إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

964 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 مسير المعز إلى مصر ونزوله بالقاهرة:


964

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


مسير المعز إلى مصر ونزوله بالقاهرة:

ولما انتهت هذه الأخبار إلى المعزّ اعتزم على المسير إلى مصر، وبدأ بالنظر في تمهيد المغرب وقطع شواغله، وكان محمد بن الحسن بن خزر المغراوي مخالفا عليه بالمغرب الأوسط، وقد كثرت جموعه من زناتة والبربر، وكان جّباراً طاغياً فأَهَمّ المُعزّ أمره، وخشي على أفريقية عائلته، فأمر بلكين بن زيري بن مناد بغزوه، فغزاه في بلاده،





وكانت بينهما حروب عظيمة. ثم انهزم محمد بن خزر وجموعه، ولما أحسّ بالهزيمة تحامل على سيفه فقتل نفسه، وقتل في المعركة سبعة عشر من أمراء زناتة، وأُسِرَ منهم كثيرٌ وذلك سنة ستين. وسَرَّ المَعز ذلك، وقعد للهناء به. واستقدم بلكين بن زيري فاستخلفه على أفريقية والمغرب، وأنزله القيروان وسمّاه يوسف، وكنّاه أبا الفتوح، وولّى على طرابلس عبد الله بن يخلف الكتامي، ولم يجعل لبلكين ولاية عليه، ولا على صاحب صقليّة. وجعل على جباية الأموال زيادة الله بن الغريم، وعلى الخراج عبد الجبّار الخراسانيّ، وحسين بن خلف المرصدي بنظر بلكين، وعسكر ظاهر المنصوريّة آخر شوّال من سنة إحدى وستين، وأقام على سردانية قريباً من القيروان حتى فرغ من أعماله، ولحقته عسكره، وأهل بيته وعمّاله وحمل له ما كان في قصره من الأموال والأمتعة. وارتحل بعد أربعة أشهر من مقامه، وسار معه بلكين قليلا، ثم وّدعه وردّه إلى عمله، وسار هو إلى طرابلس في عساكره، وهرب بعضهم إلى جبل نَفُوسة فامتنعوا به، وسار إلى بَرْقَة فقتل بها شاعره محمد بن هانىء الأندلسي، وجد قتيلا بجانب البحر في آخر رجب من سنة إثنتين وستين. ثم سار إلى الإسكندريّة وبلغها في شعبان من هذه السنة، ولقيه بها أعيان مصر فأكرمهم ووصلهم، وسار فدخل القاهرة لخمس من رمضان من هذه السنة فكانت منزله ومنزل الخلفاء بعده إلى آخر دولتهم.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق