31
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
وبسبب هذه الحروب المتواصلة وانقسام الحكومات الاسلامية على بعضها طمع فيهم الافرنج وعقدوا النية على محاربتهم محاربة دينية لاستخلاص مدينة القدس منهم فأتوا برا إلى القسطنطينية قاعدة مملكة الروم الشرقية واستولوا عليها ثم عدوا البحر واتوا إلى بلاد الشام وانتصروا في طريقهم على الامير السلجوقي الذي كان مستقلا بقونية وما جاورها وفتحوا مدينة انطاكية في جمادى
71 الاولى سنة 491 ثم دخلوا المعرة وحمص واستولوا اخيرا على مدينة القدس في ليلة الجمعة 23 شعبان سنة 492 15 يوليه سنة 1099 وولوا جودفروا الفرنساوي ملكا عليها وفي اثناء ذلك كان ملوك آل سلجوق لاهين عن مقاومة الافرنج بالحروب الداخلية العائلية اذ ثار على باركيارق اخ له اسمه محمد وحاربه وهزمه فهرب بركيارق إلى خراسان فحاربه اخوه سنجر وهزمه ايضا فارتحل عنها قاصدا جرجان وكان ذلك في خلال سنتي 492 و 493 ثم في السنة التالية انتصر بركيارق على اخيه محمد في 3 جمادى الآخرة فالتجأ محمد إلى اخيه سنجر وحاربا اخاهما بركيارق فهزماه وتبعاه إلى بغداد فدخلاها وارتحل هو عنها قاصدا الموصل والخليفة المستظهر لا هم له الا الخطبة لمن ينتصر منهم وقطعها عمن يغلب كأن لا ناقة له فيها ولا جمل مع انه لو اجتهد في التأليف بين هؤلاء الاخوة الثلاثة والاتحاد معهم على محاربة الافرنج المهاجمين لبلادهم لما تمكنوا
من امتلاك قدر ذراع منها وبقي الحال على هذه الحالة بين اولاد ملكشاه تارة يتحاربون واخرى يتصالحون إلى ان مات بركيارق في 2 ربيع الاول سنة 498 وقبل وفاته استحلف العسكر لولده ملكشاه الذي كان عمره اربع سنوات وثمانية اشهر فلم يقبل محمد بن ملكشاه اخو باركيارق بذلك واتفق مع بعض القواد فعزلوا ملكشاه بن باركيارق وصارت السلطنة لمحمد بن ملكشاه بن الب ارسلان ابن داود بن ميكائيل بن سلجوق وفي غضون هذه الحروب الداخلية ملك الافرنج مدينة سروج من اعمال الجزيرة وعكا وقنسرين في سنة 494 وفتحوا في السنة التالية مدينة طرسوس وفي سنة 496 فتحوا جبيل وغيرها من بلاد الشام لعدم وجود القوى الكافية لمقاومتهم ثم دخلوا مدينة طرابلس في 11 ذي الحجة سنة 503 ومدينة صيدا في سنة 504 وصالحهم اهل حلب وحماه على مقدار معين من المال
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق