إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

985 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 مقتل الأفضل:


985

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267

  مقتل الأفضل:

قد قدمنا أن الآمر ولاه الأفضل صغيرا ابن خمس، فلما استجمع واشتد تنكر للأفضل وثقلمت وطأته عليه، فانتقل الأفضل إلى مصر وبنى بها دارا ونزلها، وخطب منه الأفضل ابنته فزوجها على كره منه، وشاور الآمر اصحابه في قتله فقال له ابن عمه عبد المجيد، وكان ولي عهده لا تفعل، وحذره سوء الاحدوثة لما اشتهر بين الناس من نصحه ونصح أبيه وحسن ولايتهما للدولة، ولا بد من إقامة غيره والاعتماد فيتعرض للحذر من مثلها إلى الامتناع منه. ثم أشار عليه من مداخلة ثقته ابي عبد الله بن البطائحي في مثل ذلك فإنه يحسن تدبيره ويضع عليه من يغتاله، وبقتل به فيسلم عرضك. وكان ابن البطائحي فراشا بالقصر، واستخلصه الأفضل ورقاه واستحجبه فاستدعاه الآمر وداخله في ذلك، ووعده بمكانه فوضع عليه رجلان فقتلاه بمصر، وهو سائر في موكبه من القاهرة منقلبا من خزانة السلاح في سنة خمس عشرة وخمسمائة، كان يفرق السلاح على العادة في الأعياد، وثار الغبار في طريقه فانفرد عن الموكب فبدره الرجلان وطعناه فسقط، وقتلا، وحملا إلى داره وبه رمق فجاءه الآمر متوجعا، وسأله عن ماله فقال: أما الظاهر فأبو الحسن ابن ابي أسامة يعرفه، وكان أبوه قاضيا بالقاهرة، واصله من حلب. وأما الباطن فإن البطائحي يعرفه. ثم قضى الأفضل نحبه لثمان وعشرين سنة من وزارته، وإحتاط الآمر على داره فوجد له ستة آلاف كيس من الذهب العين، وخمسين أردبا من الورق، ومن الديباج الملون والمتاع البغدادي والاسكندري، وطرف الهند، وأنواع الطيوب والعنبر 



والمسك ما لا يحصى. حتى لقد كان من ذخائره دكة عاج وأبنوس محلاه بالفضة عليها عرم متمن من العنبر زنته ألف رطل، وعلى العرم مثل طائر من الذهب برجلين مرجانا ومنقار زمرذا، وعينان ياقوتتان كان ينصبها في بيته ويضوع عرفها فيعم القصر وصارت إلى صلاح الدين.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق