إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 مايو 2014

204 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها 1- الإدراة العسكرية


204

 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

1- الإدراة العسكرية

يدل تاريخ سيناء على أنها كانت في كل عصر قويت فيه مصر تابعة لمصر وللسلطة العسكرية لمصر منذ بدء التاريخ إلى هذا اليوم . وقد أقام ملوك مصر القلاع والأبراج على حدودها الغربية بين رأس خليج السويس وفم الفرع البليوسي واستولوا على معادن بلاد لطور منذ أيام الدولة الأولى . ثم بنوا القلاع والأبراج في داليتها وعززوهم بالعساكر تأمينا للطرق وتأييدا للسلام بين أهلها . وقد مر بنا ذكر القلاع والأبراج في سيناء في مواضعها ثم ذكرت سردا حسب مداتها في الفصل السابق .

  وأقدم تلك القلاع : الفرما والمحمدية على شاطئ البحر المتوسط عند الفرع البليوسي من عهد الفراعنة . ثم قلعة لحفن وقلعة جبل المغارة في حدود بلاد العريش الجنوبية وقلعة خربة الرطيل في حدودها الشرقية وهي في المشهور من آثار الرومان . ثم دير طور سيناء في قلب بلاد الطور شاده الملك يوستنيانوس معقلا لرهبان سيناء حوالي 545م كما مر . وفي منشور أصدره الملك العاضد لدين الله آخر ملوك الدولة الفاطمية في مارس سنة 1169م لرهبان طور سيناء سيأتي ذكره إشارة إلى " القلاع الطورية " . ثم قلعة الباشا قرب عين سدر من بناء صلاح الدين الأيوبي سنة 1188م وقلعة مبعوق في وادي الراحة وهي في الأرجح من بنائه كقلعة الباشا وهما لحماية درب الشعوي كما قدمنا . ثم قلعة نخل وهي واحدة من سلسلة قلاع أقامها السلطان قانصوه الغوري سنة 1501: 1516 م في درب الحاج لحماية الحجاج . " فقلعة الطور " المنسوبة إلى السلطان سليم سنة 1520م شيدت لتأييد الإمن في بلاد الطور   ص285

وحماية الحجاج والتجار الذين كانوا يأتون مصر بطريق المويلح والطور والسويس . "

" فقلعة العريش " التي بناها السلطان سليمان سنة 1560 م لحماية طريق العريش بين مصر والشام . فتل حبوة وقلعة قطية وبرج الخروبة على طريق العريش فتل هربة فتل الحير فتل الفضة وتل الذهب فقلعة الطينة وقلعة البلاح على طريق الفرما . وأكثر هذه القلاع الآن مهجورة أو خراب .

  ولما تسلم المغفور له محمد علي باشا زمام الأحكام في مصر سنة 1805م لم يكن في سيناء إلا ثلاث قلاع وهي : " قلعة الطور وقلعة نخل وقلعة العريش " وكان في كل مها حامية صغيرة من عساكر الباشبوزق . ولما تغلب على الوهابيين سنة 1818م استولى على الحجاز وقلاعه واتخذ على نفسه حماية الحرمين , ثم كانت الحرب بينه وبين تركيا في سوريا , وفي نهايتها في عهد السلطان عبد المجيد سنة 1840 استرجع السلطان الحجاز وجعلها ولاية عثمانية , لكن بقيت العساكر المصرية تحمي درب الحاج المصري في قلاع نخل والعقبة والمويلح وضبا والوجه إلى أن أهملت الدرب المذكورة سنة 1884فقامت الدولة العلية تطالب مصر بهذه القلاع وكانت مصر إذ ذاك مشتغلة بالثورة السودانية وقد نهكتها الثورة العربية ولم يكن لها حاجة ماسة بالقلاع الحجازية بل كانت تنفق عليها على غير جدوى فسلمت الوجه سنة 1887م . ثم ضبا والمويلح سنة 1891 . ثم العقبة سنة 1892م .

  وكانت القلاع الحجازية تابعة في الإدارة لقلم الروزنامة بالمالية . فلما كانت سنة 1885 ألحقت بنظارة الحربية إداريا وماليا وعسكريا وجعلت تحت إدارة مدير المخابرات بمصر القاهرة وإشراف سردار الجيش المصري وناظر الحربية . وكانت بلاد الطور تابعة في الإدارة لمحافظة السويس وقد تهدمت قلعتها منذ سنة 1826م . فألحقت إداريا بقومندانية القلاع الحجازية بأمر صدر من نظارة الداخلية إلى نظارة الحربية في 23 مارس سنة 1893م . وجعل على بلاد التيه وبلاد الطور ضابط من ضباط الجيش المصري العظام برتبة قائمقام ولقب " فومندان جزيرة سيناء " ومركزه نخل . وجعل في كل   ص  286

من مدينتي نخل والطور مركز إداري فيه نفر من عساكر البوليس غير النظامي وعليهم ضابط من ضباط الجيش المصري برتبة ملازم ولقب " ناظر "

  وكانت السردارية بعد خروج عساكرها من العقبة قد جعلتها بضعة أشهر في وادي طابا ثم وجدت طرق المواصلات إليها شاقة فبنت قلعة في النويبع سنة 1893 وجعلت فيها بضعة رجال من البوليس وألحقتها إداريا بنخل ولا تزال كذلك إلى الآن .

  أما بلاد العريش فإنه بعد انسحاب ابراهيم باشا من سوريا سنة 1843جردت قلعتها من العساكر وألحقت بالداخلية وجعل عليها " محافظ ملكي ومعه نفر من البوليس .

  وبقي الحكم في سيناء على هذا النمط إلى أن كانت حادثة الحدود سنة 1906 فعين حد سيناء الشرقي بالتدقيق وضمت بلاد العريش إلى قومندانية نخل والطور وجعل عليها " ناظر " . فأصبحت بلاد سيناء كلها قومندانية واحدة بثلاث نظارات تحت إدارة الحربية , ثم في سنة 1907 سميت القومندانية مديرية ولقب حاكمها مديرا وعين لها مدير برتبة قائمقام مركزه نخل ومفتش عام برتبة بكباشي يقيم غالبا في العريش وكلاهما من الضباط الإنكليز بالجيش المصري . وفي سنة 1911 أبدل لقب مدير سيناء بلقب محافظ وسميت البلاد محافظة إلى اليوم .

  هذا وقد قسم خط الحدود الشرقي بقصد خفارته إلى ثلاثة أقسام وهي :

  " رفح " ويمتد من ميناء رفح إلى وادي الأبيض . " والقصيمة " ويمتد من وادي الأبيض إلى رأس وادي الأحيقبة . " ومشاش الكنتلة " ويمتد من رأس الأحيقبة إلى نقب العقبة . وجعل في كل منها مركز بوليس وعليه " وكيل ناظر " من أهل البلاد . وجعل مركز للبوليس في بئر الثمد وآخر في شط السويس على كل منها " وكيل ناظر " من الأهالي , فأصبحت مراكز البوليس تسعة وهي : العريش , ورفح , ونخل . والقصيمة , ومشاش الكنتلة , والثمد , والنويبع , والشط , والطور , وجعل في كل منها نفر من البوليس الوطني غير النظامي وجلهم من أهال نخل والعريش وعددهم الآن نحو 136 رجلا معهم نفر من البدو خبراء للطرق . وهم فريقان :    ص  287

بوليس هجانة وبوليس بيادة . ولهم لباس واحد وهو . على الرأس " عمامة " بيضاء يشدها عقال يدعونه مريرة . وعلى الجسم سترة مسدودة من الكاكي تزرر من على الكتف وبنطلون قطني . " وجورب " من الكاكي . وفي الرجلين نعلان كنعال البدو , ولا يفرق الهجانة من البيادة إلا الحزام والسلاح فحزام الهجانة أخضر وحزام البيادة أصفر , وسلاح الهجانة قرابينة مرتين انفيلد وسلاح البيادة بندقية مرتين أنفيلد . وأما الخبير فيحمل بندقية رمنتون , ومع كل منهم " فشكلك " يعلقه بكتفه الأيمن معترضا على صدره ويعقده بأبزيم تحت أبطه الأيسر .

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق