناصر ابن اخيهما المعظم وليتمكن الكامل من التفرغ لمحاربة الناصر
ويأمن جانب الافرنج في اثناء محاربته له كاتب الامبراطور فريدريك امبراطور الالمان وصاحب صقلية على ان يهادنه ست سنوات ويسلمه مدينة القدس وبعض المدن الاخرى بشرط عدم التعرض للجامع الاقصى ولا لجميع المسلمين واتفق مع الامبراطور على ذلك وسلمه مدينة القدس في ربيع الآخر سنة 626 مارس سنة 1229 بدون حرب مع ان الملك الناصر صلاح الدين بذل النفس والنفيس في استخلاصها منهم سنة 583 وسلمها هو اليهم غنيمة باردة ليحارب ابن اخيه وينتزع بعض بلاده منه وبعد ان تم تسليم القدس إلى الافرنج بهذه الكيفية التي تلحق العار بالملك الكامل مدى الدهر وتسود صحائف تاريخه جمع جيوشه حول مدينة دمشق واستولى عليها في جمادى الاولى فتمت له امنيته ونال بغيته بعد ان ضحى البلاد التي صرف صلاح الدين عمره في استخلاصها من يد الافرنج فانظر ايها القاريء نتيجة الانقسام امام العدو ونبذ الاتحاد والتضافر ظهريا ثم قضى الملك الكامل بقية عمره في محاربة اخوته واقاربه ومات في 21 رجب سنة 635 فعين الجند والامراء بعده ابنه الملك العادل فأتى إلى مصر لكن لم تطل مدته بل قبض عليه في 8 ذي القعدة سنة 637 بدسيسة اخيه الملك الصالح ايوب ووصل الصالح إلى مصر في 24 منه واستقر بها واستمر الملك العادل مسجونا إلى ان توفي سنة 645 وفي هذه الاثناء تقدم التتر في بلاد الاسلام وامتلكوا جميع بلاد فارس ووصلت طلائعهم إلى العراق وفي 10 جمادى الآخرة سنة 640 توفي الخليفة المستنصر بالله ابو جعفر المنصور وبويع بعده ابنه ابو احمد عبد الله ولقب المستعصم
بالله وهو الثامن والثلاثين من خلفاء بني العباس بعد عبد الله بن المعتز والسابع والثلاثين لو اسقط ابن المعتز من عدادهم والمستعصم بالله هو آخر من ولي الخلافة الاسلامية من العباسيين ببغداد وفي خلافته انتصر الصالح ايوب على الافرنج بقرب غزة سنة 642 هجرية سنة 1244 واستخلص مدينة القدس التي كان سلمها الملك الكامل اليهم سنة 626 فحولوا انظارهم إلى القطر المصري واتى اليه لويس التاسع ملك فرنسا ومعه جيش عظيم واحتل ثغر دمياط بدون كثير عناء في 21 صفر سنة 647 5 مايو سنة 1249 فتحصن الصالح ايوب في المنصورة لردهم عن القاهرة وفي اثناء الاستعداد للقتال توفي الصالح في ليلة الاحد 14 شعبان سنة 647 فاخفت زوجته شجرة الدر خبر موته إلى ان حضر من الشام ولده توران شاه الذي خلفه في ملك مصر وفي اوائل محرم سنة 648 ابريل سنة 1250 انتصر المسلمون على الافرنج بقرب المنصورة واخذوا ملك فرنسا اسيرا مع كثير من امراء الفرنساويين وحجز الملك في دار فخر الدين بن لقمان كاتب الانشاء ووكل به طواشي يسمى صبيح
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق