945
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
ص 3-55
القسم الأول
من تاريخ العلامة ابن خلدون
الدولة العلوية
الخبر عن دعاة الديلم والجبل من العلويّة وما كان لهم من الدولة بطبرستان للدّاعي و أخيه أولاً. ثم للأطروش وبنيه وتصاريف ذلك إلى انقضائه:
(كان) أبو جعفر المنصور قد اختص من العلوية من بني الحسن السبط حافده
الحسن بن زيد بن الحسن وولاّه المدينة، وهو الذي امتحن الإمام مالكاً رحمه الله كما هو معروف. وهو الذي أغرى المنصور من قبل ببني حسن وأخبره بدسيسة محمد المهديّ وابنه عبد الله في شأن الدعاء لهم حتى قبض عليهم وحملهم إلى العراق كما قدّمناه. وكان له عقب بالريّ منهم: الحسن بن زيد بن محمد بن إسمعيل بن الحسن والي المدينة، ولما حدث بين عامل طبرستان محمد بن أوس الكافل بها لسليمان بن عبد الله بن طاهر نائباً عن محمد بن طاهر صاحب خراسان، وبين محمد وجعفر من بني رستم من أهل نواحي طبرستان حادث فتنة، وقد تقدّم ذكرها، أغروا به أهل تلك النواحي وبعثوا إلى الديلم ليستنجدوا بهم عليه، وكانوا على المجوسيّة يومئذ، وهم حرب لمحمد بر، أوس لدخوله بلادهم، وقتله وسبيه منهم أيام المسالمة، وملكهم يومئذ وهشوذار بن حسّان فأجابوا ابني رستم إلى حربه.
وبعث ابنا رستم إلى محمد بن إبراهيم بطبرستان لكون الدعوة له فامتنع ،ودلهم
على الحسن بن زيد بالري فاستدعوه بكتاب محمد بن إبراهيم فشخص إليهم، وقد اتفق الديلم وابنا رستم وأهل ناحيتهم على بيعته فبايعوه، وانضم إليهم أهل جبال طبرستان. وزحف إلى آمد فقاتله ابن أوس دونه، وخالفه الحسن بن زيد في جماعة إلى آمد فملكها، ونجا ابن أوس إلى سليمان بن عبد الله بن طاهر بسارية وزحف إليهم الحسن فخرجوا للقائه فناشبهم
الحرب، وبعث بعض قواده، إلى سارية فملكها، وانهزم سليمان إلى جرجان، واستولى الحسن على معسكره بما فيه وعلى حرمه وأولاًده فبعثهم إليه في السفن.
ويقال: إنّ سليمان انهزم له لدسيسة التشّيع التي كانت في بني طاهر، ثم أقبل الحسن بن زيد إلى طبرستان فملكها وهرب عنها سليمان.، ثم بعث الحسن دعاته إلى النواحي، وكان يعرف بالداعي العلوي فبعث إلى الري القاسم ابن عمّه علي بن إسمعيل، وبها القاسم بن علي بن زيد العابدين السمري فملكها، واستخلف بها محمد بن جعفر بن أحمد بن عيسى بن حسين الصغير بن زين العابدين. وبعث إلى قزوين الحسين المعروف بالكوكبي بن أحمد بن محمد بن إسمعيل بن محمد بن جعفر، وهزمه وأسره فبعث الحسن بن زيد قائده دواجن إلى محمد بن ميكال فهزمه وقتله، وملك الري من يده، وذلك سنة خمسين ومائتين.
ثم زحف سليمان بن عبد الله بن طاهر من جرجان في العساكر فأجفل الحسن بن زيد عن طبرستان إلى الديلم ودخلها سليمان. ثم قصد سارية وأتاه ابنا قاران بن شهرزاد من الديلم، وأتاه أهل آمد وغيرهم طائعين فصفح عنهم. ثم سار محمد بن طاهر إلى لقاء الحسن فهزمه، وقتل من أعيان أصحابه ثلاثمائة وأربعين رجلاً 0ثم زحف موسى بن بغا لحربهم سنة ثلاث وخمسين فلقيه الحسن الكوكبي على قزوين، وأنهزم إلى الديلم، واستولى موسى بن بغا على قزوين، ثم رجع الكوكبيّ سنة ست وخمسين فاستولى على الري، واستولى القاسم بن علي بعدها على الكرخ سنة سبع0 ثم زحف الحسن بن زيد إلى جرجان، وبعث إليها محمد بن طاهر صاحب خراسان العساكر فهزمهم الحسن، وغلبهم عليها، وانتقض أمر ابن طاهر بخراسان من يومئذ واختلف المغلبون عليه، وكان ذلك داعياً إلى انتزاع يعقوب الصفّار خراسان من يده. ثم غلبه الحسين سنة تسع وخمسين على قومس.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق