إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 مايو 2014

164 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها " تاريخ طريق الفرما "


 164

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

  " تاريخ طريق الفرما "

وقد ذكر هذه الطريق العلامة مسبرو مدير متحف الآثار المصرية في كتابه النفيس المسمى " جهاد الأمم " فقال ما ترجمته : " لآسيا من مصر عدة طرق لكل منها مزية تميزها على الأخرى . وأقربها الطريق التي كانت تمر بمدينة " زالو " وكان يحمي برزخ السويس قديما حصون تمتد من خليج السويس إلى الفرع البليوسي . وزاد تلك الحصون مناعة ترعة قام على ضفتها قلعة يحرسها الجند لحماية الحدود ِ. ولم يكن يسمح لأحد بالسفر شرقا أو غربا إلا إذا أعلن اسمه ومهنته والسبب الذي دعاه إلى السفر والرسائل التي في عهدته .

  وكان الفراعنة يخرجون بحملاتهم إلى سوريا من زالو ويرجعون إليها فيستقبلهم فيها وجوه البلاد وأعيانها للإجتفاء بهم .

  وكان السافر إذا خرج من زالو قاصدا سوريا يخترق أرضا يغمرها النيل ستة أشهر ثم ينحرف شرقا ويسير في ما بين البحر المتوسط وبحيرة سربونيوس " بحيرة    ص  251

البردويل " . وقد كان السفر في هذه القطعة من الطريق محفوفا بالأخطار لأن بحيرة سربونيوس لا تبقي على حال واحدة فكانت إذا سدت الأفواه التي تربطها بالبحر المتوسط تبخر ماؤها الرقراق وبقي في الطريق عدة برك موحلة تسفي الرياح الرمال عليها فتغطيها وتحجب وحولها عن نظر المسافرين فيغوصون فيها , وقد نقل مؤرخو اليونان أن جيوشا عظيمة غرقت برمتها في تلك الوحول المخبوءة

  وعند منتصف البحيرة على شاطئ البحر تل كاسيوس " القلس " الشهير . فمن وراء هذا التل يتسع السهل الفاصل بين بحيرة البردويل والبحر المتوسط حتى يصبح سهلا فسيحا ينبت فيه العشب وقد حفرت فيه آبار ماؤها غزير مسوس . 

  ومن وراء ذلك السهل غابة من النخيل وسجن أسود وثلة من المنازل الحقيرة يحدها واد عظيم جاف في غالب الأحيان " وهي مدينة العريش ونخيلها وواديها "

  وقد كان هذا الوادي في بعض العصور القديمة الحد بين أفريقيا وآسيا . وكانت المدينة منفى للمجرمين المحكوم عليهم ببتر أعضائهم . وقد أكد لنا مؤرخو اليونان أن قد سميت رينوكلورا لكثرة من نفي إليها من المجرمين المجدوعة أنوفهم .

  ومن هذه المدينة يتجه شاطئ البحر المتوسط إلى الشمال الشرقي ويحاذيه على الشاكئ كثبان مرتفعة من الرمال تحجب نظر المسافر في الطريق عن البحر فلا يرى البحر إلا من بعض المواضع . وكانت القوافل تتخذ طريقها من وراء هذه الرمال . وكان في الطريق آبار تحميها الأبراج حتى تصل قرية رفح الحصينة في حدود سوريا " اه

  وذكر اليعقوبي هذه الطريق قال : " ومن خرج من فلسطين مغربا يريد مصر ِ؛ خرج من الرملة ... ثم إلى غزة ثم إلى رفح وهي آخر أعمال الشام ثم إلى موضع يقال له " الشجرتين " وهي أول حد مصر ثم إلى العريش وهي أول مسالح مصر وأعمالها . ويسكن العريش قوم من جذام وغيرهم وهي قرية على ساحل البحر . ومن العريش إلى قرية يقال لها البقارة . ومنها إلى قرية يقال  لها الواردة في جبال من رمال . ومنها إلى الفرما وهي أول مدن مصر وبها أخلاط من الناس بينها وبين البحر الأخضر ثلاثة أميال . " اه   ص252

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق