إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

655 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر ظفر المسلمين بالكرج أيضًا




655


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر ظفر المسلمين بالكرج أيضًا

و في هذه السنة أيضًا سار جمع من الكرج من تفليس يقصدون أذربيجان والبلاد التي بيد أوزبك فنزلوا وراء مضيق في الجبال لا يسلك إلا للفارس بعد الفارس فنزلوا آمنين من المسلمين استضعافًا لهم واغترارًا بحصانة موضعهم وأنه لا طريق إليهم‏.‏

وركب طائفة من العساكر الإسلامية وقصدوا الكرج فوصلوا إلى ذلك المضيق فجاوزوه مخاطرين فلم يشعر الكرج إلا وقد غشيهم المسلمون ووضعوا فيهم السيف فقتلوهم كيف شاؤوا وولى الباقون منهزمين لا يلوي والد على ولده ولا أخ على أخيه وأسر منهم جمع كثير صالح فعظم الأمر عليهم وعزموا على الأخذ بثأرهم والجد في قصد أذربيجان واستئصال المسلمين منه وأخذوا يتجهزون على قدر عزمهم‏.‏

فبينما هم في ذلك إذ وصل إليهم الخبر بوصول جلال الدين بن خوارزم شاه إلى مراغة على ما نذكره إن شاء الله فتركوا ذلك وأرسلوا إلى أوزبك صاحب أذربيجان يدعونه إلى الموافقة على رد جلال الدين وقالوا‏:‏ إن لم نتفق نحن وأنت وإلا أخذك ثم أخذنا فعاجلهم جلال الدين قبل اتفاقهم واجتماعهم فكان ما نذكره إن شاء الله تعالى‏.‏

في هذه السنة استولى جلال الدين على أذربيجان وسبب ذلك أنه لما سار من دقوقا كما ذكرناه قصد مراغة فملكها وأقام بها وشرع في عمارة البلد فاستحسنه فلما وصل إليها أتاه الخبر أن الأمير إيغان طائيس وهو خال أخيه غياث الدين قد قصد همذان قبل وصول جلال الدين بيومين‏.‏

وكان إيغان طائيسي هذا قد جمع عسكرًا كثيرًا يبلغون خمسة آلاف فارس‏.‏

ونهب كثيرًا من أذربيجان وسار إلى البحر من بلد أران فشتى هنالك لقلة البرد ولما عاد إلى همذان نهب أذربيجان أيضًا مرة ثانية‏.‏

وكان سبب مسيره إلى همذان أن الخليفة الناصر لدين الله راسله وأمره بقصد همذان وأقطعه إياها وغيرها فسار ليستولي عليها كما أمر فلما سمع جلال الدين بذلك سار جريدة إليه فوصل إلى إيغان طائيسي ليلًا وكان إذا نزل جعل حول عسكره جميع ما غنموا من أذربيجان وأران من خيل وبغال وحمير وبقر وغنم‏.‏

فلما وصل جلال الدين أحاط بالجميع فلما أصبح عسكر إيغان طائيسي ورأى العسكر والجتر الذي يكون على رأس السلطان علموا أنه جلال الدين وبقي إيغان طائيسي وحده إلى أن أضاف إليه جلال الدين عسكرًا غير عسكره وعاد إلى مراغة و أعجبه المقام بها‏.‏

وكان أوزبك بن البهلوان صاحب أذربيجان وأران قد سار من تبريز إلى كنجة خوفًا من جلال الدين وأرسل جلال الدين إلى من في تبريز من وال وأمير ورئيس يطلب منهم ن يتردد عسكره إليهم يمتارون فأجابوه إلى ذلك وأطاوه فتردد العسكر إليها وباعوا واشتورا الأقوات والكسوات وغيرها ومدوا أيديهم إلى أموال الناس فكان أحدهم يأخذ الشيء ويعطي الثمن ما يريد فشكا بعض أهل تبريز إلى جلال الدين منهم فأرسل إليهم شحنة يكون عندهم وأمره أن يقيم بتبريز ويكف أيدي الجند عن أهلها ومن تعدى على أحد منهم صلبه‏.‏

فأقام الشحنة ومنع الجند من التعدي على أحد من الناس وكانت زوجة أوزبك وهي ابنة السلطان طغرا بن أسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه مقيمة بتبريز وهي كانت الحاكمة في بلاد زوجها وهو مشغول بلذاته من أكل وشرب ولعب‏.‏

ثم إن أهل تبريز شكو شكوا من الشحنة وقالوا‏:‏ إنه يكلفنا أكثر من طاقتنا فأمر جلال الدين أنه لا يعطى إلا ما يقمي به لا غير فعلوا ذلك وسار جلال الدين إلى تبريز وحصرها خمسة أيام وقاتل أهلها قتالًا شديدًا وزحف إليها فوصل العسكر إلى السور فأذعن أهلها بالطاعة وأرسلوا يطلبون الأمان منه لأنه كان يذمهم ويقول‏:‏ قتلوا أصحابنا المسلمين وأرسلوا رؤوسهم إلى التتر الكفار وقد تقدمت الحادثة سنة إحدى وعشرين وستمائة فخافوا منه لذلك فلما طلبوا الأمان ذكر لهم فعلهم بأصحاب أبيه وقتلهم فاعتذروا بأنهم لم يفعلوا شيئًا من ذلكن وإنما فعله صاحبهم ولم يكن لهم من القدرة ما يمنعونه فعذرهم وأمنهم وطلبوا منه أن يؤمن زوجة أوزبك ولا يعارضها في الذي لها بأذربيجان وهو مدينة خوي وغيرها من ملك ومال وغيره‏.‏

فأجابهم إلى ذلك‏.‏

وملك البلد سابع عشر رجب من هذه السنة وسير زوجة أوزبك إلى خوي ومعها طائفة من العسكر مع رجل كبير القدر عظيم المنزلة وأمرهم بخدمتها فإذا وصلت إلى خوي عادوا عنها‏.‏

ولما رحل جلال الدين إلى تبريز أمر أن لا يمنعوا عنه أحدًا من أهلها فأتاه الناس مسلمين عليه فلم يحجبوا عنه وأحسن إليهم وبث فيهم العدل ووعدهم الإحسان والزيادة منه وقال لهم‏:‏ قد رأيتم ما فعلت بمراغة من الإحسان والعمارة بعد أن كانت خرابًا وسترون كيف أصنع معكم من العدل فيكم وعمارة بلادكم‏.‏

وأقام إلى يوم الجمعة فحضر الجامع فلما خطب الخطيب ودعا للخليفة قام قائمًا ولم يزل كذلك حتى فرغ من الدعاء وجلس‏.‏

ودخل إلى كشك كان أوزبك قد عمره وأخرج عليه من الأموال كثيرًا فهو في غاية الحسن مشرف على البساتين فلما طاف فيه خرج منه وقال‏:‏ هذا مسكن الكسالى لا يصلح لنا‏.‏

وأقام أيامًا استولى فيها على غيرها من البلاد وسير الجيوش إلى بلاد الكرج‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق