623
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر قصد التتر بلاد الكرج
لما فرغ التتر من بلاد المسلمين بأذربيجان وأران بعضه بالملك وبعضه بالصلح ساروا إلى بلاد الكرج من هذه الأعمال أيضًا وكان الكرج قد أعدوا لهم واستعدوا وسيروا جيشًا كثيرًا إلى طرف بلادهم ليمنعوا التتر عنها فوصل إليهم التتر فالتقوا فلم يثبت الكرج بل ولوا منهزمين ولقد بلغني أنهم قتل منهم نحو ثلاثين ألفًا ونهبوا ما وصلوا إليه من بلادهم وخربوها وفعلوا بها ما هو عادتهم فلما وصل المنهزمون إلى تفليس وبها ملكهم جمعوا جموعًا أخرى وسيرهم إلى التتر أيضًا ليمنعوهم من توسط بلادهم فرأوا التتر وقد دخلوا البلاد لم يمنعهم جبل ولا مضيق ولا غير ذلك فلما رأوا فعلهم عادوا إلى تفليس فأخلوا البلاد ففعل التتر فيها ما أرادوا من النهب والقتل والتخريب ورأوا بلادًا كثيرة المضايق والدربندات فلم يتجاسروا على الوغول فيها فعادوا عنها.
وداخل الكرج منهم خوف عظيم حتى سمعت عن بعض أكابر الكرج قدم رسولًا أنه قال: من حدثكم أن التتر انهزموا وأسروا فلا تصدقوه وإذا حدثتم أنهم قتلوا فصدقوا فإن القوم لا يفرون أبدًا ولقد أخذنا أسيرًا منهم فألقى نفسه من الدابة وضرب رأسه بالحجر إلى أن مات ولم يسلم نفسه للأسر.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق