2558
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
فتنة جلال الدين خوارزم شاه مع الأشرف
واستيلاؤه على خلاط:
قد كنا قدمنا أن جلال الدين خوارزم شاه ملك أذربيجان، وجاور أعمال بني أيوب. وكان الأشرف قد ولى على خلاط لما انتزعها من يد أخيه غازي سنة إثنتين وعشرين حسام الدين أبا على الموصلي. ثم صالح المعظم جلال الدين خوارزم شاه ودعاه إلى الفتنة مع أخويه كما قدمناه فزحف جلال الدين خوارزم شاه إلى خلاط وحاصرها مرتين، ورجع عنها فسار حسام الدين إلى بلده وملك بعض حصونه، وداخل زوجته التي كانت زوجة أزبك بن البهلوان، وكانت مقيمة بخوي وهجرها جلال الدين وقطع عنها ما كانت تعتاده من التحكم في الدولة مع زوجها قبله فدست إلى حسام الدين نائب خلاط ؛ واستدعته هي وأهل خوي ليملكوه البلاد فسار وملك خوي وما فيها عن الحصون ومدينة قرند.وكاتبه أهل بقجوان وملكوه بلدهم وعاد إلى خلاط ونقل معه زوجة جلال الدين وهي بنت السلطان طغرل فامتعض جلال الدين لذلك. ثم إرتاب الأشرف بحسام الدين نائب خلاط وأرسل أكبر أمرائه عز الدين أيبك فقبض على حسام الدين، وكان عدوا له وقتله غيلة، وهرب مولاه فلحق بجلال الدين ثم زحف جلال الدين في شوال سنة ست وعشرين إلى خلاط فحاصرها ونصب عليها المجانيق، وقطع عنها الميرة مدة ثمانية أشهر. ثم ألح عليها بالقتال وملكها عنوة آخر جمادى الأولى من سنة سبع وعشرين وامتنع أيبك وحاميتها بالقلعة واستماتوا، واستباح جلال الدين مدينة خلاط وعاث فيها بما لم يسمع بمثله. ثم تغلب على القلعة وأسر أيبك نائب خلاط فدفعه إلى مولى حسام الدين نائبها قبله فقتله بيده، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق