إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 7 أغسطس 2016

626 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر ما فعله التتر بقفجاق والروس



626


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر ما فعله التتر بقفجاق والروس

لما استولى التتر على أرض قفجاق وتفرق قفجاق كما ذكرنا سار طائفة كثيرة منهم إلى بلاد الروس وهي بلاد كثيرة طويلة عريضة تجاورهم وأهلها يدينون بالنصرانية فلما وصلوا إليهم اجتمعوا كلهم واتفقت كلمتهم على قتال التتر إن قصدوهم وأقام التتر بأرض قفجاق مدة ثم إنهم ساروا سنة عشرين وستمائة إلى بلاد الروس فسمع الروس وقفجاق خبرهم وكانوا مستعدين لقتالهم فساروا إلى طريق التتر ليلقوهم قبل أن يصلوا إلى بلادهم ليمنعوهم عنها فبلغ مسيرهم إلى التتر فعادوا على أعقابهم راجعين فطمع الروس وقفجاق فيهم وظنوا أنهم عادوا خوفًا منهم وعجزًا عن قتالهم فجدوا في اتباعهم ولم يزل التتر راجعين وأولئك يقفون أثرهم اثني عشر يومًا‏.‏

ثم إن التتر عطفوا على الروس وقفجاق فلم يشعروا بهم إلا وقد لقوهم على غرة منهم لأنهم كانوا قد أمنوا التتر واستشعروا القدرة عليهم فلم تتكامل عدتم للقتال إلا وقد بلغ التتر منهم مبلغًا عظيمًا فصبر الطائفتان صبرًا لم يسمع بمثله‏.‏

ودام القتال بينهم عدة أيام ثم إن التتر ظفروا واستظهروا فانهزم قفجاق والروس هزيمة عظيمة بعد أن أثخن فيهم التتر وكثر القتل في المنهزمين فلم يسلم منهم إلا القليل ونهب جميع ما معهم ومن سلم وصل إلى البلاد على أقبح صورة لبعد الطريق والهزيمة وتبعهم التتر يقتلون وينهبون ويخربون البلاد حتى خلا أكثرها فاجتمع كثير من أعيان تجار الروس وأغنيائهم وحملوا ما يعز عليهم وساروا يقطعون البحر إلى بلاد الإسلام في عدة مراكب‏.‏

فلما قاربوا المرسى الذي يريدونه انكسر مركب من مراكبهم فغرق إلا أن الناس نجوا وكانت العادة جارية أن السلطان له كل مركب ينكسر فأخذ من ذلك شيئًا كثيرًا وسلم باقي المراكب وأخبر من بها بهذه الحال‏.‏

وقفجاق إلى ملكهم لما فعل التتر بالروس ما ذكرناه ونهبوا بلادهم عادوا عنها وقصدوا بلغار أواخر سنة عشرين وستمائة فلما سمع أهل بلغار بقربهم منهم كمنوا لهم في عدة مواضع وخرجوا إليهم فلقوهم واستجروهم إلى أن جاوزوا موضع الكمناء فخرجوا عليهم من وراء ظهورهم فبقوا في الوسط وأخذهم السيف من كل ناحية فقتل أكثرهم ولم ينج منهم إلا القليل‏.‏

قيل‏:‏ كانوا نحو أربعة آلاف رجل فساروا إلى سقسين عائدين إلى ملكهم جنكزخان وخلت أرض قفجاق منهم فعاد من سلم منهم إلى بلادهم وكان الطريق منقطعًا مذ دخلها التتر فلم يصل منهم شيء من البرطاسي والسنجاب والقندر وغيرها مما يحمل من تلك البلاد فلما فارقوها عادوا إلى بلادهم واتصلت الطريق وحملت الأمتعة كما كانت‏.‏

هذه أخبار التتر المغربة قد ذكرناها سياقة واحدة لئلا تنقطع‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق