3
تاريخ الدولة العلية العثمانية
للأستاذ فريد بك المحامي
الخلف والانقسام في الاسلام وطلبت السيدة عائشة بنت ابي بكر زوجة النبي صلى الله عليه وسلم الاخذ بثأر عثمان وانضم اليها طلحة والزبير بن العوام وساروا ومن تبعهم إلى البصرة للاستيلاء عليها فلحقهم علي وحصلت بين الفريقين وقعة الجمل المشهورة في نصف جمادى الآخرة سنة 36 فانتصر علي ومن معه وقتل طلحة وولى الزبير ومن بقي معه إلى المدينة وأرسل علي السيدة عائشة إلى المدينة مع اخيها محمد بن ابي بكر وبذلك انتهت الفتنة في هذه الجهة وجمع علي جيوشه لمحاربة معاوية ابن ابي سفيان والي بلاد الشام لامتناعه عن مبايعته ومناداته بأخذ ثأر عثمان فحصلت بينهما وقعة صفين الشهيرة في صفر سنة 37 وبعدها اتفق علي مع معاوية على ان يعين كل منهما حكما من طرفه ليفصلا الخلاف وتهادنا على ذلك وحررا به عهدا في ليلة الاربعاء 13 صفر سنة 37 بين ابي موسى الاشعري بالنيابة عن علي
كرم الله وجهه وعمرو بن العاص بن وائل بالنيابة عن معاوية واجلا القضاء إلى شهر رمضان من هذه السنة بمحل يقال له دومة الجندل وان لم يجتمعا فيه اجتمعا في السنة التالية بأذرج فاجتمع ابو موسى وعمرو بن العاص في الموعد ومع كل منهما اربعة انفس من اصحابه واتفقا على ان يعزل كل منهم موكله وينتخب المسلمون من يرونه كفؤا لتولي شؤونهم وعلى هذا الاتفاق قام ابو موسى في الجمع وقال قد خلعت عليا ومعاوية فاستقبلوا امركم وولوا عليكم من رأيتموه لهذا الامر اهلا ثم قام عمرو وقال ان هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه واني اخلع صاحبه كما خلعه واثبت صاحبي فانه ولي عثمان والطالب بدمه واحق الناس بمقامه فقال ابو موسى مالك لا وفقك الله غدرت وفجرت وانفض الجمع بعد ذلك وعاد عمرو ومن معه إلى معاوية وسلموا عليه بالخلافة ومن ذلك الحين اخذ امر علي في الضعف وامر معاوية في القوة فأرسل معاوية عمرو بن العاص في سنة 38 إلى مصر لمحاربة محمد بن ابي بكر المعين عليها من قبل سيدنا علي كرم الله وجهه واستخلاصها منه فاتى إليها وقتل محمد بن سيدنا ابي بكر رضي الله عنه وهو اخي السيدة عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وصارت مصر تابعة لمعاوية ثم بث سراياه في البلاد التابعة لعلي لاكراه سكانها على مبايعة معاوية واستمر الحال على ذلك إلى سنة 40 وفيها اتفق ثلاثة من الخوارج وهم عبد الرحمن ابن ملجم المرادي وعمرو بن بكر التميمي والبرك بن عبد الله التميمي على قتل معاوية وعلي وعمرو بن العاص وتواعدوا على ليلة سبعة عشر رمضان من هذه السنة ثم سافر كل منهم إلى وجهته فسافر ابن ملجم إلى الكوفة لقتل علي ومعه وردان بن تيم الرباب وشبيب بن اشجع وسافر البرك إلى دمشق لقتل معاوية وعمرو بن بكر إلى مصر لقتل عمرو بن العاص وفي اليوم المتفق عليه وثب ابن ملجم ومن معه على سيدنا علي عند خروجه لصلاة الغداة في صبيحة ليلة الجمعة 17 رمضان سنة 40 وضربه شبيب ضربة لم تصبه ثم ضربه ابن ملجم فأصاب جبهته ومات بعد قليل وضبط ابن ملجم فقط وفر الآخران
هذا اما عمرو بن بكر فترصد لعمرو بن العاص فلم يخرج للصلاة وامر خارجة ابن ابي حبيبة صاحب شرطته ليصلي بالناس فوثب عليه عمرو بن بكر وقتله ظانا انه يقتل عمرو بن العاص وكذلك لم يقتل البرك بن عبد الله معاوية بل اصابه بجرح غير خطر وقتل هؤلاء الخوارج الثلاثة واختلف في المحل الذي دفن فيه علي كرم الله وجهه لكن المجمع عليه والذي ذكره ابن الاثير وابو الفداء انه دفن في النجف ببلاد العراق وهذا هو الاصح
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق