إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 أغسطس 2016

585 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر وفاة ابن الخليفة



585


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر وفاة ابن الخليفة

في هذه السنة في العشرين من ذي القعدة توفي ولد الخليفة وهو الأصغر وكان يلقب الملك المعظم و اسمه أبو الحسن لعي وكان أحب ولدي الخليفة إليه وقد رشحه لولاية العهد بهده وعزل ولده الأكبر عن ولاية العهد واطرحه لأجل هذا الولد‏.‏

وكان رحمه الله كريمًا كثير الصدقة والمعروف حسن السيرة محبوبًا إلى الخاص والعام وكان سبب موته أنه أصابه إسهال فتوفي وحزن عليه الخليفة حزنًا لم يسمع بمثله حتى إنه أرسل إلى أصحاب الأطراف ينهاهم عن إنفاذ رسول إليه يعزيه بولده ولم يقرأ كتابًا ولا سمع رسالة وانقطع وخلا بهمومه وأحزانه ورؤي عليه من الحزن والجزع ما لم يسمع بمثله‏.‏

ولما توفي أخرج نهارًا ومشى جميع الناس بين يدي تابوته إلى تربة جدته عند قبر معروف الكرخي فدفن عندها ولما أدخل التابوت أغلقت الأبواب وسمع الصراخ العظيم من داخل التربة فقيل إن ذلك صوت الخليفة‏.‏

وأما العامة ببغداد فإنهم وجدوا عليه وجدًا شديدًا ودامت المناحات عليه في أقطار بغداد ليلًا ونهارًا ولم يبق ببغداد محلة إلا وفيها النوح ولم تبق امرأة إلا وأظهرت الحزن وما سمع ببغداد مثل ذلك في قديم الزمان وحديثه‏.‏

وكان موته وقت وصول رأس منكلي إلى بغداد فإن الموكب أمر بالخروج إلى لقاء الرأس فخرج الناس كافة فلما دخلوا بالرأس إلى رأس درب حبيب وقع الصوت بموت ابن الخليفة فأعيد الرأس وهذا دأب الدنيا لا يصفو أبدًا فرحها من ترح وقد تخلص مصائبها من شائبة الفرح‏.‏


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق