إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

978 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 وصول الغز إلى الشام واستيلاؤهم عليه وحصارهم مصر:



978

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


وصول الغز إلى الشام واستيلاؤهم عليه وحصارهم مصر:

كان السلجوقية وعساكرهم من الغزّ قد استولوا في هذا العصر على خراسان والعراقين وبغداد، وملكهم طغرلبك، وانتشرت عساكرهم في سائر الأقطار، وزحف إتسز 



بن أنز من أمراء السلطان ملك شاه وسماه الشاميون أفسفس، والصحيح هذا، وهو اسم تركي هكذا قال ابن الأثير فزحف سنة ثلاث وثلاثين، بل وستين ففتح الرملة، ثم بيت المقدس، وحاصر دمشق وعاث في نواحيها، وبها المعلى بن حيدرة، ولم يزل يوالي عليها البعوث إلى سنة ثمان وستين، وكثر عسف المعلى بأهلها مع ما هم فيه من شدة الحصار فثاروا به، وهرب إلى بلسيس. ثم لحق بمصر فحبس إلى أن مات، ولما هرب من دمشق اجتمعت المصامدة وولوا عليهم انتصار بن يحمى منهم ولقبوه وزير الدولة. ثم اضطربوا مما هم فيه من الغلاء، وجاء أمير من القدس فحاصرهم حتى نزلوا على أمانه.وانزل وزير الدولة بقلعة بانياس، ودخل دمشق في ذي القعدة، وخطب فيها للمقتدي العباسي. ثم سار إلى مصر سنة تسع وستين فحاصرها، وجمع بدر الجمالي العساكر من العرب وغيرهم وقاتله فهزمه، وقتل اكثر أصحابه، ورجع إتسز منهزما إلى الشام فأتى دمشق، وقد صانوا مخلفه فشكرهم ورفع عنهم خراج سنة تسع وستين، وجاء إلى بيت المقدس فوجدهم قد عاثوا في مخلفه، وحصروا أهله وأصحابه في مسجد داود عليه السلام فحاصرهم ودخل البلد عنوة، وقتل أكثر أهله حتى قتل كثيرا في المسجد الأقصى.ثم جهز أمير الجيوش بدر الجمالي العساكر من مصر مع قائده نصير الدولة فحاصر دمشق، وضيق عليها، وكان ملك السلجوقية السلطان ملك شاه قد اقطع أخاه تتش سنة سبعين وأربعمائة بلاد الشام، وما يفتحه منها فزحف إلى حلب وحاصرها وضيق عليها، ومعه جموع كثيرة من التركمان فبعث إليه إتسز من دمشق يستصرخه فسار إليه، وأجفلت عساكر مصر عن دمشق، وخرج إتسز من دمشق للقائه فقتله وملك البلد، وذلك سنة إحدى وسبعين. وملك ملك شاه بعد ذلك حلب، واستولى السلجوقية على الشام أجمع وزحف أمير الجيوش بدر الجمالي من مصر في العساكر إلى دمشق، وبها تاج الدولة تتش فحاصره وضيق عليه، وامتنع عليه، ورجع، وزحفت عساكر مصر سنة اثنتين وثمانين إلى الشام فاسترجعوا مدينة صور من يد أولاد القاضي عين الدولة بن ابي عقيل، كان أبوهم قد انتزى عليها، ثم فتحوا مدينة صيدا، ثم مدينة جميل(3)،



 وضبط أمير الجيوش البلاد وولى عليها العمال. وفي سنة أربع وثمانين استولى الفرنج على جزيرة صقلية، وكان أمير الجيوش قد ولى على مدينة صور منير الدولة الجيوشى من طائفته فانتقض سنة ست وثمانين، وبعث إليه أمير الجيوش العساكر فثار به أهل المدينة، واقتحمت عليهم العساكر، وبعث منير الدولة إلى مصر في جماعة من أصحابه فقتلوا كلهم.ثم توفي أمير الجيوش بدر الجمالي سنة سبع وثمانين في ربيع الأول لثمانين سنة من عمره. وكان له موليان أمين الدولة لاويز ونصير الدولة أفتكين، فلما قضى بدر نحبه استدعى المستنصر لاويز ليقلده فأنكر ذلك أفتكين، وركب في الجند وشغبوا على المستنصر، واقتحموا القصر، وأسمعوه خشن الكلام فرجع إلى ولاية ولد بدر، وقدم للوزارة ابنه محمدا الملك أبا القاسم شاه، ولقبه بالأفضل مثل لقب أبيه. وكان أبو القاسم بن المقري رديفا لبدر في وزارته بما كان اختصه لذلك، فولى بعد موته الوزارة المقري، وكانت عندهم عبارة عن التوقيع بالقلم الغليظ. وقام الأفضل أبو القاسم بالدولة، وجرى على سنن أبيه في الاستبداد، وكانت وفاة المستنصر قريبا من ولايته.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق