إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 4 أغسطس 2016

531 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر مسير بهاء الدين سام إلى غزنة



531


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر مسير بهاء الدين سام إلى غزنة

لما ملك غياث الدين باميان أقطعها ابن عمه شمس الدين محمد بن مسعود وزوجه أخته فأتاه منها ولد اسمه سام فبقي فيها إلى أن توفي وملك بعده ابنه الأكبر واسمه عباس وأمه تركية فغضب غياث الدين وأخوه شهاب الدين منن ذلك وأرسلا من أحضر عباسًا عندهما فأخذا الملك منه وجعلا ابن أختهما سام ملكًا على باميان وتقلب بهاء الدين وعظم شأنه ومحله وجمع الأموال ليملك لبلاد بعد خاليه وأحبه الغورية حبًا شديدًا وعظموه‏.‏

فلما قتل خاله شهاب الدين سار بعض الأمراء الغورية إلى بهاء الدين سام فأخبره بذلك فلما بلغه قتله كتب إلى من بغزنة من الأمراء الغورية يأمرهم بحفظ البلد ويعرفهم أنه على الطريق

وكان والي قلعة غزنة ويعرف بأمير داذ وقد أرسل ولده إلى بهاء الدين سام يستدعيه إلى غزنة فأعاد جوابه أنه ت جهز ويصل إليه ويعده الجميل والإحسان‏.‏

وكتب بهاء الدين إلى علاء الدين محمد بن أبي علي ملك الغور يستدعيه إليه وإلى غياث الدين محمود بن غياث الدين وإلى ابن خرميل وإلي هراة يأمرهما بإقامة الخطبة له وحفظ ما بأيديهما من الأعمال ولم يظن أن أحدًا يخالفه فأقام أهل غزنة ينتظرون وصوله أو وصول غياث الدين محمود والأتراك ويقولون‏:‏ لا نترك غير ابن سيدنا يعنون غياث الدين يدخل غزنة‏.‏

والغورية يتظاهرون بالميل إلى بهاء الدين ومنع غيره فسار من باميان إلى غزنة في عساكره ومعه ولداه علاء الدين محمد وجلال الدين فلما سار عن باميان مرحلتين وجد صداعًا فنزل يستريح ينتظر خفته عنه فازداد الصداع وعظم الأمر عليه فأيقن بالموت فأحضر ولديه وعهد إلى علاء الدين وأمرهما بقصد غزنة وحفظ مشايخ الغورية وضبط الملك وبالرفق بالرعايا وبذلك الأموال وأمرهما أن يصالحا غياث الدين على أن يكون له خراسان وبلاد الغور ويكون لهما غزنة وبلاد الهند‏.‏

لما فرغ بهاء الدين من وصيته توفي فسار ولداه إلى غزنة فخرج أمراء الغورية وأهل البلد فلقوهما وخرج الأتراك معهم على كره منهم ودخلوا البلد وملكوه ونزل علاء الدين وجلال الدين دار السلطنة مستهل رمضان وكانوا قد وصلوا في ضر وقلة من العسكر وأراد الأتراك منعهم فنهاهم مؤيد الملك وزير شهاب الدين لقلتهم ولإشتغال غياث الدين بابن خرميل والي هراة على ما نذكره فلم يرجعوا عن ذلك‏.‏

وملا استقرا بالقلعة ونزلا بدار السلطانية راسلهما الأتراك بأن يخرجا من الدار وإلا قاتلوهما ففرقا فيهم أموالًا كثيرة واستحلفاهم فحلفوا واستثنوا غياث الدين محمودًا وأنفذا خلعًا إلى تاج الدين الدز وهو بإقطاعه مع رسول وطلباه إلى طاعتهما ووعداه بالأموال والزيادة في الإقطاع وإمارة الجيش والحكم في جميع المماليك فأتاه الرسول فلقيه وقد سار عن كرمان في جيش كثير من الترك والخلج والغز وغيرهم يريد غزنة فأبلغه الرسالة فلم يلتفت إليه وقال له‏:‏ قل لهما أن يعودا إلى باميان وفيها كفاية فإني قد أمرني مولاي غياث الدين أن أسير إلى غزنة وأمنعهما عنها فإن عادا إلى بلدهما وإلا فعلت بهما وبمن معهما ما يكرهون‏.‏

ورد ما معهما من الهدايا والخلع لم يكن قصد الدز بهذا حفظ بيت صاحبه وإنما أراد أن يجعل هذا طريقًا إلى ملك غزنة لنفسه‏.‏

فعاد الرسول وأبلغ علاء الدين رسالة الدز فأرسل وزيره وكان قبله وزير أبيه إلى باميان وبلخ وترمذ وغيرها من بلادهم ليجمع العساكر ويعود إليه فأرسل الدز إلى الأتراك الذين بغزنة يعرفهم أن غياث الدين أمره أن يقصد غزنة ويخرج علاء الدين وأخاه منها فحضروا عند ابن وزير علاء الدين وطلبوا منه سلاحًا ففتح خزانة السلاح وهرب ابن الوزير إلى علاء الدين وقال له‏:‏ قد كن كذا وكذا فلم يقدر أن يفعل شيئًا‏.‏

وسمع مؤيد الملك وزير شهاب الدين فركب وأنكر على الخازن تسليم المفاتيح وأمره فاسترد ما نهبه الترك جميعه لأنه كان مطاعًا فيهم‏.‏

ووصل الدز إلى غزنة فأخرج إليه علاء الدين جماعة من الغورية ومن الأتراك وفيهم صونج صهر الدز فأشار عليه أصحابه أن لا يفعل وينتظر العسكر مع وزيره فلم يقبل منهم وسير العساكر فالتقوا خامس رمضان فلما لقوه خدمه الأتراك وعادوا معه على عسكر علاء الدين فقاتلوهم فهزموهم وأسروا مقدمهم وهو محمد بن علي بن حردون ودخل عسكر الدز المدينة فنهبوا بيوت الغورية والبامانية وحصر الدز القلعة فخرج جلال الدين منها في عشرين فارسًا وسار عن غزنة فقالت له امرأة تستهزئ به‏:‏ أين تمضي خذ الجتر والشمسة معك‏!‏ ما أقبح خروج السلاطين هكذا‏!‏ فقال لها‏:‏ إنك سترين اليوم وأفعل بكم ما تقرون به بالسلطنة لي‏.‏

وكان قد قال لأخيه‏:‏ احفظ القلعة إلى أن آتيك بالعساكر فبقي الدز يحاصرها وأراد من مع الدز نهب البلد فنهاهم عن ذلك وأرسل إلى علاء الدين يأمره بالخروج من القلعة ويتهدده إن لم يخرج منها وترددت الرسل إلى علاء الدين يأمره بالخروج من القلعة ويتهدده إن لم يخرج منها وترددت الرسل بينهما في ذلك فأجاب إلى مفارقتها والعود إلى بلده وأرسل من حلف له الدز أن لا يؤذيه ولا يتعرض له ولا لأحد ممن يحلف له‏.‏

وسار عن غزنة فلما رآه الدز وقد نزل من القلعة عدل إلى تربة شهاب الدين مولاه ونزل إليها ونهب الأتراك ما كان منع علاء الدين وألقوه عن فرسه وأخذوا ثيابه وتركوه عريانًا بسراويله‏.‏

فلما سمع الدز ذلك أرسل إليه بدواب وثياب ومال واعتذر إليه فأخذ ما لبسه ورد الباقي فلما وصل إلى باميان لبس ثياب سوادي وركب حمارًا فأخرجوا له مراكب ملوكية وملابس جميلة فلم يركب ولم يلبس وقال‏:‏ أريد أن يراني الناس وما صنع بي أهل غزنة حتى إذا عدت إليها وخربتها ونهبتها لا يلومني أحد‏.‏

ودخل دار الإمارة وشرع في جمع العساكر‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق