إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 1 أغسطس 2016

423 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر رحيل الفرنج إلى نطرون



423


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر رحيل الفرنج إلى نطرون

لما رأى صلاح الدين أن الفرنج قد لزموا يافا ولم يفارقوها وشرعوا في عمارتها‏.‏

رحل من منزلته إلى النطرون ثالث عشر رمضان وخيم به فراسله ملك إنكلتار يطلب المهادنة فكانت الرسل تتردد إلى الملك العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين فاستقرت القاعدة أن ملك إنكلتار يزوج أخته من العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين فاستقرت القاعدة أن ملك إنكلتار يزوج أخته من العادل ويكون القدس وما بأيدي المسلمين من بلاد الساحل للعادل وتكون عكا وما بيد الفرنج من البلاد لأخت ملك إنكلتار مضافًا إلى مملكة كانت لها داخل البحر قد ورثتها من زوجها وأن يرضى الداوية بما يقع الاتفاق عليه فعرض العادل ذلك على صلاح الدين فأجاب إليه فلما ظهر الخبر اجتمع القسيسون والأساقفة والرهبان إلى أخت ملك إنكلتار وأنكروا عيها فامتنعت من الإجابة وقيل كان المانع منه غير ذلك والله أعلم‏.‏

وكان العادل وملك إنكلتار يجتمعان بعد ذلك ويتجاريان حديث الصلح وطلب من العادل أن يسمعه غناء المسلمين فأحضر له مغنية تضرب بالجنك فغنت له فاستحسن ذلك ولم يتم بينهما صلح وكان ملك إنكلتار يفعل ذلك خديعة ومكرًا‏.‏

ثم إن الفرنج أظهروا العزم على قصد البيت المقدس فسار صلاح الدين إلى الرملة جريدة وترك الأثقال بالنطرون وقرب من الفرنج وبقي عشرين يومًا ينتظرهم فلم يبرحوا فكن بين الطائفتين مدة المقام عدة وقعات في كلها ينتصر المسلمون على الفرنج وعاد صلاح الدين إلى النطرون ورحل الفرنج من يافا إلى الرملة ثالث ذي القعدة على عزم قصد البيت المقدس فقرب بعضهم من بعض فعظم الخطب واشتد الحذر فكان كل ساعة يقع الصوت في العسكرين بالنفير فلقوا من ذلك شدة شديدة وأقبل الشتاء وحالت الأوحال والأمطار بينهما‏.‏

لما رأى صلاح الدين أن الشتاء قد هجم والأمطار متوالية متتابعة والناس منها في ضنك وحرج ومن شدة البرد ولبس السلاح والسهر في تعب دائم وكان كثير من العساكر قد طال بيكارها فأذن لهم في العود إلى بلادهم للاستراحة والإراحة وسار هو إلى البيت المقدس فيمن بقي معه فنزلوا جميعًا داخل البلد فاستراحوا مما كانوا فيه ونزل هو بدار الأقسا مجاور بيعة قمامة وقدم إليه عسكر من مصر مقدمهم الأمير أبو الهيجاء السمين فقويت نفوس المسلمين بالقدس‏.‏

وسار الفرنج من الرملة إلى النطرون ثالث ذي الحجة على عزم قصد القدس فكانت بينهم وبين يزك المسلمين وقعات أسر المسلمون في وقعة منها نيفًا وخمسين فارسًا من مشهوري الفرنج وشجعانهم وكان صلاح الدين لما دخل القدس أمر بعمارة سوره وتجديد ما رث منه فأحكم الموضع الذي ملك البلد منه وأتقنه وأمر بحفر خندق خارج الفصيل وسلم كل برج إلى أمير يتولى عمله فعمل ولده الأفضل من ناحية باب عمود إلى باب الرحمة وأرسل أتابك عز الدين مسعود صاحب الموصل جماعة من الحصاصين ممن له في قطع الصخر اليد الطولى فعملوا له هناك برجًا وبدنة وكذلك جميع الأمراء‏.‏

ثم إن الحجارة قلت عند العمالين فكان صلاح الدين رحمه الله يركب وينقل الحجارة بنفسه على دابته من الأمكنة البعيدة فيقتدي به العسكر فكان يجمع عنده ن العمالين في اليوم الواحد ما يعملونه عدة أيام‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق