إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

963 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 فتح دمشق


963

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


فتح دمشق

ولما فتحت مِصْرَ، وأُخِذَ بنو طفج ،هرب منهم الحسن بن عبد الله بن طفج إلى مكّة، ومعه جماعة من قوّادهم، فلّما استشعر جوهر به بعث جعفر بن فلاح الكتامي في العساكر إليه فقاتله مراراً، ثم أسره ومن كان معه من القوّاد، وبعث بهم إلى جوهر فبعث بهم جوهر إلى المُعِزّ بأفريقية. ودخل جعفر الرملة عنوة فاستباحها، ثم أمّن من بقي وجبى الخراج وسار إلى طبرية، وبها ابن مُلْهَم وقد أقام الدعوة للمعز فتجافى عنه، وسار إلى دمشق فافتتحها عنوة وأقام بها الخطبة للمعز لأيام من المحّرم سنة تسع وخمسين، وكان بدمشق الشريف أبو القاسم بن يعلى الهاشميّ، وكان مطاعاً فيهم فجمع الأوباش والذعّار وثار بهم في الجمعة الثانية، ولبس السواد، وأعاد الخطبة



 للمطيع فقاتلهم جعفر بن فلاح أياماً وأولى عليهم الهزائم. وعاثت جيوش المغاربة في أهل دمشق فهرب ابن أبي يعلى ليلا من البلد، وأصبحوا حيارى، وكانوا قد بعثوا الشريف الجعفري إلى جعفر في الصلح فأعاده إليهم بتسكين الناس والوعد الجميل، وأن يدخل البلد، فيطوف فيه، ويرجع إلى معسكره فدخل، وعاث المغاربة في البلد بالنهب فثار الناس بهم وحملوا عليهم، وقتلوا منهم، وشرعوا في حفر الخنادق وتحصين البلد. ومشى الشريف أبو القاسم في الصلح بينهم وبين جعفر بن فلاح، فتم ذلك منتصف ذي الحجة من سنة تسع وخمسين، ودخل صاحب شرطة جعفر فسَكَنَ الناس وقَبَضَ علي جماعة من الأحداث، وقتل منهم وحبس. ثم قبض على الشريف أبي القاسم بن أبي يعلى في المحرّم من سنة ستين، وبعث به إلى مصر، واستقام ملك دمشق لجعفر بن فلاح، وكان خرج بأفريقية في سنة ثمان وخمسين أبوجعفر الزناتي واجتمعت إليه جموع من البربر والنكاريَّة، وخرج إليه المُعزِّ بنفسه، وانتهى إلى باغاية، وافترقت جموع أبي خزر، وسلك الأوعار فعاد المعزّ وأمر بلكين بن زيري بالمسير في طلبه فسار لذلك حتى انقطع عنه خبره، ثم جاء أبو جعفر مستأمناً سنة تسع وخمسين فقبله، وأجرى عليه الرزق، وعلى أثر ذلك وصلت كتب جوهر بإقامة دعوته بمصر والشام، وباستدعائه إليها فاشتدّ سرور المعز بذلك، وأظهره في الناس، ونطق الشعراء بامتداحه. ثم زحف القرامطة إلى دمشق وعليهم ملكهم الأعصم. ولقيهم جعفر بن فلاح فظفر بهم وقتلهم. ثم رجعوا إليه سنة إحدى وستين وبرز إليهم جعفر فهزموه وقتلوه، وملك الأعصم دمشق، وسار إلى مصر، وكاتب جوهر بذلك للمُعزّ فاعتزم على الرحلة إليها.


يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق