984
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
استرجاع أهل مصر بعسقلان:
كان الأمير قد استولى على عسقلان، وبها قائد من قواد شص الخلافة فداخل بغدوين صاحب بيت المقدس من الفرنج وهاداه ليمتنع به على أهل مصر، وجهز أمير الجيوش عسكرا من مصر للقبض عليه إذا حضر وشعر بذلك، وانتقض، وأخرج من عنده من أهل مصر، وخاف الأفضل أن يسلم عسقلان إلى الفرنج فأقره على عمله، وارتاب شمس الخلافة بأهل عسقلان وأتخذ بطانة من الأرمن فاستوحش أهل البلد فثاروا به وقتلوه، وبعثوا إلى الآمر والأفضل بذلك فأرسل إليهم الوالي من مصر، واحسن إليهم واستقامت أحوالهم. وحاصر بغدوين بعد ذلك مدينة صور وفيها عساكر الأرمن واشتد في حصارها بكل نوع وكان به عز الملك الأعز من أولياء
الأمر فاستمد طغتكين اتابك دمشق فأمده بنفسه وطال الحصار، وحضر أوان الغلال فخشي الفرنج أن يفسد طغتكين غلال بلدهم فأفرجوا عنها إلى عكا وكفى بالله شرهم. ثم زحف بغدوين ملك الفرنج من القدس إلى مصر وبلغ سنتين، وسبح في النيل فانتقض عليه جرح كان به، وعاد إلى القدس ومات، وعهد بملك القدس للقمص صاحب الرها، ولولا ما نزال بملوك السلجوقية من الفتنة لكانوا قد استرجعوا من الفرنج جميع ما ملكوه من الشام. ولكن الله خبأ ذلك لصلاح الدير بن أيوب حتى فاز بذكره.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق