549
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة قتل صبي صبيًا آخر ببغداد وكانا يتعاشران وعمر كل واحد منهما يقارب عشرين سنة فقال أحدهما للآخر: الساعة أضربك بهذه السكين يمازحه بذلك وأهوى نحوه بها فدخلت في جوفه فمات فهرب القاتل ثم أخذ وأمر به ليقتل فلما أرادوا قتله طلب دواة ورقعه بيضاء وكتب فيها من قوله: قدمت على الكريم بغير زاد من الأعمال بالقلب السليم وسوء الظن أن تعتد زادًا إذا كان القدوم على كريم وفيها حج برهان الدين صدر جهان محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن مارة البخاري رأس الحنفية ببخارى وهو كان صاحبها على الحقيقة يؤدي الخراج إلى الخطا وينوب عنهم في البلد فلما حج لم تحمد سيرته في الطريق ولم يصنع معروفًا وكان قد أكرم ببغداد عند قدومه من بخارى فلما عاد لم يلتفت إليه لسوء سيرته مع الحاج وسماه الحجاج صدر جهنم.
وفيها في شوال مات شيخنا أبو الحرم مكي بن ريان بن شبة النحوي المقري بالموصل وكان عارفًا بالنحو واللغة والقراآت لم يكن في زمانه مثله وكان ضريرًا وكان يعرف سوى هذه العلوم من الفقه والحساب وغير ذلك معرفة حسنة وكان من خيار عباد الله وصالحيهم كثير التواضع لا يزال الناس يشتغلون عليه من بكرة إلى الليل.
وفيها فارق أمير الحاج مظفر الدين سنقر مملوك الخليفة المعروف بوجه السبع الحاج بموضع يقال له المرجوم ومضى في طائفة من أصحابه إلى الشام وسار الحاج ومعهم الجند فوصولا سالمين ووصل هو إلى الملك العادل أبي بكر بن أيوب فأقطعه إقطاعًا كثيرًا بمصر وأقام عنده إلى أن عاد إلى بغداد سنة ثمان وستمائة في جمادى الأولى فإنه لما قبض الوزير أمن على نفسه وأرسل يطلب العود فأجيب إليه فلما وصل أكرمه الخليفة وأقطعه الكوفة.
وفيها في جمادى الآخرة توفي أبو الفضل عبد المنعم بن عبد العزيز الإسكندراني المعروف بابن النطروني في مارستان بغداد وكان قد مضى إلى المايورقي في رسالة بإفريقية فحصل له منه عشرة آلاف دينار مغربية فرقها جميعها في بلده على معارفه وأصدقائه وكان فاضلًا خيرًا نعم الرجل رحمه الله وله شعر حسن وكان قيمًا بعلم الأدب وأقام بالموصل مدة واشتغل على الشيخ أبي الحرم واجتمعت به كثيرًا عنده.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق