إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 1 أغسطس 2016

445 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر قتل السلطان طغرل وملك خوارزم شاه الري ووفاة أخيه سلطان شاه



445


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر قتل السلطان طغرل وملك خوارزم شاه الري ووفاة أخيه سلطان شاه

قد ذكرنا سنة ثمان وثمانين خرج السلطان طغرل بن ألب أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي من الحبس وملكه همذان وغيرها وكان قد جرى بينه وبين قتلغ إينانج بن البهلوان صاحب البلاد حرب انهزم فيها قتلغ إينانج وتحصن بالري‏.‏

وسار طغرل إلى همذان وأرسل قتلغ إينانج إلى خوارزم شاه علاء الدين تكش يستنجده فسار إليه في سنة ثمان وثمانين فلما تقاربا ندم قتلغ إينانج على استدعاء خوارزم شاه وخاف على نفسه فمضى من بين يديه وتحصن في قلعة له فوصل خوارزم شاه إلى الري وملكها وحصر قلعة طبرك ففتحها في يومين وراسله طغرل واصطلحا وبقيت الري في يد خوارزم فجد في السير خوفًا عليها فأتاه الخبر وهو في الطريق أن أهل خوارزم منعوا سلطان شاه عنها ولم يقددر على القرب منها وعاد عنها خائبًا فشتى خوارزم شاه بخوارزم فلما فبينما هم في تقرير الصلح ورد على خوارزم شاه رسول من مستحفظ قلعة سرخس لأخيه سلطان شاه يدعوه ليسلم إليه القلعة لأنه قد استوحش من صاحبه سلطان شاه فسار خوارزم شاه إليه مجدًا فتسلم القلعة وصار معه‏.‏

وبلغ ذلك سلطان شاه في عضده وتزايد كمده فمات سلخ رمضان سنة تسع وثمانين وخمسمائة فلما سمع خوارزم شاه بموته سار من ساعته إلى مرو فتسلمها وتسلم مملكة أخيه سلطان شاه جميعها وخزائنه وأرسل إلى ابنه علاء الدين محمد وكان يلقب حينئذ قطب الدين وهو بخوارزم فأحضره فولاه نيسابور وولى ابنه الأكبر ملكشاه مرو وذلك في ذي الحجة سنة تسع وثمانين‏.‏

فلما دخلت سنة تسعين وخمسمائة قصد السلطان طغرل بلد الري فأغار على من به من أصحاب خوارزم شاه ففر منه قتلغ إينانج بن البهلوان وأرسل إلى خوارزم شاه يعتذر ويسأل إنجاده مرة ثانية ووافق ذلك وصول رسول الخليفة إلى خوارزم شاه يشكو من طغرل ويطلب إنجاده مرة ثانية ووافق ذلك وصول رسول الخليفة إلى خوارزم شاه يشكو من طغرل ويطلب منه قصد بلاده ومعه منشور بإقطاعه البلاد فسار من نيسابور إلى الري فتلقاه قتلغ إينانج ومن معه بالطاعة وساروا معه فلما سمع السلطان طغرل بوصوله كانت عساكره متفرقة فلم يقف ليجمعها بل سار إليه فيمن معه فقيل له‏:‏ إن الذي تفعله ليس برأي والمصلحة أن تجمع العساكر فلم يقبل وكان فيه شجاعة بل تمم مسيره فالتقى العسكران بالقرب من الري فحمل طغرل بنفسه في وسط عسكر خوارزم شاه فأحاطوا به وألقوه عن فرسه وقتلوه في الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول وحمل رأسه إلى خوارزم شاه فسيره من يومه إلى بغداد فنصب بها بباب النوبي عدة أيام‏.‏

وسار خوارزم شاه إلى همذان وملك تلك البلاد جميعها وكان الخليفة الناصر لدين الله قد سير عسكرًا إلى نجدة خوارزم شاه وسير له الخلع السلطانية مع وزيره مؤيد الدين بن القصاب فنزل على فرسخ من همذان فأرسل إليه خوارزم شاه يطلبه إليه فقال مؤيد الدين‏:‏ ينبغي أن تحضر أنت وتلبس الخلعة من خيمتي وترددت الرسل بينهما في ذلك فقيل لخوارزم شاه‏:‏ إنها حيلة عليك حتى تحضر عنده ويقبض عليك فرحل خوارزم شاه إليه قصدًا لأخذه فاندفع من بين يديه والتجأ إلى بعض الجبال فامتنع به فرجع خوارزم شاه إلى همذان ولما ملك همذان وتلك البلاد سلمها إلى قتلغ إينانج وأقطع كثيرًا منها لمماليكه وجعل المقدم عليهم مياجق وعاد إلى خوارزم‏.‏

في هذه السنة في شعبان خلع الخليفة الناصر لدين الله على النائب في الوزارة مؤيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي المعروف بابن القصاب خلع الوزارة وحكم في الولاية وبرز في رمضان وسار إلى بلاد خوزستان وولي الأعمال بها وصار له فيها أصحاب وأصدقاء ومعارف وعرف البلاد ومن أي وجه يمكن الدخول إليها والاستيلاء عليها فلما ولي ببغداد نيابة الوزارة أشار على الخليفة بأن يرسله في عسكر إليها ليملكها له وكان عزمه أنه إذا ملك البلاد واستقر فيها أقام مظهرًا للطاعة مستقلًا بالحكم فيها ليأمن على نفسه‏.‏

فاتفق أن صاحبها ابن شملة توفي واختلف أولاده بعده فراسل بعضهم مؤيد الدين يستنجده لما بينهم من الصحبة القديمة فقوي الطمع في البلاد فجهزت العساكر وسيرت معه إلى خوزستان فوصلها سنة إحدى وتسعين وجرى بينه وبين أصحاب البلاد مراسلات ومحاربة عجزوا عنها وملك مدينة تستر في المحرم وملك غيرها من البلاد وملك القلاع وأنفذ بني شملة أصحاب بلاد خوزستان إلى بغداد فوصلوا في ربيع الأول‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق