إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 مايو 2014

1363 قصة الحضارة ( ول ديورانت ) قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلت -> وليم شكسبير -> أيام الشباب الفصل الرابع وليم شكسبير 1564 - 1616 1- أيام الشباب 1564 - 1585






1363


قصة الحضارة ( ول ديورانت )

 قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلت -> وليم شكسبير -> أيام الشباب


الفصل الرابع


وليم شكسبير


1564 - 1616


1- أيام الشباب


1564 - 1585


فلنخلص الآن، استكمالاً للبحث، ما يعرفه نصف العالم عن شكسبير. واليوم وقد عكف الباحثون المخلصون على فحص مخلفاته ودراستها لثلاثة قرون، فإنه يهمنا أن نقيس ما نعرف عنه-وهناك شيء كثير يطرح جانباً لأنه غير جدير بالمناقشة، وهناك الشكوك التي تثار حول تأليفه لكل الروايات التي نسبت إليه تقريباً.
ومهما يكن من أمر فإننا لسنا على يقين من اسمه. فقد أباحت إليزابث من الحرية في هجاء الكلمات أكثر مما أباحت في حرية العقيدة، ولربما حملت نفس الوثيقة الواحدة عدة طرق لهجاء كلمة واحدة بعينها، ولربما وقع رجل بعينه اسمه بأشكال مختلفة تبعاً لمزاجه وسرعته في الكتابة. وهكذا كتب المعاصرون مارلو، مارلين، مورلي وغيرها، أما توقيعات شكسبير الستة الباقية فهي كما تقرأ: Willm Shaksp-William Shakspeare-Willm Shakspere-Wm Shakspe-William Shakespe وهو الهجاء السائد الآن، وليس له ما يؤيده في مخطوطاته، والتوقيعات الثلاثة الأخيرة تنبع من نفس الفكرة.
وكانت أمه ماري آردن، من أسرة قديمة في ووروكشير. وقد قدمت إلى جون شكسبير، ابن مستأجر أرض والدها، صداقاً ضخماً نقداً وأرضاً، وأنجبت له ثمانية أطفال كان ثالثهم وليم. وأصبح جون من رجال الأعمال الأثرياء الناجحين في ستراتفورد على نهر الآفون، واشترى دارين، وخدم بلده ذائقاً للجعة، ومسئولاً عن الأمن، وعضواً في مجلس المدينة، ومساعداً لمأمور التنفيذ، وأحسن إلى الفقراء



بسخاء، وبعد 1572 انحطت موارده، وأقيمت عليه الدعوى من أجل ثلاثين جنيهاً، وأخفق في دفع التهمة عنه، وصدر أمر بالقبض عليه. وفي 1580، ولأسباب مجهولة، مثل أمام المحكمة ليقدم ضماناً بعدم الإخلال بالأمن. وفي 1592 سجل اسمه ضمن الذين "لا يحضرون إلى الكنيسة شهرياً طبقاً لما نصت عليه قوانين صاحبة الجلالة". واستنتج بعضهم من هذا أنه كاثوليكي "عاصياً"، وآخرون أنه كان بيوريتانياً، كما استنتج غيرهم أنه لم يكن يجرؤ على مواجهة دائنيه. واستعاد وليم فيما بعد مالية أبيه، ولما قضى الوالد نحيه (1601) بقي في شارع هنلي منزلان باسم شكسبير.
وسجلت كنيسة الأبرشية في ستراتفورد تعميد وليم في 16 أبريل 1564. ودون نيقولا رو-وهو أول من كتب سيرة حياته-في 1709، أسطورة ستراتفورد التي يصدقها الجميع الآن، وهي أن الوالد ربى ابنه... لبعض الوقت في مدرسة مجانية... ولكن سوء ظروفه وحاجته إلى مساعدة ابنه له في موطنه... أجبرتاه على سحب ابنه من المدرسة(1). وفي المرثية التي ظهرت في مقدمة طبعة فوليو الأولى لروايات شكسبير، قال بن جونسون يخاطب منافسه الذي مات "لقد تعلمت قليلاً من اللاتينية، وأقل من اليونانية".. ومن الواضح أن الكتاب المسرحيين اليونانيين ظلوا على حالهم يونانيين بالنسبة لشكسبير (لم يطلع عليهم) ولكنه تعلم من اللاتينية ما يكفي لملء رواياته الصغيرة بشذرات لاتينية وتوريات ثنائية اللغة، ولو أنه تعلم المزيد منها فلربما كان يصبح عالماً آخر، مجداً نشيطاً، مجهولاً، وتصبح لندن مدرسته.
وثمة أسطورة أخرى سجلها ريتشارد ديفيز حوالي 1681 وصفت وليم الصغير بأنه "كثيراً ما كان سيئ الحظ في سرقة الغزلان والأرانب، وبخاصة من سير توماس لوسي الذي كان غالباً ما يجلده بالسوط، وأحياناً يسجنه(2)". وفي 27 نوفمبر 1582 عندما كان هذا الوغد المزعوم في سن الثامنة عشرة، حصل هو وآن هاثاواي، وكانت هي نحو الخامسة والعشرين، على إذن بالزواج. وتشير الظروف إلى أن أصدقاء آن أرغموا شكسبير على الزواج منها(3). وفي مايو 1583- أي بعد زواجهما بستة أشهر، ولدت لهما طفلة أسمياها سوزانا، وأنجبت آن فيما بعد للشاعر


توأمين عمدا تحت اسم هامنت وجوديث في 2 فبراير 1585. ويحتمل أنه حوالي نهاية هذا العام هجر شكسبير زوجته وأولاده. وليس لدينا أية معلومات عنه فيما بين عامي 1585-1592، حين نعثر عليه ممثلاً في لندن.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق