596
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة في المحرم كانت ببغداد فتنة بين أهل المأمونية وبني أهل باب الأزج بسبب قتل سبع وزاد الشر بينهم واقتتلوا فجرح بينهم كثير فحضر نائب الباب وكفهم عن ذلك فلم يقبلوا ذلك وأسمعوه ما يكره فأرسل من الديوان أمير من مماليك الخليفة فرد أهل كل محلة إلى محلتهم وسكنت الفتنة.
وفيها كثر الفأر ببلدة دجيل من أعمال بغداد فكان الإنسان لا يقدر أن يجلس إلا ومعه عصًا يردج الفأر عنه وكان يرى الكثير منه ظاهرًا يتبع بعضه بعضًا.
وفيها زادت دجلة زيادة عظيمة لم يشاهد في قديم الزمان مثلها وأشرفت بغداد على الغرق فركب الوزير والأمراء والأعيان كافة وجمعوا الخلق العظيم من العامة وغيرهم لعمل القورج حول البلد وقلق الناس لذلك وانزعجوا وعاينوا الهلاك وأعدوا السفن لينجوا فيها وظهر الخليفة للناس وحثهم على العمل وكان مما قال لهم: لو كان يفدى ما أرى بمال أو غيره لفعلت ولو دفع بحرب لفعلت ولكن أمر الله لا يرد.
ونبع الماء من البلاليع والآبار من الجانب الشرقي وغرق كثير منه وغرق مشهد أبي حنيفة وبعض الرصافة وجامع المهدي وقرية الملكية والكشك وانقطعت الصلاة بجامع السلطان.
وأما الجانب الغربي فتهدم أكثر القرية ونهر عيسى والشطيات وخربت البساتين ومشهد باب التبن ومقبرة أحمد ابن حنبل والحريم الطاهري وبعض باب البصرة والدور التي على نهر عيسى وأكثر محلة قطفتا.
وفيها توفي أحمد بن أبي الفضائل عبد المنعم بن أبي البركات محمد بن طاهر ابن سعيد بن فضل الله بن سعيد بن أبي الخير الميهني الصوفي أبو الفضل شيخ رباط الخليفة ببغداد وكان صالحًا
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق